تتعرض العديد من الشاحنات المصرية للاحتجاز من قِبَل محتجين ليبيين لتحقيق مكاسب إما مادية، أو سياسية، أو فئوية، أو حتى طائفية يحاولون بيها إجبار سلطات طرابلس على تنفيذها، ليتطور الأمر إلى استباحة الدماء، من أجل تحقيق هذه المكاسب، أو لفرض وجهة نظر معينة.
واستمرارًا لمسلسل الفراغ الأمنى والفوضى التى تجتاح ليبيا التى مضى على ثورتها 3 أعوام، أكد مصدر ليبى مطلع اختطاف عمال مصريين جُدُد فى منطقة القرية بمدينة بنغازى، مشيرًا إلى أن العمال المصريين كانوا على متن شاحنتين محملتين بالطماطم قاصدين بيعها فى أسواق مدينة بنغازى.
وأشار المصدر من ليبيا فى تصريحاتٍ خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن القوات الخاصة "الصاعقة" قامت بالتحفظ على الشاحنتين المحملتين إلى معسكر القوات الخاصة حتى لا تتعرض للسرقة، مؤكّدًا أنه جارٍ البحث عن المُختطفين فى منطقة القرية بعد بلاغ وُرِدَ عنهم يفيد باختطافهم، من قِبَل تحريات القوات الخاصة.
اختطاف المواطنين المصريين لم يكن الأول فقد أقدم مسلحون على خطف مواطنين مصريين، من أبناء محافظة المنيا هناك، وتم الإفراج عنهم بعد ساعات من اختطافهم من قِبَل مجهولين.
ومنذ أيام قليلة أكد العقيد إبراهيم الشرع، رئيس الغرفة الأمنية المشتركة فى بنغازى، أنه تم اختطاف مواطنين مصريين من العمالة الموجودة بجزيرة سيدى يونس بمدينة بنغازى من قِبَل مسلحين مجهولين أيضًا.
وأوضح "الشرع" فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" من ليبيا، أن سيارة تويوتا بيضاء اللون بها مسلحين أطلقوا رصاص فوق رؤوس العمالة المتواجدة بجزيرة سيدى يونس وبعد تفرق العمالة، تم اقتياد اثنين من المصريين إلى جهة مجهولة.
ومنذ بضعة أسابيع احتجز بعض المسلحين الليبيين بنطاق مدينة إجدابيا الواقعة غرب الحدود المصرية بأكثر من 700 كيلو متر عشرات من شاحنات نقل البضائع المصرية المصدرة إلى ليبيا للضغط على الحكومة المصرية من أجل الإفراج عن 3 ليبيين بالسجون المصرية ألقى القبض عليهم قبل أشهر خلال عملية تهريب عبر حدود البلدين.
ولم تسلم البعثة الدبلوماسية المصرية من محاولة الاختطاف، فقد أقدمت ميليشا مسلحة على خطف أربعة دبلوماسيين مصريين بالعاصمة الليبية، ردًا على ضبط السلطات المصرية على رئيس غرفة عمليات ليبيا، شعبان هدية، المُلَقَّب باسم "أبوعبيدة"، وتم إطلاق سراحه من قِبَل السلطات المصرية التى أكدت أنه غير مطلوب على ذمة أية قضايا وأعقب ذلك الإفراج عن الدبلوماسيين المصريين.
وفى تطورٍ لافت فى الدولة التى تعانى من انتشار الأسلحة بين أيدى العديد من المواطنين، فقد عثرت الشرطة الليبية على سبعة مواطنين مصريين مسيحيين قتلى فى شرق ليبيا، وأكد ضابط بالشرطة الليبية أن الجثث عُثِرَ عليها مصابة بأعيرة نارية فى الرأس.
وأجرت وزارة الخارجية المصرية اتصالات مكثفة مع المسئولين الليبيين فى وزارتى الخارجية والداخلية وشيوخ القبائل فى المنطقة الشرقية لاستبيان الموقف.
وطبقًا للمعلومات التى وردت للسفير المصرى لدى ليبيا والمتواجد حاليًا فى القاهرة، فقد تم اكتشاف سبع جُثَث مقيدة، وبها طلقات نارية فى منطقة جروثة الواقعة على مسافة 30 كيلومترًا غربى مدينة أجدابيا، كما تم نقل الجثث السبع إلى مستشفى بنغازى.
من جانبه أمر المستشار هشام بركات النائب العام بإجراء تحقيق فورى فى واقعة مقتل الـ7 أقباط، فى إطار متابعته للواقعة التى حدثت مؤخرًا وقدوم جثامين المجنى عليهم إلى القاهرة.
وكلف بركات نيابة شرق القاهرة الكلية بإجراء تحقيقات موسعة فى تلك الواقعة، بالتنسيق مع مكتب التعاون الدولى بمكتب النائب العام والجهات القضائية الليبية، فى إطار أحكام القوانين المصرية والاتفاقيات الثنائية والدولية ذات الصلة خاصة المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وتضمنت التحقيقات التى تجريها النيابة العامة سؤال أهلية الضحايا وإرفاق التقارير الطبية الخاصة بهم واتخاذ كافة الإجراءات التى تكفل الوصول إلى حقيقة الواقعة وضبط مرتكبيها والمحرضين عليها وكل ما من شأنه ضمان حقوق المصريين الضحايا، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن المتورطين فى مقتل المواطنين المصريين السبعة والى أين وصلت نتائج التحقيقات.
السفير على ﺍﻟﻌﺸﺮﻯ مساعد وزير الخارجية طالب ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ، مؤكّدًا ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﺠﻨﺔ ﻗﻨﺼﻠﻴﺔ ﺳﺘﻨﻌﻘﺪ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻗﺮﻳﺒًﺎ، ﻟﺒﺤﺚ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ، مُشَدِّدًا على ضرورة ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻮﻣﻰ، ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.
وأصدرت الخارجية المصرية العديد من التحذيرات لرعاياها، بعدم السفر إلى ليبيا إلا فى حالات الضرورة القصوى فقط وأنه بالنسبة للمصريين المتواجدين على أراضيها عليهم توخى أقصى درجات الحرص والحذر الشديد وعدم التحرك خارج مناطق السكن والعمل، نظرًا للحالة الأمنية غير المستقرة هناك.
من جانبه قال نبيل فهمى، وزير الخارجية، إن هناك مخططا لتقسيم ليبيا، والوضع هناك خطر، نظرًا لأن الحكومة المركزية مضطربة وغير فعالة، مؤكّدًا عدم وجود استهداف للمصريين تحديدًا من قِبَل الجماعات المسلحة، وإنما تكرار التعرض للمصريين يتم تتابعه، وترد الوزارة بإستراتيجية دون اندفاع، مضيفًا "الهوية العربية مُهَدَّدة بالخطر مقابل الطائفية".
وأوضح محمد فايز جبريل، السفير الليبى فى القاهرة، إن عدد المصريين القائمين فى ليبيا مليون و600 ألف شخص، وهناك 22 ألف تأشيرة تصدر من السفارة الليبية للمصريين سنويًا، مؤكّدًا أن عدد الذين دخلوا إلى ليبيا بطُرُق غير شرعية وبتأشيرات مُزَوَّرة وصلوا لأكثر من 200 ألف، لافتًا إلى أن بعض الأفارقة والمصريين يذهبون إلى ليبيا للتسلل إلى أوروبا.
استمرار حلقات استهداف المصريين بليبيا.. اختطاف عمال جُدُد بمدينة بنغازى.. و"الخارجية" تحذر: الأمن غير مستقر والسفر للضرورة القصوى فقط.. وفايز جبريل: أكثر من 200 ألف شخص دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية
السبت، 22 مارس 2014 10:00 م
نبيل فهمى وزير الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة