معهد فرنسى: الأزمة فى أوكرانيا بصدد قلب المعطيات الدولية

الجمعة، 21 مارس 2014 01:29 م
معهد فرنسى: الأزمة فى أوكرانيا بصدد قلب المعطيات الدولية صورة أرشيفية
بروكسل (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تهدد الأزمة الأوكرانية بقلب المعطيات الدولية من خلال تسليطها الضوء على ضعف الاتحاد الأوروبى على الصعيد السياسى، وعودة الولايات المتحدة على الساحة الأوروبية، بالإضافة إلى الوزن الجيوستراتيجى لروسيا التى تعتبر نفسها منذ زمن بعيد مهملة، بحسب ما أوضح خبراء.

وقال توما غومار من المعهد الفرنسى للعلاقات الدولية، إن بوتين بضمه القرم فى عملية خاطفة "أذهل" الغربيين، موضحا أنه إن كان الاتحاد الأوروبى فرض عقوبات على شخصيات روسية وأوكرانيا موالية لروسيا، إلا أن تأثيرها "ليس بمستوى الرهانات".

والاتحاد الأوروبى يعانى من اعتماده على روسيا على صعيد الاقتصاد والطاقة، حيث إنها تمده بربع وارداته من الغاز. واستثمرت العديد من الشركات مثل مجموعة توتال الفرنسية مبالغ طائلة فى روسيا، كما أن الرساميل الروسية تسهم إلى حد بعيد فى ازدهار حى المال والأعمال فى لندن.

واليوم يدفع الاتحاد الأوروبى ثمن تعامله مع موسكو وقد وعد بتنويع مصادر تزوده بالطاقة، لكن هذا يبقى طموحا بعيد الأمد. والمشكلة الأساسية المطروحة على الأوروبيين هى أنه لا يمكنهم فرض عقوبات مجدية على روسيا بدون أضعاف اقتصادهم الذى ما زال يتعافى من الأزمة. وقال كزافييه فوربوكت من جامعة لوفان الكاثوليكية "سيكون هذا صعبا وسيستغرق وقتا وسيكلف مبالغ مالية".

وخرجت الولايات المتحدة إلى الخط الأمامى للرد على المخاوف التى أعربت عنها دول الكتلة السوفيتية السابقة.

وفى حين بدأت واشنطن تبتعد فى السنوات الأخيرة عن القارة الأوروبية لإعادة تركيز سياستها فى آسيا والمحيط الهادئ، وجدت نفسها مضطرة للعودة إلى تركيز اهتمامها بهذه المنطقة وقامت بنشر طائرات أف-16 فى بولندا، وقام نائب الرئيس جو بايدن بجولة على وارسو ودول البلطيق الثلاث (استونيا وليتوانيا ولاتفيا) وجميعها من أعضاء الاتحاد الأوروبى والحلف الأطلسى.

وقال برتران بادى، خبير العلاقات الدولية فى معهد العلوم السياسية الفرنسى، إن "الولايات المتحدة وجدت نفسها فى الخط الأول" ومن الملفت بهذا الصدد أن يختار الرئيس باراك أوباما الإعلان عن عقوبات جديدة بحق روسيا فى وقت كان القادة الأوروبيون مجتمعين فى بروكسل.

وكما فى زمن "الحرب الباردة" اختارت موسكو فرض عقوباتها أولا على الأمريكيين، وقال غومار بهذا الصدد "من الواضح أنه بنظر موسكو اختبار قوة" مع الولايات المتحدة.

واستبعد القادة الغربيون الخيار العسكرى فى مواجهة روسيا، وقال فولبوكت إن "بوتين يختبر الحدود التى يمكن أن يصل إليها".

وفى وقت يعمد العديد من دول الحلف الأطلسى إلى تقليص ميزانياتها العسكرية، أعلنت روسيا عن زيادة بنسبة 44% لميزانيتها الدفاعية خلال السنوات الثلاث المقبلة.. وقال فولبوكت "إننا لا نقترب من نهاية الأزمة"، معتبرا أن بوتين لن يتخلى عن حلمه ببناء "الاتحاد الأوراسى".









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة