سلسلة من الدراسات والتجارب يقوم بها الباحثون فى عدد من المراكز البحثية داخل مصر، لإنتاج الطاقة الشمسية منذ سنوات، خاصة مع تزايد أزمة تكرار انقطاع الكهرباء، لتصبح الطاقة الشمسية بديلاً للطاقة التقليدية، وهو أمر ملح وليس رفاهية، وبعض هذه الأبحاث تعثر لعدم وجود تمويل وبعضها الآخر تم الانتهاء منه على المستوى التجريبى، لكن دون انتباه حقيقى من قبل المسئولين.
ست سنوات تفصلنا عن الموعد الذى حدده المجلس الأعلى للطاقة، بأنه بحلول عام 2020 سوف يكون 20% من الطاقة المستخدمة فى مصر بواسطة الشمس، وهو ما يجعل مصر فى مأزق حقيقى لإنجاز ذلك خلال بضع السنوات القليلة القادمة.
ومن أهم هذه المشروعات التى تستهدف تحويل الطاقة الشمسية لكهربائية المشروع الذى يقوم عليه فريق من الباحثين بالمركز القومى للبحوث منذ سنوات، بهدف تصنيع خلايا شمسية من مكونات غير عضوية محلياً على المستوى التجريبى، خاصة أن تكنولوجيا الخلايا الشمسية معقدة ودقيقة، وتحتكرها عدد من دول العالم، منها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والسويد واليابان، وهو ما يجعل التحدى كبيراً أمام الباحثين والعلماء للوصول لهذه التقنية وتطبيقها بأبحاثهم وأفكارهم.
المشروع الذى تبناه المركز القومى للبحوث منذ نحو العامين تعثر خلال الفترة السابقة، بسبب عدم توافر التمويل اللازم، إلا أنه يتم مواصلته حالياً، والذى تم رصد نحو 12 مليون جنيه لتطبيقه تجريبياً، بهدف إنتاج الخلايا الشمسية بأيدى مصرية بثمن رخيص، وتوفيرها بكميات تسمح بتصديرها للخارج، مما يأتى بعائد ودخل لمصر.
يقول الدكتور أشرف شعلان، القائم بأعمال رئيس المركز القومى للبحوث، إن المشروع يتكون من مرحلتين، المرحلة الأولى تم الانتهاء منها وهى المتعلقة باستخدامات الطاقة الشمسية، مثل تنقية المياه من التلوث وإنارة المنزل وتسخين المياه والتبريد، وذلك على مستوى تجريبى، أما المرحلة الثانية التى يعمل عليها الباحثون حالياً، فهى إنتاج الخلايا الشمسية محلياً، وهو أمر شديد التعقيد والصعوبة، لأن تصنيع هذه الخلايا يحتاج تكنولوجيا عالية وخبرة جيدة.
وأضاف أن تحسين أداء هذه الخلايا الشمسية لتزداد كفاءتها ويطول عمرها هو ما يعمل عليه الباحثون بالمركز، كما تقول الدكتورة نجوى خطاب، الرئيس السابق لقسم الطاقة الشمسية بالمركز القومى للبحوث، إنه تم حالياً تكوين نماذج مصغرة لها، موضحة أن الخلايا التى أنتجها باحثو وعلماء المركز ويقوم حالياً بتطويرها أفضل من الخلايا الشمسية المصنوعة من السيلكون التى يتم استيرادها من الخارج.
أما فى مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية التى يرأسها الدكتور عصام خميس، فتقوم بإنشاء وتشغيل وحدة تجريبية لإنتاج الطاقة الكهربية وتحلية المياه باستخدام نظام المركزات الشمسية، فى إطار أحد المشروعات التى يمولها الاتحاد الأوروبى بــ22 مليون يورو، ويشترك فى هذا المشروع عدد من الجامعات والشركات المصرية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبريطانية.
ويقوم المشروع المقرر إنشاؤه بالمدينة على 12 فداناً، بهدف إنتاج طاقة كهربائية بمعدل 1 ميجا وات وتحلية مياه الآبار المالحة بمقدار 250 متراً مكعباً يومياً، وإنتاج كمية من الطاقة الحرارية لتبريد وتكييف مساحة 800 متر، كما سيسمح المشروع بنقل التكنولوجيا عن طريق تدريب المتخصصين والباحثين، والعمل على رفع نسبة التصنيع المحلى للمكونات الأساسية للمشروع، وإقامة وحدات إنتاجية كبيرة تسد فجوة الطاقة الكهربية.
وطالب عدد من الباحثين بهذه المشروعات بأن يتم زيادة التمويل لتسهيل مهامهم وإنجاز المشروعات بشكل أفضل، وأن يفكر المسئولون بشكل عملى عند التخطيط لإقامة المدن الجديدة، والتى لابد أن يوجد بها منذ البداية محطة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية.
مع تكرار أزمة انقطاع الكهرباء.. مشروعات بحثية وتجريبية لإنتاج الطاقة الشمسية وحل الأزمة.. "القومى للبحوث" يتوصل لخلايا شمسية أفضل وأرخص من المستوردة.. والباحثون يطالبون بزيادة تمويل المشروعات لإنجازها
الجمعة، 21 مارس 2014 10:25 ص
د. أشرف شعلان القائم بأعمال رئيس المركز القومى للبحوث
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة