تنوعت خطبة الجمعة بكفر الشيخ مابين العمل وترك التظاهرات والحفاظ على استقرار الدولة ومحاربة الإرهاب ومحاربة الفساد وتطبيق الحدود وفضل الوالدين.
ألقى الشيخ عبد القادر أحمد "إمام مسجد أسامة بن زيد" خطبة بعنوان "عبيرك تعبيرك" والتى دعا فيها المصلين لتقوى الله عز وجل ويكون كلام كل مسلم منا عنوانا لشخصيته ولابد أن يخرج الكلمات الطيبة ويبتعد عن الكلمات السيئة المنفرة والتى يملأها النفاق والرياء والسب والقذف والشتم لأن الله ورسوله أمرا بالكلمة الطيبة والبعد عن الغيبة والنميمة ولكى ندخل الجنة فلابد أن يكون كلامنا يحبذ على الفضيلة ونقول لا الرذيلة.
وتناول الشيخ عبد الناصر بليح، المتحدث الرسمى باسم نقابة الأمة والدعاة فى خطبته ترتيب الأولويات فقال ديننا الإسلامى دين الترتيب والعمل من أجل النجاح والاستمرار لذلك نجد رسولنا صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يُكوّن مجتمعاً فاضلاً ودولة تقود العالم جعل هناك أولويات للوصول إلى هذا الغرض وأولها:(الدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده)لأنه أساس كل دعوة، ومن أثر ترتيب الأولويات فى حياة الأمم والجماعات:فأول أولويات دعوة الأنبياء عليهم السلام كلمة التوحيد (الدعوة إلى عبادة الله وحده ) وما من نبى إلا دعى قومه لعبادة الله وحده فقال:" يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره “وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوا قومه بمكة بقوله (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) فلا يسع أحداً الخروج عن هذا المنهج أو تقديم بعض أولوياته المقررة على بعض وذلك بإصلاح العقيدة أولاً، وبهذا تتلقى جموع المسلمين وتتآلف القلوب، وينتفى الخلاف.
فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة الضعفاء والفقراء لأنهم عماد الأمة وتحمل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين الأوائل الصعاب فى سبيل نشر الدين الإسلامى وتعرضوا لأشد أنواع العذاب والتنكيل.
وأضاف، إن الله جعل إقامة الحدود لحفظ النفس فشرع الله جلَّ وعلا الحدود لمكافحة الجريمة والرذيلة وصيانة المجتمع من الفساد والمعاصى وحماية مصالح أساسية أجمعت الشرائع السماوية على المحافظة عليها وهي: حفظ الدين، وحفظ النسل، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال، وهى المعروفة بالضروريات الخمس، وسميت بذلك لأنه لا قيام لحياة الناس وصلاحهم إلا بتوافرها وتواجدها، وحفظها من الاعتداء عليها ووضع العقاب الرادع لمن حاول التعدى عليها. وقد أحكم الله جلَّ وعلا وجوه الزجر الرادعة عن هذه الجنايات غاية الإحكام وشرعها على أكمل الوجوه، فشرع حد الزنا صيانة للأنساب من التعرض للضياع، وحد السرقة، وقطع الطريق لصيانة الأموال والأنفس، وحد القذف لصيانة الأعراض، وحد الشرب لصيانة العقول.
فبتطبيق الحدود والقصاص، يزجر كل من تسول له نفسه ارتكاب إحدى هذه الجرائم، ويترتب على هذا التطهير الأمن والأمان والطمأنينة بين أفراد المجتمع الإسلامي، كما يترتب على هذا التطهير أيضاً حفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل.وتحقيق العدالة والمساواة على وجه الأرض.
ورفع الظلم عن العباد، هدف سامٍ من أهداف إقامة الحدود الشرعية، فبتطبيق الحدود الشرعية على المجرمين بما يتناسب مع إجرامهم تتحقق العدالة والمساواة بين المسلمين جميعاً بغض النظر عن لونهم وجنسهم، وحسبهم، وغناهم وفقرهم.
ويؤكد حقيقة المساواة والعدالة فى تطبيق الحدود ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال - عندما أراد رجل من الصحابة أن يشفع للمرأة المخزومية السارقة (أتشفع فى حد من حدود الله؟ والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)، وفى عدم تطبيق ذلك انتهاك لحدود الله تعالى وهذا ظلم - قال تعالى (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، وقال تعالى (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).امتثال أمر الله وطاعته.
ولابد من احترام هيبة الدولة والنظام حتى تسود الوحدة والاجتماع، وإن احترام النظام أحد الأسس التى تقوم عليها الوطنية الصادقة فمن واجبات المواطن احترام النظام لأن فيه تنظيم لحياة المجتمع وتيسير شؤونه، لأن النظام وضع لصالح المواطن للمحافظة على دينه وعرضه وماله وعقله ودمه ومن الحقائق الثابتة ,إن المجتمع لا ينعم بالأمن والاستقرار ,ولا يستطيع تحقيق أهدافه إلا إذا ساد فيه احترام النظام فإنه لو ضاعت هيبة الدولة والنظام لصارت فتنة وانعدم الأمن.. من أجل ذلك قال الإمام على كرم الله وجهه:" لابد من إمارة بارة أو فاجرة قيل له البارة عرفناه فما بالنا بالفاجرة فقال:"لإقامة الحدود وفرض النظام ورد الظالم وعون المظلوم.
كما لابد من احترام الوالدين:وللوالدين احترام ووقار فالأدب معهما واحترامهما من صميم الدين فقد علمنا المولى عز وجل بقوله:"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا"( الإسراء: 23 – 25).
فقد بين المولى عز وجل أن نحترمهما ونوقرهما لدرجة أن لا تقل لهما أقل كلمة فى قاموس اللغة العربية وهى كلمة "أف" ولا تنهرهما بل لابد أن نقل لهما قولاً محترماً فيه وقار كريماً ثم ذيل الآية بقوله:"ربكم أعلم بما فى نفوسكم" من توقير واحترام ورحمة فإذا صدرت كلمة خطأ عن دون قصد:" فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا".
لذلك ورد أن الله أوحى لنبيه موسى:"أن يا موسى وقر والديك فإن من وقر والديه وهبت له ولداً من صلبه يوقره ومن عق والديه وهبت له ولداً من صلبه يذيقه العذاب ألواناً وألواناً".
مساجد كفر الشيخ تدعو للعمل ومحاربة الفساد وفضل الوالدين
الجمعة، 21 مارس 2014 01:40 م
خطبة الجمعة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة