فى الحفلة التى استضافتها دار العين للنشر اجتمع عشرات المثقفين المصريين للتضامن مع الشاعر المعتقل عمر حاذق وروايته التى رأت النور وهو خلف القضبان ليغيب المؤلف عن حفل توقيع روايته الأولى "لا أحب هذه المدينة" ويبقى عمله مناديا بحريته رغم الحبس والجدران.
المسافة التى تفصل دار العين بالقاهرة وسجن برج العرب بالإسكندرية لم تمنع المثقفين المشاركين بالحفل من أن يوجهوا رسالة إلى عمر حاذق كأنه جالس بين أيديهم، وصفوه تارة بالموهبة التى لا تقل عن أهم الأقلام المطروحة على الساحة الثقافية والإنسان النقى الذى لم تلوثه الدنيا والأباطيل تارة أخرى، وما بين حقوقى، وناشرة، وروائى، وناقد، وصحفى، التقى الهمّ الواحد فى البحث عن سبيل للتضامن مع الكاتب المعتقل وإنقاذ ما تبقى من حرية الرأى والتعبير فى مصر.
الدكتورة رباب المهدى التى تكفلت بقراءة رسالة عمر حاذق والتى كتبها خصيصا من سجن برج العرب بمناسبة حفل توقيع روايته الجديدة لم تستطع كتمان دموعها وهى تقرأ النص الذى يقول فيه "أما أكثر ما أحببته فى الرواية حين استلمتها فهو إهداؤها إلى أمى. لا يؤلمنى شىء فى السجن كما أتألم لأجل أمى وأبى" ولم تستطع أن تخفى غضبها من الحال الذى وصل إليه الوضع المصرى فى التعامل مع خيرة شباب مبدعى هذا البلد، فبين عمر حاذق لعلاء عبد الفتاح لشريف فرج والكثيرين من معتقلى الرأى والتظاهر كان سؤالها عن اصطفاء القائمين على السياسة الحالية لخيرة الشباب لا لرعايتهم وتقديم كافة أنواع الدعم لهم بل لزجهم خلف السجون.
الشاعر والمترجم محمد عيد إبراهيم، قال إن رواية "لا أحب هذه المدينة" تؤكد أننا أمام كاتب مهم تشهده الحياة الثقافية المصرية وتنحنى لموهبته، فهو كان يعرف عمر حاذق كشاعر لكن الرواية التى كتبها عمر حاذق تؤكد على قدر إخلاصه للكتابة الأدبية ولا يقيده نوع أدبى معين ليعلن عن موهبته الواثقة.
وأضاف: الرواية مليئة بالآلام التى يحياها مواطن مصرى ينشد التغيير إلا أن الواقع الذى يتحداه دوما وقوى الشر التى تتحكم دوما فى ذروة الصراع تدفعه فى النهاية إلى الانتحار، مشيرا فى البداية توقعت أنها رواية تحكى عن الحقبة الفرعونية ليبدأ طريقا فى الكتابة الروائية شبيهه ببدايات نجيب محفوظ إلا أنه خدعنا وكان متحررا من هذه النظرية والطريقة.
ومن جهته قال الحقوقى جمال عيد، إن مصر على مدار 25 عاما لم تشهد سجن 70 كاتبا وصحفيا بالجملة، مثلما نشهد السجون المصرية فى هذه المرحلة، فقد كانت حالات اعتقال الكتاب والصحفيين تتم فى السنوات السابقة بشكل فردى وبأعداد قليلة، ولأول مرة منذ 25 عاما تستهدف حرية الرأى والتعبير مثلما تشهد مصر هذه الأيام.
ومن جهته طالب الكاتب إبراهيم عبد المجيد بضرورة العمل على مبادرة يتبناها المثقفين للضغط من أجل إلغاء العمل بقانون التظاهر الذى ساعد على حالة توحش" للاعتقال واعتبر التركيز على قضية عمر حاذق وحده قضية غير عادلة لا يقبلها عمر حاذق ذاته، والتحدى الحقيقى أمام المثقفين المصريين يتجسد فى هذا الهدف وهو إبطال العمل بقانون التظاهر.
أما طه عبد المنعم، فقال إن حملة تضامن دولية تتم الآن على نطاق واسع للتضامن مع الشاعر المصرى عمر حاذق، معتبرا أن احتفالية مائة ألف شاعر من أجل التغيير ستسلط الضوء هذا العام على قضية الشاعر عمر حاذق.
المذيعة والصحفية رباب كمال، أكدت ضرورة التركيز على الأدوات التى ساعدت على القمع وليس فقط ظواهر قمع حرية الرأى والتعبير والإبداع معتبرة ضرورة إلغاء المادة 98 من قانون العقوبات المصرى والمادة 2 و7 من الدستور والتى تسمح بالقمع تحت ذريعة ازدراء الأديان.
الأديب والقاص سعيد الكفراوى، قال ليس فقط الكتاب والمبدعين الذين فى السجون المعرضون للخطر، بل الثقافة المصرية كلها فى خطر، مشددا على ضرورة تكاتف المثقفين ليكونوا يدا واحدة فى سبيل مواجهة هذا الخطر الذى اعتبره لا يقل خطورة عن ما حدث أثناء حكم الإخوان المسلمين الذين أثاروا حفيظة وغضب المثقفين المصريين ليعتصموا بوزارة الثقافة ليحموا الثقافة وحرية.
ودعا الكفراوى كل المثقفين المصريين للبدء فى كتابة بيان يرفع لرئيس الجمهورية للمطالبة بإبطال العمل بقانون التظاهر كخطوة أولى إن لم تؤت الاستجابة المطلوبة سيلجأ المثقفين لخطوة لاحقة من التصعيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة