بالصور.. الأم المثالية بأسوان: هجرنى زوجى منذ 33 عاما وتُوجت مسيرتى بحصول ابنتى على بكالوريوس الهندسة.. وأتمنى وظيفة لابنتى وزيارة بيت الله الحرام.. الابنة: أفتحر بأننى ابنة السيدة "سميرة"

الجمعة، 21 مارس 2014 05:33 م
بالصور.. الأم المثالية بأسوان: هجرنى زوجى منذ 33 عاما وتُوجت مسيرتى بحصول ابنتى على بكالوريوس الهندسة.. وأتمنى وظيفة لابنتى وزيارة بيت الله الحرام.. الابنة: أفتحر بأننى ابنة السيدة "سميرة" سميرة محمد أحمد يوسف "الأم المثالية" عن محافظة أسوان وأسرتها
أسوان- عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"هجرنى زوجى منذ 33 سنة، وتركنى وطفلتى (سلوى) فى سن عام ونصف لنواجهه حياة مريرة، ملئت بالمتاعب، وكللت فى النهاية بحصول ابنتى على بكالوريوس الهندسة"..بهذه الكلمات بدأت سميرة محمد أحمد يوسف "الأم المثالية" عن محافظة أسوان لهذا العام، فى سرد قصة كفاح عمرها 33 عاماً، من الجوع والحرمان والتضحية لأجل تربية ابنتها الوحيدة وتعويضها ما لم تستطع سميرة تحقيقه فى حياتها.

تقول الأم المثالية (سميرة)، أنا من مواليد مدينة الرديسية مركز إدفو بأسوان، عام 1963، وحرمنى والدى "خفير بالسكة الحديد" من استكمال تعليمى بسبب الظروف المادية الصعبة، وأخرجنى من المدرسة وأنا فى الصف السادس الابتدائى، ولم أحصل على الشهادة الابتدائية.

واستكملت سميرة حديثها، فى سن السابعة عشرة من عمرى تزوجت بموظف يدعى "حباشى رفاعى"، وسافرنا إلى محافظة الأقصر، ورزقنى الله بمولودة جميلة سميتها "سلوى"، وبعد عام ونصف من ولادتها، تركنى زوجى وسافر إلى أحد البلدان العربية، ومن وقتها لم نسمع عنه شيئاً، بحثت عنه فى جميع الجهات الحكومية، وعندما فقدت الأمل فى معرفة معلومات عنه، حررت استمارة هجر، وصرفت لى الدولة مبلغ 55 جنيهًا للمعيشة، ثم رفعوها إلى 85 و125 و215 حتى وصلت منذ شهرين إلى 315 جنيهًا أعيش بها أنا وابنتى ووالدتى التى أقوم على خدمتها أيضاً بالمنزل بعد أن تخلى عنها إخوتى.

وأضافت، قررت عدم الاستسلام فى مواجهة الظروف التى تركنها عليها زوجى، وكان أملى فى الله أن يكرمنى فى ابنتى ويعلو شأنها حتى لا تعانى مما عانيت منه، وتوالى على الأزواج، فكان قرارى الرفض لصالح ابنتى التى من الصعب أن تحتمل المعيشة مع زوج لأمها، وأخاف عليها أن يعاملها معاملة زوج الأب فتضيع على يدى، نظراً لأنها بنت وتختلف عن الذكر فى مجتمعاتنا الصعيدية.

وتابعت الأم المثالية، توجهت إلى مقر عمل زوجى لصرف معاش عنه، فقال لى المسئول، إن زوجى ترك العمل دون أن يقدم طلب حفظ وظيفة، وبالتالى تم فصله عن العمل، وأضافت قررت بعدها أن أعمل بيدى ولا أعتمد على أحد خاصة أن ابنتى ليس لديها عم وهاجر معظم إخوتى.

وقالت سميرة، عندما ضاق بنا الحال قررت العودة إلى محافظة أسوان، إلى منزل العائلة عند أمى، وعملت فى تجارة "الحصر المفروشة" فكنت أخذ من تجار الجملة وأبيع الناس فى البيوت، وأحمد لله على المكسب البسيط، وأيضاً تاجرت فى "الترابيزات" والأدوات المنزلية، وبعدها عملت فى الملابس المدرسية، كما عملت فى العطور، فكنت أذهب إلى ميناء السد العالى بأسوان، وأشترى من السودانيين القادمين إلى مصر "البرفان والدلكة والمحلبية وزيت الكركار والخُمرة والحنة" وكانت أبواب الميناء دائمًا ما تتأخر وكنت أنتظر فى برودة الطقس حتى يحل ظلام الليل، وأتضرر جوعًا سعيًا على لقمة العيش.

وقالت: لم يخفف آلامى ومعاناتى إلا بعدما استطاعت ابنتى أن تلتحق بكلية الهندسة وسافرت إلى محافظة أسيوط، وزاد العبء بعد زيادة مصاريف ابنتى ومتطلباتها الدراسية، التى لم أبخل يوماً عليها حتى تستطيع مواصلة ما أكملته من نجاح دراسى.

وتابعت الأم المثالية، ولن تستطع وقف دموعها التى خرت من يعنيها "بعد هذا الكفاح الطويل لا أريد أمنية شخصية وكل ما أتمناه هو وظيفة فى مجال الاتصالات لابنتى بعدها تخرجها العام السابق، وأتمنى أيضاً زيارة بيت الله الحرام قبل موتى".

ومن جانبها، تحكى سلوى حباشى رفاعى، بنت الأم المثالية، "كنت أود أن أردد أننى أبنت السيدة سميرة محمد أحمد يوسف" لأنها صاحبت الفضل بعد الله سبحانه وتعالى على، وما عانته هذه الأم من سهر وتعب طوال هذه السنوات حتى تخرجت من الهندسة، مشيرة إلى أن والدتى أصابها مرض السكر والضغط نتيجة ما قامت به من تضحية لنفسها فى سبيل نجاح ابنتها".

وأشارت سلوى إلى أن أمى ليست متعلمة، ولكنها أصرت على تعليمى وكنت كثيرًا فى مراحل دراستى بكلية الهندسة، أسهرها جانبى حتى تساعدنى على مواصلة المذاكرة فى ساعات الليل المتأخرة، بالرغم من عودتها مرهقة من عناء العمل طوال ساعات النهار.

وقالت سلوى، "إن سميرة لو كانت أمًّا لأى شخص آخر غيرى لاستطاعت أن تكون الأم المثالية أيضاً".















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة