تسبب الحليف الإسلامى رجب طيب أردوغان فى إحراج إدارة الرئيس أوباما. فقادة واشنطن الذين يعتبرون أردوغان قائدًا معتدلاً وديمقراطيًا ونموذجًا يحتذى به فى منطقة الشرق الأوسط، نفذ تهديده الذى يتنافى مع الديمقراطية والقيم التى تروج لها الولايات المتحدة.
فبعد يوم واحد من تهديد رئيس الوزراء التركى أردوغان، بحظر وسائل التواصل الاجتماعى فى تركيا. أعلنت الحكومة التركية اليوم حظر موقع تويتر كليا. على الرغم من الشعبية الكبيرة للموقع بين الأتراك، حيث تصنف تركيا ضمن الدول العشر الأكثر استخدامًا لتويتر، ويصل عدد الأتراك على الموقع إلى ١٢ مليون مستخدم، أغلبهم من المعارضين الشباب.
القرار أثار غضب الولايات المتحدة، لكن التصريحات التى أدلى بها المسئولون الأمريكيون، اليوم، كانت حذرة للغاية، حفاظًا على العلاقات مع أردوغان الذى تلعب بلاده دورًا محوريًا فى الأزمة السورية، كما تعد حليفًا مهمًا لواشنطن فى المنطقة.
البيت الأبيض، انتقد القرار ووصفه بأنه "اعتداء على حرية التعبير". وقال جاى كارنى، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تعارض القيد الذى تم فرضه على حق الشعب التركى فى الحصول على المعلومات، مؤكدًا على أن ذلك "يقوض قدرة الأتراك على ممارسة حرية التعبير ويتعارض مع مبادئ الحكم الديمقراطى".
وقال كارنى، إن إدارة الرئيس أوباما تواصلت مع الحكومة التركية، وأعربت لها عن قلقها العميق من القرار. وحثتها على احترام حرية الرأى والتعبير والصحافة. وضرورة السماح لوسائل الإعلام بممارسة عملها بحرية.
وزارة الخارجية الأمريكية، أكدت على لسان المتحدثة باسمها، جين ساكى، أن واشنطن تحث الحكومة التركية على إلغاء القيود التى فرضت على استخدام المواطنين لتويتر، مطالبة بضرورة ضمان حرية الأتراك وحقهم فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى.
وقالت ساكى أن السفير الأمريكى لدى أنقرة نقل الموقف الأمريكى للحكومة التركية، وووجه لهم رسالة هامة، بأن "القرار يمثل تعارضًا مع رغبة تركيا فى أن تكون نموذجا ديمقراطيًا". لكن ساكى شددت وأكدت على أن الولايات المتحدة لازالت تعتبر تركيا "حليفا وثيقا للولايات المتحدة".
وجاء القرار اليوم بعد ساعات من تهديد رئيس الوزراء التركى أردوغان، بأنه “سيقتلع جذور الشبكة الاجتماعية”. والتى شهدت حملة مكثفة للنشطاء والمعارضين الأتراك، لفضح قضايا الفساد المتورط فيها أردوغان وعدد من كبار قيادات حكومته. كما يتم الدعوة عبر تويتر لتنظيم الاحتجاجات المعارضة لحكومة أردوغان وحزبه المرتبط فكريا بجماعة الإخوان المسلمين. قام استضافت الحكومة التركية العشرات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين الهاربين من مصر عقب ثورة ٣٠ يونيو وعزل محمد مرسى من رئاسة الجمهورية.
"المتغطى بأمريكا عريان".. غضب أمريكى من قرار أردوغان بحظر تويتر.. البيت الأبيض: اعتداء على حرية التعبير ومنافى لمبادئ الحكم الديمقراطى.. والخارجية الأمريكية: قرار يتعارض مع رغبة تكوين نموذج ديمقراطى
الجمعة، 21 مارس 2014 10:55 م
أردوغان وأوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة