اتهم رمزى عز الدين، السفير المصرى السابق لدى ألمانيا، جماعة الإخوان المسلمين بسرقة ثورة 25 يناير، وقال على الرغم من انتخابهم ديمقراطيا لكنهم لم يحكموا بطريقة ديمقراطية وواصلوا عقلية العمل السرى، بالإضافة إلى قناعتهم باحتكارهم للحق المسلم لهم من الله.
وأشار رمزى فى مقاله بصحيفة الفايننشيال تايمز، الخميس، أنه استقال من منصبه كوكيل وزارة الخارجية، بعد 3 أشهر فقط من تقلده المنصب خلال حكم محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، موضحا أنه شعر بالفزع حيال نهج الدبلوماسية المصرية والاتجاه الذى كانت تتخذه البلاد فى تلك الأثناء.
ويقول إن الإخوان رأوا أن الفرصة سانحة لإقامة دولة إسلامية، فسرقوا الثورة، مثلما فعل تماما البلاشفة فى روسيا والملالى فى إيران، وفرضوا دستورهم الخاص الذى كان يؤسس لدولة استبدادية، معتقدين أن من خلال الدين يمكن تعبئة البلد كله فى صفهم.
وتابع فى مقالته: "إذا كانت غطرسة الإخوان أعمتهم فيما يتعلق بالشعب المصرى، فهذا لم يحدث حيال الجيش المصرى، فإنهم يعلمون أن تحويل المؤسسة العسكرية إلى ذراع فى دولتهم الإسلامية الخاصة، يتطلب تحولا أكثر اكتمالا مما يأملونه.
ويقول رمزى إن ما كان أكثر إلحاحا للجماعة هو منع الجيش من التدخل فى خططهم، حتى أنهم تحولوا للتحالف مع الجهاديين، الذين يستمدون أيديولوجيتهم العنيفة من سيد قطب، ملهم قيادة الإخوان المسلمين. وما عرضه الجهاديون كان أمرا لا غنى عنه، وهو التخويف من خلال العنف وترك مسافة تمكن الإخوان من تجنب المسئولية عن أعمال الإرهاب وفى الوقت نفسه، تأسيس نواة على طريقة الحرس الثورى الإيرانى لتحييد الجيش.
فيما أشار السفير المصرى إلى التوقعات الواسعة بفوز المشير عبد الفتاح السيسى بالرئاسة، إذا مضى نحو الترشح، إذ يعتبره الشعب المصرى منقذ البلاد من الإخوان المسلمين، فإنه يؤكد أن هناك العديد من التحديات التى تنتظره.
ويشدد على حاجة السيسى إلى الترفع عن السياسة الحزبية، إذ إنه لا يجب أن يشكل أو ينضم لحزب سياسى، لأنه إذا حدث ذلك فإنه يعنى نهاية عملية الانتقال نحو الديمقراطية. كما يجب عليه مواصلة مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن للمصريين، لكن مع عدم المساس بالحريات التى تشكل حجر الأساس للديمقراطية.
ويتابع رمزى: "السيسى إذا أصبح رئيسا لمصر فإنه بحاجة إلى إدارة قوية تسيطر على القوى التى تريد العودة بعقارب الساعة إلى الوراء، سواء الإخوان أو أنصار نظام مبارك أو حتى الناصريين أو السلفيين الذين يريدون العودة بالبلاد إلى قرون وراء.
ويضيف: "هذه الجماعات بحاجة إلى دمجها ضمن رؤية مجتمع حديث ومنفتح ومتسامح يسير وفق ثقافته وتقاليده".
وواصل الدبلوماسى السابق فى مقالته بالفاينتشال تايمز: "لابد أيضا من إصلاح نظام التعليم فى مصر، والذى كان ذات يوم من الأفضل فى العالم النامى، وأنتج 4 حاملين جائزة نوبل، ولكن سيطرة أصحاب الفكر الدينى المحافظ، الذين أطلق لهم العنان فى السبعينيات، أسفر عن التلقين بدلا من التعليم وتخريج الجهاديين بدلا من العلماء.
ويخلص الدبلوماسى المصرى أن الحكومة الجديدة بحاجة أكيدة لتلبية التوقعات الاقتصادية للشعب الذى يتوق إلى مستقبل أفضل. وأن هذه التحديات الهائلة تتطلب تضحيات كبيرة، وقيادة جديرة بالثقة يمكنها أن تقنع الناس أن الدواء المر ضرورة.
وكيل الخارجية السابق: استقلت من حكومة الإخوان لفزعى من مصير الوطن معهم..والجماعة فشلت فى استمالة الجيش.. والسيسى رئيساً تحد كبير أبرزه مواصلة مكافحة الإرهاب دون مساس الحريات والبعد عن تكوين حزب سياسى
الخميس، 20 مارس 2014 01:40 م
رمزى عز الدين السفير المصرى السابق لدى ألمانيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة