مدير مشروع سد النهضة: علاقاتنا عريقة مع مصر.. ولن نفعل شيئاً يضرها

الخميس، 20 مارس 2014 08:38 ص
مدير مشروع سد النهضة: علاقاتنا عريقة مع مصر.. ولن نفعل شيئاً يضرها صورة ارشيفية
أديس أبابا (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد مدير مشروع سد النهضة الإثيوبى، المهندس "سيمينيو بيكيلى"، أن مشروع السد لا يهدف إلى إلحاق أى ضرر بالشعب المصرى.

جاء ذلك فى تصريحات خاصة أدلى بها مدير مشروع سد النهضة فى موقع إنشاء السد، الذى يقع على مسافة تبعد عن العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، بحوالى تسعمائة وتسعة كيلومترات.

وقال مدير مشروع سد النهضة الإثيوبى، "إن الرسالة التى أود إرسالها إلى الشعب المصرى هى أننا تربطنا علاقة عريقة بأشقائنا وإخواننا فى مصر، ولذلك فإننا لم نحاول ولن نحاول أبداً فعل أى شىء يلحق ضرراً بهم، ولن نسعى للتسبب فى إلحاق ضرر بآخرين".

وأضاف قائلا، "إننى أود أن أوضح أن الحكومة لدينا والمواطنين فى إثيوبيا يسعون من أجل إنجاز مشروع السد، على اعتبار أنه يمثل أداة لمكافحة عدونا المشترك الذى يتمثل فى الفقر، لذلك فإننا نبحث عن وسائل عملية لمكافحة الفقر، ويتعين علينا مكافحته حتى يتم استئصاله، وقمنا بإعداد استراتيجيات مختلفة للتنمية، ونقوم بتنفيذ مشروعات للتنمية فى مختلف المجالات، بهدف تحسين مستوى معيشة مواطنينا".

ورداً على سؤال عن مخاوف المواطنين فى مصر من أن يؤدى إنشاء السد إلى التقليل من تدفق مياه نهر النيل إلى مصر والتأثير على معيشتهم، قال مدير مشروع سد النهضة، الذى يعمل بهيئة الطاقة الكهربية الإثيوبية، "أود طمأنة أشقائنا فى مصر بأن محطات توليد الطاقة بالقوى المائية فى هذا المشروع لن تستهلك مياه لأن التوربينات المستخدمة فيها لتوليد الكهرباء مصممة بطريقة تجعلها لا تستهلك مياه".

وأضاف قائلا، "إن مسئولين مختلفين فى الحكومة وزملائى أوضحوا فى مناسبات عديدة أن هذا المشروع سيفيد الدول الأخرى، خاصة دول المصب، مثلما سيفيد إثيوبيا، وأنه ستكون هناك فائدة متساوية".

وشدد مدير مشروع سد النهضة الإثيوبى قائلا، "إنه ستكون هناك كثير من الفوائد لمصر من هذا المشروع، من حيث توفير المياه وإدارة المياه واستخدامه لأدوات تساعد على التحكم فى مياه الفيضانات، وذلك وفقاً لحقائق علمية، وسيؤدى أيضاً إلى التقليل من معدل تبخر المياه مما يساعد على توفيرها وتدفقها، وسيؤدى إلى إطالة أمد الملاحة النهرية التى تحتاج إلى استمرار تدفق المياه، وذلك إذا تم الأخذ فى الاعتبار أن طرق الملاحة النهرية تتوقف فترات طويلة أثناء موسم الجفاف، حيث ينخفض منسوب المياه وتتسبب الرواسب وتجمعات قطع الأحجار بقاع النهر فى عرقلة الملاحة واضطرار الجهات المختصة إلى تقصير الرحلات الملاحية، وأعتقد أن الأشقاء فى مصر يعانون من ذلك أثناء الجفاف، ولكن السد سيؤدى إلى توفير المياه اللازمة وإتاحة الفرصة لإطالة أمد فترات الملاحة، ولهذا فكر الإثيوبيون فى إنشاء هذا المشروع، ونحن نستثمر فيه الكثير لأن النتيجة ستفيدنا".

وتابع مدير مشروع سد النهضة قائلا، "إن الجيل الحالى من المصريين والسودانيين والإثيوبيين عليه مسئولية تسليم كوكب الأرض إلى الجيل القادم، وهو فى حالة صحية، وذلك يتم عن طريق التنمية وتطوير البنية الأساسية، ونحن نعتقد أن الاستثمارات قادمة وأن الطاقة الكهربية هى بمثابة العمود الفقرى للاستثمار، لذلك فإنه بمجرد أن نبنى السد لتوليد الطاقة الكهربية فإننا سنحافظ على سلامة البيئة لأنه سيؤدى إلى توليد الطاقة بطريقة نظيفة، وبالتالى يمكن أن يساعد على مكافحة انبعاثات الكربون الذى يتسبب فى تلوث البيئة من جراء استخدام وسائل أخرى لتوليد الطاقة تكون ملوثة للبيئة، ولذلك فإنه سيفيد إثيوبيا ومصر والسودان على قدم المساواة، وستمتد هذه الفائدة لتشمل المنطقة أيضا، لأن توليد الكهرباء وتحقيق التكامل سيؤديان إلى الحفاظ على الاستقرار، وإذا تحقق الاستقرار سيمكننا تحقيق التنمية المستدامة، وإذا تحقق ذلك فإن مستوى معيشة مواطنينا سيتحسن، ولذلك يتعين علينا العمل معا لتحقيق هذا الهدف حتى يمكننا المشاركة فى الفائدة بصورة متساوية".

وقال مدير مشروع السد، "إن هذه بعض الفوائد التى يمكننى إلقاء الضوء عليها، ولكن ستكون هناك كثير من الفوائد الضخمة التى سيحققها مشروع هذا السد لأشقائنا وإخواننا فى مصر والسودان والمنطقة، بسبب الآثار الإقليمية والقارية لهذا المشروع".

وأضاف، "أن هذا المشروع صديق للبيئة، وأن هناك خطوط ربط كهربى بين إثيوبيا والسودان وجيبوتى، وأنه بمجرد إنجاز هذا المشروع سيتم مد شبكة الكهرباء لمسافات بعيدة، وهذا سيؤكد مدى فاعلية مشروع السد فى سوق الطاقة العالمية، ولذلك فإنه سيكون مفيداً لنا وسيساعد على تحسين مستوى معيشتنا، ومن أجل هذا فإننا أعربنا فى كثير من المناسبات عن حرصنا على التعاون، ونحن نقدر علاقاتنا التاريخية العريقة مع مصر".

واختتم مدير مشروع سد النهضة تصريحاته لوكالة الأنباء الشرق الأوسط بقوله، "إنه فى إطار شعورى الشخصى بالمسئولية وشعور الحكومة الإثيوبية أيضا بالمسئولية نقوم ببناء هذا المشروع بطريقة احترافية عالية وبمسئولية كبيرة، ولقد أنشأنا كثيراً من المشروعات المماثلة، ولدينا خبرة طويلة ونعرف كيف نبنى السدود بطريقة آمنة، والذى أود أن أقوله هو أن هذا السد سيفيدنا جميعاً حقاً".

جدير بالذكر أن الرحلة إلى موقع السد قطعتها الحافلة فى يومين ونصف يوم، وتم خلالها الاستراحة فى أربع مدن هى مدن "أمبو ونيكيمبت وجيمبى وأسوسا" حتى تم الوصول إلى موقع السد بمنطقة جوبا ويردا الجبلية فى ولاية بينيشانجول جومز الإقليمية الإثيوبية القريبة من الحدود السودانية، وذلك فى رحلة نظمها بطريقة جيدة المكتب الحكومى الإثيوبى لشئون الاتصالات بمناسبة قرب حلول الذكرى الثالثة لتأسيس مشروع سد النهضة الذى تم وضع حجر أساسه فى الثانى من شهر إبريل عام 2011، وشارك فى هذه الرحلة ثلاثون صحفياً من الصحفيين الإثيوبيين والمراسلين الأجانب.

من جانبه ذكر مركز والتا الإعلامى الإثيوبى اليوم أن المتحدث باسم وزارة الشئون الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتى قال، "إنه على النقيض من ذلك، فإن إثيوبيا ستستمر فى إبلاغ شعب وأصدقاء مصر بأن سد النهضة لن يفيد إثيوبيا فقط، بل سيفيد مصر أيضا".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة