فى إطار فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لأيام الشارقة المسرحية، الذى انعقد فى الشارقة، حول موضوع: "المسرح العربى والعالم"، عقد الباحثون المشاركون فى المؤتمر جلسة عمل لصياغة خلاصات الملتقى وتوصياته.
وسجل المشاركون وعيهم بالحوار الكبير الذى يلف معرفتنا الأكاديمية بحقيقة الممارسة المسرحية فى البلاد العربية، وخاصة فيما يتعلق بعناصر التجديد، والتفاعل مع التجارب الأجنبية فى كل بلد عربى، وسجلوا وجود نقص كبير فى حضور المسرح العربى بالمحافل المسرحية الدولية، ولدى الجاليات العربية بالمهاجر، وردوا أسباب ذلك إلى الافتقار إلى برامج ناجحة على مستوى السياسات العمومية فى كل بلد، لتعميق تعاونه الدولى فى هذا المجال، وأيضًا قلة المهرجانات الدولية فى البلدان العربية، مما يفوت الفرصة على المسرحيين العرب للاطلاع على جديد الممارسة المسرحية عبر العالم، وتعرف المسرحيين من بلدان أخرى على التجارب المسرحية العربية.
وأخذ المشاركون علما بالعودة الوشيكة لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، ونوهوا بهذه التظاهرة التى كانت من أهم نوافذ المسرح العربى على العالمية، ودعوا إلى إعادة إحيائها دون تأخير، ولاحظ المشاركون أن المسرح العربى فى انفتاحه على التجارب الأخرى، غالبا ما تواجهه عقبات ثقافية، ودعوا فى هذا الصدد إلى تطوير وتفعيل وظيفة الدراماتورج باعتباره وسيطا ثقافيا قادرا على تجسير هذه الهوة.
وفى سياق البحث عن أنجح التدابير العملية لمواجهة مظاهر الحوار المشار إليها أعلاه، وإعادة تأهيل أدوار البحث العلمى فى مجال المسرح العربى وعلاقته بالممارسة المسرحية، وتجاوز الوضعية التقليدية للناقد الواقف على هامش ممارسة لا تحتاج فعليا إليه، باعتبارها غير مرتبطة عضويا بأى جمهور قادر على التأثير فى الاختيارات الجمالية.
واقترح المشاركون فى الملتقى عدة نقاط وهى: يعتبر الملتقى حلقة تأسيسية، فى أفق فتح مجال جديد فى الدراسات المسرحية العربية، يهتم برصد مختلف علاقات المسرح فى البلاد العربية، مع المنظومات الثقافية خارج هذه البلدان، وإرساء إستراتيجية للبحث والتوثيق تقوم على إطلاق وتنسيق عدد من المبادرات الرامية إلى تعزيز التواصل بين المسرحيين العرب ورصد جهودهم والتعريف بها داخل العالم العربى وخارجه.
ويسار إلى إحداث مرصد عربى للبحث المسرحى، يندرج ضمن المبادرات التى تقودها الشارقة، يعمل بالتعاون مع مجموعة البحث فى المسرح العربى المشكلة لدى الاتحاد الدولى للبحث المسرحى، ومع المعهد الدولى للمسرح ومنظمة اليونسكو، والمنظمة العربية للعلوم والتربية والثقافة على أساس مشاريع عمل مهيكلة ومنسقة، تهم على الخصوص المحاور الكبرى الآتية:
إنجاز قواعد بيانات للباحثين فى المسرح بالوطن العربى، ومسارد ومعاجم موسوعية للمسرح العربى باللغات الحية، تصبح جزءا من الوثائق المعتمدة لدى هذه المنظمات ولدى مؤسسات البحث العلمى والتكوين الأكاديمى.
إنجاز مسارد تعريفية وتوثيقية بمختلف الأشكال الدرامية التقليدية فى البلدان العربية، وإنجاز تقارير دورية عن وضع الممارسة المسرحية فى البلدان العربية، تشمل الجوانب الإبداعية وجوانب البحث العلمي، والتجارب التجديدية، والجوانب المتعلقة بالممارسات المهنية فى الوطن العربى، والجوانب المتعلقة بالسياسات العمومية الخاصة بالمسرح فى البلدان العربية، تنسيق الجهود بين مراكز البحوث العلمية فى البلدان العربية ومؤسسات البحث والتكوين المعنية بالمسرح.
وإحداث وتدبير موقع إلكترونى لنشر وتبادل واستثمار الوثائق والمعطيات التى يتم إنجازها ضمن هذا المرصد، أو تلك التى يتم اقتناؤها لفائدته، المساعدة على اقتراح سيناريوهات لتطوير الممارسة المسرحية فى البلاد العربية، انطلاقا من تبادل الخبرات حول مختلف التدابير المتخذة على الصعيد القطرى والخصوصيات المميزة لبنيات الممارسة المسرحية كل قطر.
هذا ونوه الباحثون والمشاركون فى ختام الملتقى، بأهمية الفضاءات التى تتيحها أيام الشارقة المسرحية، للقاء المسرحيين والباحثين، من أجل التداول فى قضايا المسرح العربي، سواء من خلال الملتقى الفكرى أو من خلال الندوات المصاحبة، وجددوا شكرهم للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رعايته الدائمة لهذه اللقاءات، وعلى حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال التى أحاط بها ضيوف الشارقة فى أيامها المسرحية الرابعة والعشرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة