سلطت شبكة (فوكس نيوز) الإخبارية الأمريكية الضوء على ما تمارسه الجماعات المسلحة المتشددة فى سوريا من أنشطة مثيرة للجدل داخل المدن التى تسيطر عليها، قائلة إن تلك الجماعات تمارس ابتزازا بحق المسحيين فى محافظة الرقة الواقعة شمال سوريا وتقوم بتحصيل إتاوات منهم على شكل ذهب.
وأفادت الشبكة- فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد- أن بيانا صادرا عن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) وهى إحدى الفصائل المعارضة المتشددة داخل سوريا، أشار إلى أنه تم التنسيق خلال اجتماع مع 20 من القادة المسيحيين من الرقة، والتوصل معهم إلى ما يُعرف باسم "اتفاق حماية" أو "عقد الذمة".
وأشارت الشبكة إلى أنه على الرغم من عدم التحقق بشكل مستقل من مدى صحة تلك الوثيقة والتى تم تداولها على شبكة الإنترنت خلال الأسبوع الماضى، إلا أنها قد تثير المخاوف بين الأقلية المسيحية السورية من أن يصبح أفرادها أهدافا للمتطرفين الذين يتطلعون لإسقاط الرئيس السورى بشار الأسد.
وقال جوردن سيكولو المدير التنفيذى للمركز الأمريكى للقانون والعدالة، والذى يناصر المسيحيين فى أمريكا والشرق الأوسط، "إن المسيحيين داخل سوريا يُتركون بين خيارين، إما الوقوف بجانب طاغية أو الوقوف بجانب المسلحين المتشددين، ومع فرضية انتهاء تلك الحرب الأهلية، فما الذى سيمنع تهديد حياتهم من قبل هؤلاء المتشددين؟".
وأضاف أن ذلك هو الخيار الصعب الذى يواجهه مسيحيو سوريا فإما أن يحاولوا النجاة، أو أن يظلوا على إيمانهم ويُقتلون، أو أن يقفوا بجانب طاغية ارتكب جرائم يندى لها الجبين، مع الإشارة إلى أن الأقليات السورية، وأغلبها من المسحيين، إما كانت تناصر الأسد أو أنها ظلت حيادية خلال الحرب الأهلية التى استمرت طيلة ثلاثة أعوام، ما يثير بعض المخاوف من مصيرهم إذا زادت سيطرة المسلحين المتشددين أو وصلوا إلى سدة الحكم.
وبالعودة إلى الوثيقة المزعومة التى تم الاتفاق عليها بين داعش والقادة المسحيين فى الرقة، فإنه ينبغى على غير المسلمين دفع ضريبة من نوع خاص تعرف باسم "الجزية" من أجل الحصول على حماية الحاكم، فيما تشير الوثيقة إلى أن الضريبة قد تدفع مرتين سنويا من جميع المسيحيين البالغين.
وألمحت الشبكة إلى أن الكم الذى حددته الوثيقة هو "أربعة دنانير ذهب" والتى يقدر وزن كل منها بحوالى 25ر4 جرام من الذهب، وتقضى الوثيقة بأن الطبقة المتوسطة يمكنها دفع نصف قيمة ما سيدفعه الأغنياء، بينما سيدفع الفقراء دينارا واحدا فقط.
وبالإضافة إلى الاتفاق على دفع الجزية مقابل الحماية، فإن تقارير أخرى أفادت بأن ثمة اتفاقا آخر قد تم بين الجانبين يقضى بامتناع المسحيين عن تجديد الكنائس والأديرة فى الرقة والامتناع عن إظهار الرموز الدينية مثل عرض الصلبان فى الأماكن العامة أو استخدام مكبرات الصوت فى الصلوات، فضلا عن الالتزام بزى معتدل والامتناع عن تجارة لحم الخنازير والخمور أو احتسائها فى الأماكن العامة.
وأشارت الشبكة إلى أنه منذ استيلاء المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة على الرقة فى مارس من العام الماضى، فقد دأبوا على ارتكاب الأنشطة التخريبية وإشعال النيران فى الكنائس وإسقاط الصلبان من عليها واستبدالها بالراية السوداء لتنظيم القاعدة، فضلا عن قيامهم باختطاف الراهبات.
"فوكس نيوز": الجماعات المسلحة تبتز المسيحيين فى محافظة الرقة السورية
الأحد، 02 مارس 2014 12:24 م
جانب من أحداث سوريا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة