أكد الدكتور سلام الزوبعى، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السابق القيادى السنى البارز فى العراق من خطورة "الطائفية" على وحدة ومستقبل دولة العراق.. وقال"إن شعب العراق ينبذ الطائفية التى تدعمها أطراف داخلية وإقليمية ودولية، ويدفع ثمنا باهظا من دماء أبنائه لمقاومتها ويسعى من أجل الخروج من هذه الأزمة من أجل بناء دولة ترعى صالح شعب الرافدين، فالطائفية جريمة مخلة بالشرف نسعى لوأدها، ونطمح لبناء دولة العراق التى يعتمد كيانها على منظومة اقتصادية وعقيدة سياسية تنبذ الطائفية وتعلى المواطنة".
وحذر من أن "المواطنة" فى العراق فى خطر،وقال: اختفت كلمة عراقى لصالح إبراز مكونات مثل: سنى شيعى كردى تركمانى مسيحى، محذرا من مشروعات طائفية تطرح حاليا ومرتبطة بهذه المكونات.. لافتا إلى أن الأكراد فى العراق تعدادهم أربعة ملايين وفى سوريا ثلاثة ملايين وفى إيران تسعة ملايين وفى إيران 21 مليونا، وحاليا يتحمل العراق وحده أعباء المشكلة الكردية.
وقال الزوبعى- فى لقاء مع الصحفيين بوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد إن أخطر ما قام بها الإحتلال فى العراق تدمير العقيدة السياسية، وهى الركيزة الأساسية التى تنبع منها مختلف العقائد الأخرى عسكرية واقتصادية وغيرها، لافتا إلى أن العراق حاليا لاتوجد به عقيدة سياسية أوعسكرية أو اقتصادية.
وأضاف: أن بول بريمر، رئيس الإدارة المدنية للإشراف على إعادة إعمال العراق، زرع الطائفية فى العراق وأعطى أعضاء الحكم تقسيما على الحروف الأبجدية.. العراق سياسيا منقسم إلى ثلاثة كيانات على أرض الواقع، ولكن الشعب العراقى يرفض التقسيم ويدفع ثمنا باهظا مستندا إلى تاريخ الوحدة السياسية للعراق رغم التدخلات الدولية والإقليمية، ورفض تسمية الدول الإقليمية المتدخلة فى الشأن العراقى مكتفيا بالقول "أم الأخرس تعرف لغة ابنها".
وأشار الزوبعى إلى أن عدد الأحزاب السياسية فى العراق حاليا يفوق الألف حزب،وقال"المعلومة المؤكدة فى هذا الإطار أن عددهم كان قبل عامين 522 حزبا"، وأضاف: أن كل وزير فى الحكومة يمتلك حزبا سياسيا لا ينصاع إلى برنامج سياسى واحد (الحكومة) بل إلى أجندات مختلفة ومتصارعة.. مشيرا إلى أن العراق حاليا اقتصاده يعتمد على محور وحيد هو النفط ويستورد غذاءه وهو بلد الرافدين وبه مساحات شاسعة قابلة للزراعة.
وحمل نظام صدام حسين مسئولية ما تعرض له العراق بعد سقوط النظام بفعل الغزو الخارجى بعد أن تسبب فى قطع العلاقات مع دول الجوار العربى ولم تكن له علاقات دولية إلا مع فنزويلا، وقال "لست نادما على زوال نظام صدام حسين وهو المسئول عما حدث للعراق لاحقا".
ونبه إلى أن التهديد الذى أربك العقيدة السياسية فى العراق هو "الحزب الثالث" الخارج عن الثنائية الكونية الحق والباطل والعدل والظلم والحكومة والمعارضة، ويعمل وفق أجندة لا ترعى مصالح "دولة العراق".. وقال "المشروعات غير القائمة على منهج البحث العلمى لدولة العراق انتجت برلمانيا وحكومة متصارعين والعراق منذ 2003 وحتى الآن يتحرك من السيء إلى الأسوأ لاسيما مع غياب الأمن وانتشار الإرهاب وضياع حقوق الإنسان فى العراق ولاسيما فى الأنبار".
ووصف ما يحدث فى العراق بأنه "مأساة شعب" أحييه على صبره وصموده فى وجه ما يتعرض له من عنف وقتل وإرهاب وطائفية تحركها وتدعمها دول على حساب مصالح شعب العراق.. وقال "الحزبية والديمقراطية فى العراق مفهوم مشوه وخادع حيث يدوس الحزب على المصالح الوطنية من أجل مصلحة الحزب الضيقة وعندما يصل إلى الحكم يمارس ذلك، ونسعى حاليا للدفع فى اتجاه أن يحكم منهج البحث العلمى لبناء دولة العراق".
ورأى الزوبعى أن ما طرح من مشروع إسلامى فى العراق استخدم الدين كجسر وغطاء لتحقيق مآرب سياسية، لافتا إلى أن المحتل استخدم القوة المادية فى غزو العراق والناعمة فى التمهيد لمشروع التقسيم كما استخدم الإرهاب من أجل إحداث الفوضى فى المنطقة.
وتساءل ما هى قدرات تنظيم "داعش" فى الأنبار الذى لا يزيد عن 600 فرد أو ألف على أقصى تقدير لكى يعطل الحياة فى محافظة الأنبار غربى العراق التى بها 32 ألف شرطى، واعتبر ما يحدث فى الأنبار "مسرحية" أعدت باتفاق أطراف عديدة لخلط الأوراق فى المنطقة، والحكومة أخطأت وأبلغت رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى أن تدخل الجيش فى الأنبار كان خطأ وطالبنا بتصحيح ذلك.. وقال إن مصالح أمريكا وإيران تلتقى وهناك اتصالات على أعلى المستويات بينهما ونحن أمام مصطلح جديد هو "الشيطان الديمقراطي" يستهدف أحداث الفوضى فى المنطقة، فالديمقراطية ليست فقط صندوق الاقتراع بل تحتاج لتربة ومناخ مناسبين لتنبت بشكل صحيح.
وتمنى أن تجرى الانتخابات العراقية فى أبريل القادم بعيدا عن لغة المكونات الطائفية والجهوية على حساب الوطن، رغم الأزمات التى تثار على الأرض لمنع إجرائها، وقال "نحن نصر على إجرائها فى موعدها".
وبالنسبة لملف العلاقات المصرية العراقية قال الزوبعى إنها لم تصل إلى المستوى المطلوب لمصلحة الشعبين الضاربين فى عمق التاريخ كأقدم وحدتين سياسيتين رغم ما حاق بهما على مر التاريخ من احتلال ومحاولات للتقسيم، وقال "علاقات الشعوب أثقل فى الميزان فالشعوب باقية، أما الاحتلال والأنظمة والحكومات فهى زائلة، والشعوب تدفع ثمن أخطاء حكامها فى المنطقة، والإعلام يلعب دورا سلبيا بالدفع فى اتجاه الصراع الطائفى السنى الشيعي".
وأضاف: زيارتى لمصر ليست رسمية ولكنها تستهدف دعوة القطاع الخاص المصرى للاستثمار فى العراق، معربا عن أمله فى أن يتعافى الاقتصاد المصرى لتقوى اقتصادات الدول العربية والعراق من بينها من أجل تحقيق مصالح الأمة العربية، وقال"نحن ندعم تعافى الاقتصاد المصرى ولانتدخل فى الشأن الداخلى، فشعب مصر سيخرج من الأزمة الراهنة، وسنعمل من أجل ترتيب العلاقات الثنائية بشكل أفضل لصالح شعبى البلدين".
سلام الزوبعى: الطائفية جريمة مخلة بالشرف نسعى لوأدها من أجل بناء العراق
الأحد، 02 مارس 2014 05:32 م
سلام الزوبعى نائب رئيس الوزراء العراقى السابق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة