"زوجتى طويلة القامة، مبسوطة الجسم، حسنة الصورة من جميع الوجوه، لها عينان رائعتان، ولون بشرتها هو اللون المصرى المألوف، وشعرها طويل فاحم، وهى لطيفة الطبع، وجدتها تتقبل كثيرا من العادات الفرنسية بنفور أقل مما توقعت، وأنا لم ألح عليها بعد فى الخروج سافرة على الرجال، فهذا سيأتى شيئا فشيئا، ولن أنتفع بما أباحه النبى من الزواج بأربع نساء خلاف السرارى، فإن فى النساء المسلمات شهوة حارة عنيفة، وفى زوجة واحدة أكثر من الكفاية لى".
الكلمات السابقة للجنرال الفرنسى "مينو " القائد الثالث للحملة الفرنسية على مصر( 1798 )،(خلف نابليون وكليبر)، وكتبها فى رسالة إلى أحد جنرالات الحملة، ردا على سؤاله حول زواجه من "زبيدة" ابنة "السيد محمد البواب" أحد أعيان "رشيد"، ويؤكد عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "تاريخ الحركة القومية _ تطور نظام الحكم فى مصر" على أن "مينو لم يقصد "زبيدة" بالذات، وإنما كانت لديه الرغبة فى مصاهرة عائلة تتصل بالسلالة النبوية، مثل عائلة الشيخ الجارم العريقة فى الشرف والعلم، لكن الشيخ تورع من هذه المصاهرة، فزوج ابنتيه من اثنين من أقاربه.
أقدم "مينو" على الزواج من "زبيدة" فى مثل هذا اليوم (2مارس 1799)، بعد أن أشهر إسلامه وأعطى لنفسه اسم "عبد الله باشا مينو"، وتم عقد القران فى وثيقة شرعية تضمنت اعتناقه الإسلام، وفيما يؤكد المؤرخ عبد الرحمن الرافعى، أن "زبيدة " هى ابنة "أحد أعيان رشيد"، يشير "ج.كرستوفر هيرولد" فى كتابه "بونابرت فى مصر" إلى تضارب الشهادات عن "زبيدة"، فمن قائل إنها شابة مغرية، وأن مفاتنها أيقظت شهوات مينو المكتهل حتى عبثت بعقله، ومن قائل إنه لم يرها قط قبل العرس، ثم تبين أنها لم تكن على ما زين له من شباب وجمال وثراء، أما مينو نفسه فأذاع على الملأ أنها سليلة أسرة من الأشراف، لأن أباها وأمها منحدران من سلالة الرسول".
حصل " مينو" على إعفاء من الختان، وتهنئة من نابليون بونابرت على ما اعتبره تضحية فى سبيل القضية الوطنية، وأن عمله أضفى قدرا من المعقولية على وعد بقرب تحول الجيش الفرنسى إلى الإسلام، وبالرغم من أن"مينو" كان يمارس شعائر الدين الإسلامى، بدراسته للقرآن الكريم، وتأدية الصلوات الخمسة فى تعبد ظاهر، إلا أن الجبرتى يصف ذلك بأنه "تظاهرًا لأسباب سياسية".
يؤكد "الرافعى" أن "مينو وزبيدة" أنجبا ولدًا أسماه بـ"سليمان مراد جاك مينو"، وبعد جلاء الحملة الفرنسية عن مصر عام 1801، سافرت وابنها على سفينة إلى فرنسا، ثم لحق بها "مينو"، وظلت فى عصمته، لكنه تنكر لها وهجرها فى "تورينو" بإيطاليا، وأبدل بها بعض الراقصات واتخذهن خليلاته، وتركها تعانى غصص العيش وغصاصة الهجر إلى أن توفيت بها.
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 مارس 179.."مينو" يتزوج "زبيدة " ويقول:"للمسلمات شهوة حارة عنيفة"
الأحد، 02 مارس 2014 08:45 ص
القائد مينو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة