من التقاليد الدبلوماسية الرفيعة أن يكون للسفراء المعتمدين فى دولة معينة عميد، يتم اختياره بأقدمية التواجد فى منصبه لدى تلك الدولة، ولكن مجموعة السفراء العرب فى «القاهرة» خرجت عن هذه القاعدة، واختارت بالتوافق والتراضى سفير «خادم الحرمين» بالقاهرة ومندوب «المملكة العربية السعودية» السفير «أحمد قطَّان» عميدًا لهم، وذلك لسببين رئيسيين أولهما: تقدير دور المملكة و «خادم الحرمين» فى خدمة العالمين العربى والإسلامى، خصوصًا ما قدمته المملكة دعمًا لإرادة الشعب المصرى وحرصها الشديد على احتفاظه بهويته ومكانته واستقراره، أما السبب الثانى فيعود لشخص السفير «أحمد قطَّان» ذاته، والدور الحيوى الذى لعبه على مسرح الأحداث كسفير لدولة إسلامية وعربية كبرى فى العاصمة المصرية، وهو الذى استطاع أن يقيم علاقاتٍ قوية مع كل القوى السياسية فى البلاد وحقق من خلال الدبلوماسية الذكية دورًا فريدًا حتى شهد له الجميع، وبالمناسبة فإن اختيار عمادة السلك لا تأتى بالأقدمية وحدها، ففى بعض الدول «الكاثوليكية» تنعقد عمادة السلك الدبلوماسى كله لسفير دولة «الفاتيكان» وتبركا بالدور الروحى والتاريخى له، ولقد شهدت بنفسى ذلك فى دولة «النمسا»، عندما وصلت إليها عام 1995 سفيرًا، فبدأت بزيارة عميد السلك سفير «الفاتيكان» وعندما غادرتها عام 1999 قمت بالزيارة نفسها، حيث منحنى يومها الميدالية التذكارية «للبابا يوحنا بولوس الثانى» تكريمًا لبلادى قبل تقديره لشخصى، ولقد قبلنا لسنواتٍ فى «مصر» أن يكون سفير «فرسان مالطا» عميدًا للسلك الأجنبى فى «القاهرة»، حتى لا تصل العمادة إلى السفير «الإسرائيلى».. تحية لسفير خادم الحرمين الشريفين «أحمد قطَّان» على دوره النشط الفعال وتحية «للمملكة» على الركيزة الباقية للعالمين الإسلامى والعربى.
د. مصطفى الفقى يكتب: عميد السفراء.. السفير أحمد قطان يمتلك علاقات قوية مع جميع مكونات المجتمع المصرى.. والسعودية تقوم بدور كبير لمساعدة شعبنا على إنجاز المرحلة الراهنة
الأحد، 02 مارس 2014 08:31 ص