تحل اليوم الذكرى الثامنة والأربعين لرحيل الأديب البريطانى ديفيد هربرت لورانس أحد أهم أدباء القرن العشرين، حيث ركز بشكل كبير على الروايات الطويلة والمسرحيات والقصائد الشعرية والكتابات النقدية.
ولد لورانس فى 11سبتمبر 1885بقرية إيستوود بمقاطعة نوتنجهام شاير بالمنطقة الوسطى من إنجلترا، لأسرة عاملة متوسطة الحال، كان أبوه من عمال المناجم، وأمه كانت على قدر من التعليم والثقافة بخلاف والده حيث عملت فى التدريس لفترة قبل زواجها، لم تعجبها حياة المناجم فدفعت بأبنائها إلى التعليم وقدمت كثيرا من التضحيات لأجل ذلك، انفصلت أمه لاحقا عن والده بعد صراعات ونزاعات عديدة ذكرها بصورة أدبية فى روايته أبناء وعشاق مزجها بما يصيب الأبناء من قلق عاطفى وتمزق جراء هذه الصراعات القائمة فى جو المنزل.
تأثر لورانس بحب والدته بعد وفاة أخيه الأكبر فارتبط بها ارتباطا وثيقا أثر على حياته اللاحقة وأصبح ممزقا بين حبه لوالدته التى لاترغب فى التنازل عنه والفتاة الصغيرة التى أحبها ورغب فى الزواج منها والتى انتهت لصالح أمه، ذكر ذلك فى الجزء الأخير من روايته أبناء وعشاق.
وتزوج لورانس أخيرا فى السادسة والعشرين من عمره بعد وفاة والدته من فتاة ألمانية تدعى فريدا وتنقلا ما بين إيطاليا وألمانيا لفترة من الزمن، عاد إلى بلده إنجلترا خلال الحرب العالمية الأولى وإن لم يحبها بسبب عدم تقبل الناس لكتاباته وعدم فهمهم لها.
بدأ لورانس حياته الأدبية بكتابة الشعر والقصة القصيرة، وكانت أول رواية له هى الطاووس الأبيض ثم توالت أعماله الروائية وكان أول عمل روائى كبير يقدمه هو أبناء وعشاق، وكان آخرها عشيق الليدى تشاترلى عام 1928 والتى أثارت ضجة كبيرة نظرا لجرأتها فى تصوير العلاقات الجنسية ولم تنشر روايته كاملة فى إنجلترا الإ مع بداية الستينات.
استمر لورانس بالكتابة حتى أواخر أيام حياته بالرغم مما كان يعانيه من مرض وآلام، فقد كان شاعرا وكاتبا مسرحيا وناقدًا من الطراز الأول وروائيا فى المكانة الأولى.
ترك لورانس ثلاث مجلدات من الشعر وخمس مسرحيات وأربعة كتب فى أدب الرحلات، والعديد من الكتب فى النقد الأدبى ومجلدين من المقالات العامة عبر فيهما عن كثير من أرائه فى الحياة هما" التحليل النفسى واللاوعى، التخيل واللاوعى"، وفى مجال القصة فله عشر روايات طويلة وسبع روايات قصيرة أهمها "عروس الضابط، الضابط البروسى".
ويرى بعض النقاد أن لورانس أسرف فى سوداويته وكذلك فى الاعتماد على المشاهد الجنسية الفجة فى توصيل أفكاره.
وترجم لورانس أعمالا عديدة من اللغة الفرنسية إلى الإنجليزية وله لوحات عديدة مرسومة، وكان التأثير السلبى للحضارة الحديثة على الجوانب الإنسانية للحياة وتجريد هذه الحياة من البعد الإنسانى هو محور أغلب أعمال هذا الأديب البريطانى، حتى رحل عن عالمنا فى 2 مارس 1930.