محمد صالح السبتى

أحمد أبو هشيمة وبنْدول صلاح الراشد

الأحد، 02 مارس 2014 11:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما ثارت الفتنة في مصر وقامت الثورة وجّه المعلّم د.صلاح الراشد رسالة الى أهلها نصحهم فيها بالانشغال بالإنجاز والبعد كل البعد عن الدخول في تلك الحروب الكلامية التي كانت سمة الشارع آنذاك.. وأذكر فيما قال د.صلاح الراشد ان الناجحين ينجزون في ظل الأزمات.. يبدعون.. يبتكرون.. يبتعدون عما يشغل الناس.. بنْدول صلاح الراشد هو بندول يدور كالزوبعة في الصحراء أو وسط البحر يجمع حوله وداخله مجموعة كبيرة من الناس.. كلهم ينشغل بالقضايا التي لا يملك أغلبهم قواعد الحديث عنها ولا الحكم فيها وينشغلون فيها لمجرد الانشغال فقط.. وقد يدخل من يعترض عليهم في بنْدول آخر همه وعمله الرد ونقد الفريق الاول.. النتيجة ان كل هؤلاء لا عمل لهم ولا إنجاز ولا ابداع..هم على حد قول المثل «الفاضي يعمل قاضي» عملهم منذ صباحهم الى ان يهجعوا للنوم هو اصدار الاحكام ضد البشر والحوادث.. وما أكثر هؤلاء..

- أحمد أبو هشيمة مثال واضح لنظرية بنْدول صلاح الراشد وجدوى نصيحته في الأزمات.. أبو هشيمة شاب لم يتجاوز عمره 40 سنة استطاع بعد ثورة 25 يناير في مصر التي أطاحت بنظام الحكم هناك ان يبني لنفسه ومجموعته مجداً تجارياً حين سقط الكثير.. وهرب آخرون.. وكانت الظروف سوداوية في عيون البعض الآخر.. قرر ان يبتعد عن «البنْدول» وأن يرى فرصة في كل صعوبة لا ان يرى صعوبة في كل فرصة.. ترك مهمة اصدار الأحكام لغيره من المنشغلين في تحليل الأحداث ونقد فلان وذم فلان والاعتراض أو الموافقة على هذا المنهج أو ذاك..راح يعمل في ظل أكبر أزمة سياسية مرت على مصر منذ عقود.. ونجح.. نجح لأن قوانين الكون تعمل مع من يعمل وتقف عند من يكتفي «بالفذلكة»!! حتى أصبح من الذين يشار اليهم بالبنان في تجارة الحديد وان كان بدأ قبل هذه الثورة لكنه استطاع خلال أحداثها وبعدها ان يطفر بتجارته طفرات قد يحتاج غيره الى سنين طويلة ليصلها..

- يعيش شبابنا اليوم في العالم العربي والاسلامي حالة احباط عامة..لا أقول ان ظروف هذين العالمين لا تدعو الى الاحباط.. بل أقول ان الاحباط هو اسهل الطرق التي يرتادها هؤلاء الشباب.. هناك طرق أخرى لعلها تصنع المجد لهم ولأوطانهم.. لكن سلوكها صعب على نفوس تهوى الراحة في كل شيء!!

- لست أظن مجتمعاتنا محتاجة الى شيء مثل حاجتها الى نظريات وقوانين د.صلاح الراشد حتى نترك ما نحن فيه من «سقوط» ونحن بحاجة أيضاً الى التدليل على صحة هذه القوانين بأمثلة عملية كقصة نجاح أحمد أبو هشيمة التي أظنها درساً لكل شاب في مجتمعاتنا.. أقول هذا الكلام وأنا أعلم ان في أذهاننا المريضة كماً هائلاً من الاشاعات والأقاويل التي تطول كل ناجح أو تاجر.. فاليقين عندنا ان كل تاجر حرامي!! هكذا يرى بعضنا الأمور حين يعجز عن الإنجاز!!

- للكون قوانين تعمل مع أي انسان السلب بالسلب والايجاب بالايجاب.. لا دخل ابداً لهذه القوانين بمدى صلاح هذا الانسان أو فكره أو منهجه.. هذه القوانين الكونية تنتج..تحقق الأهداف..تعمل لصالح الانسان..بشرط ان تعمل وفق نظامها..الفاشلون – لأنهم لا يعرفون هذه القوانين الكونية – يجلسون على كراسي المقاهي – التي أظنها تكره حديثهم – ومهمتهم الأولى إصدار أحكامهم الباطلة والمنعدمة قانوناً حسب دساتير الكون!!.. اكتب بسلام.. هذه الجملة للمعلّم صلاح الراشد.. وها أنا أكتب هذا للتدليل على صحة هذه القوانين وجدواها وإنجازها..

نقلا عن الوطن الكويتية..





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة