قال وزير الخارجية نبيل فهمى إن بابًا واحدا فقط للالتحاق بالسلك الدبلوماسى وهو الاختبار التحريرى والشفهى، بينما هناك طريق آخر وصفه بـ"الشباك" وهو التعيين بقرار جمهورى، مشيرا إلى أن هذا الطريق عجز الرئيس السابق محمد مرسى عن أن يعين أحدا فى الوزارة من خلاله.
وأضاف وزير الخارجية: "أنا دخلت الامتحان ونجحت، وهذا الامتحان سرى لا مجال لمعرفة الممتحن بما فيه، ثم يمر الممتحن باختبار آخر شفهى، وبعد الالتحاق بالوزارة يمر بسنتين اختبارا، وفى كل سنة يكتب فيه تقريرا للمتابعة".
وتابع: "الطريق الآخر هو "الشباك" ويتمثل فى القرار الجمهورى، وكل فترة طويلة يكون هناك تعيين لسفراء بقرارات جمهورية، وكل رئيس من الرؤساء الثلاثة جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك نجح فى تعيين عدد قليل من السفراء، ولكن مرسى أصدر قرارين لتعيين نائبه والنائب العام كسفراء، ولكنه عجز عن تنفيذهما".
وشدد نبيل فهمى على وطنية وزارة الخارجية، وقال: "الوزارة بها تقييم مستمر، ليس موضوعيا فقط، ولكن موضوعيا وأمنيا".
وأكد وزير الخارجية نبيل فهمى أن مصر مستعدة للمساهمة فى بناء السدود والاستثمار فى دول حوض النيل، مشيرا إلى أن إثيوبيا لا تتفاوض بجدية لحل أزمة سد النهضة، وتواصل تصعيد الأزمة من خلال الاستمرار فى بناء السد.
وكشف وزير الخارجية أن مصر تواجه مؤامرة دولية بخصوص سد النهضة، معتبرا أن المؤامرات يتعامل معها على أنها شىء طبيعى، خاصة فى حالة بلد مثل مصر.
وقال نبيل فهمى: "موضوع مياه النيل أزلى، ولن يختفى، يجب التعامل معه إستراتيجيا، وليس انفعالا، والحديث عن السدود فى النيل، يرجع لعام 1964، وحدثت تطورات عديدة، والانفعال حوله مفهوم لاعتماد مصر بشكل أساسى على مياه النيل، وبالتأكيد سنواجه أزمة حقيقية إذا استمرت إثيوبيا فى المماطلة وفشلت المفاوضات فى إيجاد حل لأزمة سد النهضة".
وأضاف: "لا توجد لدينا خيارات واسعة بشأن المياه، مهما أنشأنا مشروعات لتحلية المياه فإنها لن تعوض غياب مياه النيل، ولكن فى المقابل إثيوبيا تحتاج المزيد من الكهرباء والتنمية، والسودان تحتاج إلى استقرار معدلات المياه، ونحن مستعدون للمساهمة فى بناء السدود والاستثمار فى دول حوض النيل، ولكن إثيوبيا لا تتفاوض بجدية لحل أزمة سد النهضة".
وبشأن تطورات المفاوضات قال: "حاليا لا يوجد تفاوض، هناك إضاعة وقت، وتفاوض على قضايا ليست مهمة، لا يجب أن نضيع الوقت فى مناقشة الاتفاقيات القديمة التى وضعت أثناء الاستعمار، والآن أقول أنا مستعد أن أتعاون معك بأكبر قدر ممكن، ولكن لا يصح أن تبنى السد، بينما لا يوجد تفاوض جاد، إدارة السد لابد أن تكون إدارة حكيمة تحترم مصالح الكل".
وفيما يتعلق بوجود مؤامرة قال: "لا أتوقف كثيرا عند موضوع المؤامرات، أفترض أنها أمر طبيعى، البعض يرى أى تنافس هو مؤامرة، ولكنى أرى أنه إذا كان التنافس مشروعا سنتنافس، ولكن إذا كان هناك عمل خسيس أو غير معلن، يمكن أن تكون مؤامرة، وهناك مؤامرات طبعا".
وقال نبيل فهمى، وزير الخارجية، إن هناك مخططا لتقسيم ليبيا والحكومة المركزية الليبية مضطربة وغير فعالة والوضع خطر، مضيفا "نتابع ما يجرى ونرد بإستراتيجية دون اندفاع، وعلى من يذهب إلى ليبيا من المصريين توخى الحذر".
وأضاف أن الهوية العربية مهددة بالخطر مقابل الهوية الطائفية كانعكاس طبيعى للأزمة السورية، وكذلك الأزمات فى دول المنطقة، موضحا أن ما يحدث فى سوريا يمكن أن يؤدى إلى انهيار الوضع الإقليمى بشكل كامل، موضحا أن الهوية العربية مهددة بالخطر مقابل الهوية الطائفية.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة أن تتمكن المعارضة الحقيقية فى سوريا من تحقيق أهدافها المشروعة دون المساس بقوة الدولة السورية ووضعها الإقليمى والعربى، وربما يكون هذا أمرا مستحيلا.
وأشار إلى أن مصر تعمل حاليا على إعادة تكوينها الإقليمى والعربى، وهذا يؤثر فى كل دول العالم العربى، مشددًا على ضرورة تحقيق ذلك بشكل حقيقى رغم الصعوبات.
وقال نبيل فهمى وزير الخارجية، إن علاقة مصر مع قطر، لن تعود إلا بعد قيام النظام القطرى بتغيير سياساته، والتوقف عن التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية ومناصرة أعدائها، مشيرا إلى أن الكويت قامت بالفعل بالتوسط للتهدئة، ولكن تلك المحاولة باءت بالفشل فى ظل استمرار قطر فى انتهاج سياسة تحريضية ضد بعض الدول العربية.
وأضاف وزير الخارجية فى حوار ببرنامج "يحدث فى مصر"، الذى يقدمه الإعلامى شريف عامر، ويذاع على قناة "إم بى سى مصر"، أن القمة العربية التى ستعقد الشهر الجارى فى الكويت تنتظر موقف الرئيس عدلى منصور من القضايا العربية، خاصة ما يتعلق بإرسال رسائل طمأنة بأن مصر تتطور ولها فكر مستقبلى، مؤكدا أن أولويات مصر فى القمة ستكون العمل على حماية الهوية العربية، وتوحيد الرؤى، والجهود بين القادة العرب لمواجهة محاولات تقسيم العالم العربى.
وحول ما تردد عن إرسال القوات المسلحة لعدد من طائرات الأباتشى إلى الولايات المتحدة للصيانة، أكد نبيل فهمى، وزير الخارجية، أنه تم بالفعل إرسال عدد من المروحيات العسكرية من طراز (الأباتشى) إلى الولايات المتحدة بغرض الصيانة، ولكنها لم تعد حتى الآن.
وفيما يتعلق بموقف مصر من قضية جزيرة القرم، أكد وزير الخارجية أنه ليس فى مصلحة مصر أن تنحاز لأى دولة فى العالم، مؤكدا أن سياسة مصر الخارجية لا تميل إلى التحالفات وتتمسك بالاستقلال.
وزير الخارجية: مصر تواجه مؤامرة دولية فى مشكلة سد النهضة وإثيوبيا لا تفاوضنا بجدية لحل الأزمة.. والحكومة المركزية الليبية مضطربة وعلى المصريين توخى الحذر.. الهوية العربية مهددة بالخطر مقابل الطائفية
الأربعاء، 19 مارس 2014 03:37 ص