قال الروائى السورى نهاد سيريس، إنه لا مجال لعودة سوريا بعدما وقع بها من دمار، مشبها ما حدث خلال الثلاث أعوام الماضية منذ اندلاع الثورة السورية بما حدث فى الحرب العالمية الأولى.
وتذكر سيريس حسبما جاء بموقع دويتشه فيله الألمانى، إنه بعد مرور ثلاثة أعوام على انطلاقة ثورات الربيع العربى متابعته لتلك الأحداث: قائلا "كنت أراقب الثورات فى تونس ومصر ثم ليبيا، وأقول فى نفسى من المستحيل أن تصل الثورة إلى سوريا بسبب تجربة الثمانينات"، فى إشارة إلى قيام نظام حافظ الأسد بقمع حراك شعبى شارك فيه حركة الإخوان المسلمين فى ذلك الوقت.
ويستطرد سيريس لكن الشعب قام بالفعل بثورة "لم تكن انتفاضة بمعنى التغيير وإنما كانت رد فعل على عنف السلطة"، وذلك فى الوقت الذى كان فيه العمل السرى والمعلن للمثقفين السوريين يدعو إلى التغيير، مؤكدا أن الأدب كان دائماً وسيلة للتغيير، مما كلفه مشاكل مع النظام السورى، ففى التسعينيات كتب العمل التلفزيونى "خان الحرير" الذى استعرض الفترة التاريخية قبل وبعد الوحدة مع مصر، فكان أول صدام له مع السلطة، ومُنع على أثره من الكتابة للتلفزيون.
وتابع: فى عام ألفين توفى حافظ الأسد وورثه سريعاً ابنه بشار، الذى أعلن فور استلامه السلطة عن نيته إطلاق الحريات وإحياء المجتمع المدنى، وذلك فى خطاب "القسم" الذى ألقاه فى السابع عشر من يوليو2000. وشكل الخطاب موعدا لانطلاق ما عرف بربيع دمشق الذى دام شهر، إثر قيام السلطات بتجميد نشاط المنتديات السياسية والثقافية.
وأضاف سيريس، إن بشار الأسد أوقف "العملية"، وخان أصدقاءه، مثل على فرزات، الذى دفعه ليؤسس (جريدة) "الدومرى"، ثم أوقفها وورطه بديون مع وزارة المالية"، كما أنه فرض الصمت على المثقفين السوريين، ليتحول الحوار بينهم إلى عمل سرى. فى تلك الفترة كتب سيريس رواية "الصمت والصخب" التى عرضت التناقض ما بين الصمت المفروض على المثقف والصخب الذى تفرضه السلطة على المواطنين.
وعن رأيه فى الثورة السورية قال "سيريس": أنا مع التغيير ولكنى أخاف الثورة، لافتا إلى أنه قرر الرحيل عن سوريا بعد عام من اندلاع الثورة، خاصة بعد معايتنه للاغتيالات المتكررة التى كانت تستهدف المثقفين، ودموية النظام السورى والعنف السافر الذى تعرض له السوريون من قبل النظام دفع الشارع إلى التسلح، فوصل إلى مرحلة لم يجد فيها مكاناً له على مسرح الأحداث، قائلا: "لم يعد ممكناً أن أبقى وأصمت، وكان على الصمت للبقاء فى سوريا. ولأنه لا يمكننى حمل السلاح أو الدعوة إلى حمله، فقد رحلت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة