فى عشة من جريد النخل تسكن عجوز مسنة، وسط أحفاد وأبناء يجاورونها فى المسكن فى عشش أخرى مماثلة، تقع بين تلال رملية، على مقربة منها ترتفع هامات نخيل فى منطقة صحراوية، شرق مدينة بئر العبد، بشمال سيناء .
نجحت وهى أم لعدد 6 من الأبناء فى أن تتحدى إعاقتها التى أصيبت بها جراء انفجار لغم، وجعلت منهم أشداء يواجهون ظروف الحياة، إنها "فاطمة نويجى سليم" تجاوز عمرها الـ60 عاما، عجوز بدوية مسنة.
وقالت فاطمة نويجى، لـ"اليوم السابع"، إن إصابتها حدثت فى مقتبل عمرها، وهى تسير وراء قطيع من الأغنام فى صحراء سيناء، عندما همت بالتقاط حطب وأعشاب من الأرض، لينفجر بها اللغم ويفقدها الوعى، مخلفا إصابة قاتلة، تمثلت فى اقتلاع عينها اليسرى، وبتر أحد أطرافها، وإعاقة فى ساقها وقدمها.
وتزوجت وأنجبت 6 أبناء، ومضت رحلة حياتها فى مساعدة زوجها، والقيام بدورها فى رعى الغنم وتربية أطفالها، الذين حرمتهم الطبيعة الصحراوية وبؤس حال الأسرة التى كانت تعتمد على الترحال وراء الكلاء من موضع إلى آخر من التعليم، ومع ذلك مضت حياتهم وتوفى الزوج، واستكملت المسيرة إلى أن تزوج أبناؤها وبدورهم أنجبوا أطفالا لتصبح جدة.
"العجوز المعاقة" والتى أصبحت حالتها الصحية متردية جراء تكالب الأمراض عليها، على خلفية إصابتها وشيخوختها، تؤكد أنها سعيدة فى حياتها وعلى تخطيها محنا كثيرة فى تربية أبنائها، مشيرة إلى أنها لا تعرف مناسبة اسمها عيد الأم، وفى عرفها أن كل الأيام عيد طالما نجت فيها من شرور الآخرين.
وتضيف "أن حياتهم فى العشش واستقرارهم حسن، فقد كانوا بدوا رحلا يرحلون أينما كانت الأرض خضراء لتقتات أغنامهم التى يعيشون عليها.
وما تتمناه السيدة البدوية المسنة، وتحلم به أن تحج بيت الله الحرام، وتزور قبر النبى محمد عليه الصلاة والسلام، وتقول إن إمكانياتهم محدودة، ومع ذلك فكما تجاوزت محنة إعاقة الإصابة بلغم، لديها عزيمة وإصرار وأمل، إنها يوما ما ستشاهد عينها الوحيدة التى ترى بها نور الدنيا أستار الكعبة الشريفة.
بالصور.. أم مثالية حقيقية بسيناء.. "فاطمة" بدوية فقدت نور عينها وأطرافها بانفجار لغم.. وتجاوزت المحنة وربت 6 أطفال بعد وفاة زوجها.. ولا تعرف عيد الأم.. وتؤكد: كل يوم عيد طالما نجوت من شرور الآخرين
الأربعاء، 19 مارس 2014 12:39 ص
فاطمة نويجى سليم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
موسى ابو غدير
تحية الى امي فاطمة