"اليوم السابع" مع الغارمات بعد خروجهن من السجن.."سعاد": عشنا أياما لا يعلمها إلا الله وأتمنى امتلاك مشروع للإنفاق على أسرتى..وفاطمة تنصح السيدات بعدم توقيع شيكات على بياض..ووزيرة التضامن تتعهد بدعمهن

الأربعاء، 19 مارس 2014 04:00 م
"اليوم السابع" مع الغارمات بعد خروجهن من السجن.."سعاد": عشنا أياما لا يعلمها إلا الله وأتمنى امتلاك مشروع للإنفاق على أسرتى..وفاطمة تنصح السيدات بعدم توقيع شيكات على بياض..ووزيرة التضامن تتعهد بدعمهن الغارمات
كتب مدحت وهبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجرد أن تنظر إلى وجوههم تشعر بأنهم مواطنون من كوكب آخر، فالفقر وقلة الحيلة جعلهم يشعرون بأنهم غرباء عن المجتمع، وبمعزل على الجميع، خاصة بعدما تعرضت أسرهم للتشرد بعد دخول عائل الأسرة للسجن بسبب مديونياتهم من أجل لقمة العيش وتوفير حياة كريمة لأولادهم، والتى قد تكون أدنى حقوق المواطنين التى نصت عليها الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

الحزن والإحساس بالعجز فى توفير لقمة العيش رسما طريقهما على وجوه آلاف من المواطنين، بعدما ضاقت بهم السبل فى توفير حياة كريمة لأولادهم، مما اضطرهم إلى الاقتراض من أجل شراء بعض الأجهزة الكهربائية وتجهيز فتياتهم بالتقسيط، واضطرارهم إلى التوقيع على شيكات على بياض ودخولهم السجن بسبب عدم تمكنهم من سداد مديونياتهم واستغلال أصحاب الشيكات أزمتهم المالية، وهو ما جعل البعض منهم لا يعرفون أعمارهم وكل ما يدركونه عن حياتهم هو أنهم يعيشون فى المجتمع من أجل تربية أولادهم فقط.

"اليوم السابع" التقى عددًا من الأسر التى تعرضت للتشرد، بسبب مديونياتهم، بعدما تعرض عائل الأسرة للسجن بسبب كثرة ديونه، وتوقيعهم على شيكات على بياض واستغلال أصحاب الشيكات فى دخولهم السجن حتى قامت مؤسسة "مصر الخير" برئاسة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، بالمساهمة فى خروج ما يقرب من 20 ألف غارم وغارمة من السجون بعد سداد مديونياتهم، إضافة إلى إقامة بعض المشروعات الصغيرة لعائل الأسرة مثل إنشاء محلات ملابس وماكينات خياطة ومحلات البقالة وورش تصنيع أحذية، وذلك لتحويل الأسرة الفقيرة والأشد احتياجًا إلى أسر منتجة تعتمد على نفسها.

"ذقت طعم المرار بسبب عجزى عن توفير لقمه العيش لأولادى بعد وفاه زوجى "بهذه الكلمات تحدثت "مديحة إسماعيل حسن مقيمة بمنطقة الشرابية ويتجاوز عمرها 56 سنة عن معاناتها، لافتة إلى أنها تعرضت لضائقة مالية بعد قياهما بعمل مشروع لنجلها، من خلال شراء سيارة للعمل عليها، لتوفير قوت يوم الأسرة إلا أنه بعد تعرض المشروع لخسائر كبيرة، جعلها تقوم باقتراض مبلغ مالى وبعد تعثرها فى سداد المبلغ تعرضت لدخول السجن وتشريد الأسرة، حتى قامت مؤسسة مصر الخير بفك كربها وعمل مشروع لبيع الملابس لمساعدة الأسرة، وأضافت " بعد فك كربى أشعر بالسعادة وكأنى حجيت".


إصابة الزوج وتعرضه لحادثة أثناء عمله وجلوسه فى المنزل، جعل "هناء محمد " التى لا تتجاوز من العمر 30 سنة من محافظة المنيا تتاجر فى بعض الأجهزة الكهربائية الصغيرة للإنفاق على الأسرة، وبعد تراجع حجم المبيعات وفشلها فى سداد مديونياتها، تعرضت لدخول السجن 4 سنوات، وكذلك زوجها بسبب ضمانة لها، وبعد دخولها السجن لعدة أيام تم فك كربها، معربة عن أملها فى امتلاك مشروع يمكنها من الإنفاق على أسرتها التى تتكون من ثلاثة أبناء خاصة أن ليس لديهم أى مصدر رزق حاليًا.

نفس المعاناة تعرضت لها سعاد ميلاد 71 سنة من محافظة الإسكندرية بعد تعرضها لدخول السجن، بسبب تعثرها فى سداد مديونياتها بقيمة 20 ألف جنيه، بسبب سعيها لتوفير دخل للأسرة والإنفاق على الأبناء ومساعدتهم على أعباء الحياة، بعدما ضاقت بهم السبل، قائلة "عشنا أيامًا لا يعلمها أحد سوى الله، وأتمنى أعمل مشروعًا للإنفاق على الأسرة ".

"بعد هجرة زوجى منذ عشرة سنوات دون معرفة مكانة لم نرَ سوى الإحساس بقلة الحيلة" هذه الكلمات جسدت معاناة فاطمة رفعت إحدى السيدات الغارمات اللاتى تعرضن لدخول السجن، بعدما ضاقت بهم الدنيا فى توفير مستلزمات الحياة ولجوئها إلى الاقتراض من بعض الأشخاص مبلغ بقيمة 2000 جنيه وتوقيعها على إيصالات على بياض، الأمر الذى عرضها لدخول السجن.

واستطردت "أنصح كل السيدات الغلابة بعدم التوقيع على إيصالات على بياض وربنا يعينهم على تربية أولادهم"، لافتة إلى أنها لجأت لمؤسسة مصر الخير لفك كربها وإخراجها من السجن.

فيما أكدت سهير عوض، مدير مشروع الغارمين بمؤسسة "مصر الخير"، أنه تم التنسيق مع وزارة الداخلية للتعرف على المسجونين من الغارمين لمساعدتهم، بعد التأكد من أنهم تعرضوا للسجن، بسبب إقبالهم على شراء متطلبات الحياة، من أجهزة كهربائية لاستمتاع أولادهم بها، حيت يتم الاستعانة بالمحامين المتخصصين وإجراء التفاوض مع الدائنين من أجل المصالحة والمساهمة فى خروج الغارمين من السجون.

ودفعت مؤسسة مصر الخير مديونيات أكثر 19 ألفًا و500 غارم وغارمة وفك كربهم حتى الآن، وإخراجهم من السجن، بعدما ضاقت بهم جميع الطرق فى توفير لقمة العيش لأولادهم، إضافة إلى تخصيص بعض المشروعات الصغيرة لهم للإنفاق على أسرهم.

وتابعت مديرة مشروع الغارمين، أن هناك بعض أصحاب المحلات التجارية يستغلون أمية الكثير من الأشخاص وظروفهم الاقتصادية السيئة، فى التوقيع على الشيكات دون تحديد قيمة المبلغ المستحق عليهم، الأمر الذى يعرضهم لدخول السجن.

وأشارت إلى أن الغارم هو الشخص الذى غلبه الدين ودخل بسببه السجن، موضحة أن هناك الآلاف من الأشخاص داخل السجون المصرية يقبعون خلف القضبان بسبب عجزهم عن سداد الديون التى تراكمت عليهم نتيجة شراء أجهزة منزلية، لتجهيز بناتهم أو بسبب علاج أسرهم أو تعليم أبنائهم أو متطلبات المأكل والمشرب لأسرهم، منوهة بأن هذه المبالغ قليلة قد لا تزيد عن 5 أو 10 آلاف جنيه أو أقل مع كثير من الحالات.

من جانبها، شددت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، على أن الحكومة تدعم الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى لمساعدة الفقراء وأنها تتعهد بدعم المؤسسات الأهلية لمساعده الغارمين، من خلال مشاركتهم بالمنتجات فى المعارض التى تنظمها الوزارة مثل معرض ديارنا المقرر تنظيمه فى شهر إبريل المقبل.

واستكملت الوزيرة، أن مصر تحتاج إلى تكاتف وتعاون جميع أبنائها من أجل مستقبل أفضل، ومن أجل الخروج من مرحلة عنق الزجاجة، التى تعيشها حاليًا فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، التى تواجه المواطنين، مشددة على أن الوزارة تساند الجمعيات الأهلية وتدعمها وتساعدها فى عملها وتشاركها فى اتخاذ القرارات، فضلا عن مساعدة القطاع الخاص، مشيرة إلى منظومة النجاح تحتاج تكاتف الجميع من حكومة ومجتمع مدنى وقطاع خاص.
































مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة