رسمت إسرائيل عدة سيناريوهات محتملة، حول اختفاء الطائرة الماليزية التى لم يتم العثور عليها حتى الآن، منذ اختفائها لنحو أكثر من 10 أيام، وذلك مع تواصل إرسال فرق بحث من جانب عدد من الدول الغربية للبحث عنها.
وقالت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى خلال تقرير لها، إن مسئولين أمنيين كبار فى إسرائيل قد وضعوا قائمة سرية لعدد من السيناريوهات المحتملة حول اختفاء الطائرة، من بينها أن تكون الطائرة قد هبطت فى إيران من أجل أن يتم تحويلها لطائرة من المتوقع أن تقوم بتنفيذ عمليات تخريبية، على حد زعمهم.
ووفقاً لما طرحه المسئولون الأمنيون فإن الطائرة الماليزية تم خطفها لصالح السلطات الإيرانية، وهناك تم تحميلها مواد متفجرة، مشيرين إلى أن هذا السيناريو لا يعتمد على دلائل حقيقية، وإنما يعتمد على ما يبدو على حقيقة، أن اثنين من ركاب الطائرة هم إيرانيون يحملون جوازات سفر مزورة.
وكانت القناة الثانية الإسرائيلية نفسها قد ذكرت قبل نحو يومين، أن السلطات الإسرائيلية قد شددت من إجراءاتها الأمنية فى مجالها الجوى، خاصة ما يتعلق فى دخول الطائرات لمجالها، وذلك بسبب عدم الوضوح والعلاقة المحتملة لعمل إرهابى فى أعقاب اختفاء الطائرة الماليزية.
وركز قادة أجهزة الأمن فى إسرائيل فى الأيام الأخيرة محادثاتهم على وضع قائمة من التقديرات حول الاختفاء غير المعلوم للطائرة، وما الذى يتطلب من شركات الطيران الأجنبية التى تدخل المجال الجوى الإسرائيلى.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن أحد الاحتمالات المطروحة فى التعامل مع الطائرات التى تدخل المجال الجوى الإسرائيلى، هو أن يتم الطلب من الطائرات الأجنبية التى تمر فى الأجواء الإسرائيلية، أن تعرب عن نفسها فى وقت مبكر، أكثر مما هو معتاد عليه فى الأوقات الروتينية، كما أن القائمة شملت على عدد من الإجراءات السرية سيتم اتخاذها فى الأوقات المناسبة.
ولفت التليفزيون الإسرائيلى إلى أن الجهاز المشرف على مراقبة حركة الطيران فى الأجواء الإسرائيلية، مكون من سلاح الجو والقسم الأمنى فى وزارة المواصلات، وهو يعمل منذ عدة سنوات بهذه الطريقة، ومن المحتمل أن يتم إجراء تعديلات على الجهاز بسبب فقدان الطائرة الماليزية.
فيما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن رئيس جهاز الأمن السابق لشركة "ال عال" أيزك يفت، الذى شغل منصب رئيس الأمن العالمى لشركة الطيران الوطنية الإسرائيلية فى الثمانينات، ويعمل الآن كمستشار أمن جوى فى ولاية نيوجرسى قوله، إن اختفاء رحلة "رقم 370" للخطوط الماليزية تشير مباشرة إلى إيران.
وقال المسئول الإسرائيلى السابق، إن المحققين كانوا محقين فى التركيز على جوازى السفر المزورين الذين كانا بحوزة مسافرين إيرانيين على الطائرة المنكوبة، وبأنهم أضاعوا الكثير من الوقت فى محاولة البحث فى خيوط أخرى.
وقال يفت: "لا أحد يعرف ما حدث للطائرة، ويستند تخمينى على جوازات السفر المسروقة، وأعتقد أن إيران متورطة، لقد اختطفوا الطائرة وجعلوها تهبط فى مكان حيث لا يستطيع أحد رؤيتها أو إيجادها".
وفى أعقاب اختفاء الطائرة، الذى وقع فى الأسبوع الماضى خلال رحلة ليلية اعتيادية من كوالالامبور إلى بكين، تركز اهتمام المسئولين الماليزيين والإعلام على قصة الإيرانيين الذى صعدا إلى الطائرة بواسطة جوازات سفر مسروقة، وبعد مضى عدة أيام وبعد أن كشف التحقيق عن تفاصيل جديدة ومحيرة، وحيث اعترف مسئولون بأن الطائرة قد تكون حلقت فى الجو لفترة سبع ساعات من دون اتصال لاسلكى، وأن مكانها المحتمل قد يكون فى أى مكان من شمال قرغيزستان وحتى جنوبى المحيط الهندى، تحول الاهتمام للطيارين ونظريات مؤامرة أخرى، وكانت هذه خطوة غير صحيحة، كما قال يفت، وهو خطأ لن يحدث فى إسرائيل.
وقال يفت: "أن هذا لن يحدث أيضًا على متن طائرة إسرائيلية, إنه تم خطف طائرة "ال عال" لأول وآخر مرة عام 1968، ومنذ ذلك الوقت، لم تكن هناك رحلة واحدة لم يتم فيها فحص كل اسم".
مع ذلك، قال يفت، أن الأمر يتطلب أكثر من إيرانيين اثنين مع وثائق مزورة لتنفيذ جريمة مذهلة كهذه، مضيفا: "أنا لا اصدق ولو للحظة أنه إذا قام هؤلاء الأشخاص بالتخطيط لخطف الطائرة فهم كانوا لوحدهم، لكن استنادًا على إستراتيجية الاستخبارات الإسرائيلية المجربة والحقيقية، فاحتمال أن يكون الطيارين هما الجناة هو غير مرجح".
وأضاف يفت: "نحن نتحدث هنا عن قبطان يبلغ من العمر 53 عامًا، والذى عمل فى الخطوط الجوية الماليزية لثلاثين عامًا، وفجأة تحول إلى إرهابى، أراد أن ينتحر وإذا انتحر، أين الحطام؟".
وأضاف يفت أن القبطان زاهرى أحمد شاه كان يعيش حياة زوجية سعيدة وحياة رغيدة، لذلك فإن البيانات الخاصة به غير ملائمة، من الولايات المتحدة إلى الصين إلى اليابان، الجميع يبحث عن الطائرة أو عن قطعة منها، ولا توجد أية علامات، لذلك حسب رأيى، تم اختطاف الطائرة، وكانت هذه خطة ممتازة للإرهابيين للهبوط فى مكان حيث يمكنهم إخفاء الطائرة بحيث لا يجدها أحد".
وفى السياق نفسه، توصل العقيد احتياط عيران راموت، الطيار السابق فى سلاح الجو الإسرائيلى ورئيس معهد "فيشر"، لبحوث الطيران والفضاء فى إسرائيل، استنتاجات أخرى.
وقال راموت للصحيفة العبرية: "سيكون ذلك معقدّا جدًا، بأن يقوم شخص عدا الطيار بقيادة الطائرة.
وأضاف المسئول العسكرى الإسرائيلى السابق استنادًا على اكتشافات مذهلة أظهرت أن الطائرة لم تقم بالانعطاف عن الطريق المخطط لها فقط، بل أنها قامت أيضًا بتفادى نقاط الرادار لساعات، وتم إطفاء كل أنظمة التتبع الخاصة بها يدويًا"، على حد قوله.
ورجح راموت أنه تم أخذ الطائرة إلى موقع سرى، وذهب إلى حد القول بأنه يأمل بأن الـ 239 مسافرًا وأفراد الطاقم على متنها لا يزالون على قيد الحياة، مضيفا: "لا نعرف أكثر من ذلك حاليًا، وأن واحدة من نظرياتى هى أن الطائرة هبطت فى بنجلادش، وقد تكون وصلت هناك، وهذا المكان قريب جدًا من أفغانستان، وقد تكون هبطت على مهبط طائرات هناك، وكل من على متن الطائرة لا يزال على قيد الحياة، من الممكن فعل ذلك".
وعن السؤال عن ما الذى كان سيحدث لو أن الطائرة- التى حلقت فى الجو من دون أن يلاحظها أحد بعد اختفائها عن الرادارات الماليزية- دخلت الأجواء الإسرائيلية، أجاب راموت، بأن ذلك لن يحدث من دون أن يلاحظه أحد، هذا شىء مؤكد، وكان سيتم اتخاذ خطوات، وأقلها اعتراض الطائرة لمرافقتها، مضيفا: "أن هذا لا يعنى أن الجيش الماليزى لم يكن منتبهًا، ولكن ببساطة فى إسرائيل، تم تقليص هامش المجازفة بصورة كبيرة"، على حد تعبيره.
فيما قال بينى شيف، من كبار خبراء الأمن الجوى الإسرائيليين، إنه إذا كانت هناك أى عبرة يستطيع الإسرائيليون أخذها من قصة رحلة 370، والتى يبدو بأنها واحدة من أكثر الكوارث الجوية التباسًا فى التاريخ، فهى أن ذلك لن يحدث لطائرة تحلق من مطار بن جوريون الدولى.
وقال شيف: "إن هذا ببساطة لن يحدث فى بن-جوريون، فإن مستوى الأمن فى بن-جوريون وفى كل طائرات "ال عال" مرتفع جدًا، لا يمكن فعل أكثر من ذلك، لا تنفق الدول المليارات من الدولارات كما تفعل الحكومة الإسرائيلية لحماية الطيران الإسرائيلى، لأن التهديد ضد الطيران الإسرائيلى كبير، وما نقوم بفعله فى بن جوريون هو عملية غير موجودة فى أى مطار آخر فى العالم، ليس فى الولايات المتحدة، وليس فى بريطانيا، وليس فى ألمانيا، وليس فى أى مكان".
وقال شيف: "سيتم العثور عليها، ولكن قد يستغرق ذلك شهرًا أو سنة، ولكن فى نهاية المطاف سيتم العثور عليها، فهذه الطائرة لم تتلاشى، هى موجودة فى مكان ما فى العالم، وسيتم العثور عليها، ربما قطعة واحدة".
وفى السياق نفسه، قال موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، إن الصين قد بدأت اليوم الأربعاء، أعمال البحث على أراضيها عن الطائرة الماليزية المفقودة، فيما أعلنت أستراليا أن عمليات البحث التى أطلقت فى المحيط الهندى ستستغرق عدة أسابيع.
وتشارك أكثر من 25 دولة فى عمليات البحث عن الطائرة المفقودة فى مناطق شاسعة فى العالم من شمال تايلاند إلى آسيا الوسطى ضمن الممر الشمالى (الذى يغطى قسما من الصين) ومن إندونيسيا إلى جنوب المحيط الهندى ضمن الممر الجنوبى.
وفى المحيط الهندى تشمل منطقة البحث 600 ألف كلم مربع حول نقطة تقع على بعد ثلاثة آلاف كلم جنوب غرب مدينة بيرث على السواحل الغربية لأستراليا.
ونقل الموقع العبرى عن جون يونج، قائد العمليات لدى سلطة الأمن البحرى الاسترالية قوله، إن العملية ستستغرق عدة أسابيع على الأقل.
من جهة أخرى، أعلنت الصين أنها لم تعثر على أى عنصر من شأنه أن يثير الشكوك حول رعاياها الـ 153، الذين كانوا على متن الطائرة الماليزية المفقودة.
وقال السفير الصينى فى ماليزيا هوانج هويكانج، لوكالة أنباء الصين الجديدة: "لم نعثر على أى دليل على ضلوع ركاب صينيين فى احتمال خطف الطائرة أو تنفيذ اعتداء".
الجدير بالذكر أن ثلثى ركاب طائرة البوينج 777 التى كانت تقوم بالرحلة "MH 370" بين كوالالمبور وبكين، كانوا صينيين، وقد طلبت ماليزيا من حكومات الدول التى كان لديها رعايا بين الركاب أن تحقق فى ملفاتهم.
وأعلنت بكين أيضا أنها أطلقت عمليات بحث على أراضيها، لأن قسما منها يشمله الممر الجوى الشمالى الذى يركز المحققون عملياتهم عليه.
وفيما يدخل التحقيق يومه الحادى عشر بدون العثور على أى أثر لطائرة البوينج 777، تبدو المعلومات المؤكدة نادرة وفى بعض الأحيان متناقضة فى هذه القضية التى تعتبر بين أكبر ألغاز تاريخ الطيران الحديث.
وأقلعت الطائرة من كوالالمبور يوم السبت 8 مارس، وعلى متنها 239 شخصا متجهة إلى بكين، وأعلنت السلطات الماليزية أن إطفاء أجهزة الاتصال فى الطائرة وتغيير مسارها بشكل مفاجىء، يدفعان للاعتقاد بوجود "عمل متعمد".
وكانت قد نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن محققين أمريكيين قولهم، إن هذا التغيير فى المسار لم يتم يدويا، وإنما عبر شفرة معلوماتية مبرمجة كما يبدو من قبل شخص فى قمرة القيادة بفضل نظام إدارة الرحلة، البرنامج المعلوماتى الذى يستخدمه الطيارون.
وكانت أخر كلمات صدرت من قمرة قيادة الطائرة: "حسنا، عمتم مساء"، وهذه الكلمات جاءت ردا على العاملين فى برج المراقبة عند إبلاغ الطاقم بان الطائرة تستعد لمغادرة المجال الجوى الماليزى.
وكان المحققون يريدون معرفة من قال هذه الكلمات بعد إطفاء أجهزة الاتصالات يدويا، لمعرفة من كان يقود الطائرة.
وجهاز تحديد موقع الطائرة " ICARS" الذى يتيح تبادل معلومات بين الطائرة أثناء طيرانها والمركز التشغيلى لشركة طيران، أصدر أخر إشارة عند الساعة 1.07صباحا، ثم أصدر إشارة أخرى بعد نصف ساعة عند الساعة 1.37 صباحا أيضا.
وأطفئت أجهزة الاتصال التى تنقل معلومات حول موقع الطائرة عمدا بعد دقيقتين فقط على الرسالة التى نسبت إلى مساعد الطيار، واختفت الطائرة عن شاشات الرادارات المدنية عند الساعة 1.30 أى بعد 38 دقيقة على إقلاعها.
والمعلومات التى جمعت منذ ذلك الحين تشير إلى انها غيرت مسارها فى منتصف الرحلة بين ماليزيا وفيتنام، وواصلت التحليق على مدى سبع ساعات، ورصدت رادارات عسكرية ماليزية إشارة فى تلك الليلة، وقالت لاحقا إنها من الرحلة 370.
إسرائيل تضع سيناريوهات اختفاء الطائرة الماليزية.. وتزعم وقوف إيران خلف العملية.. وخبراء يرجحون احتمال وجود الطائرة شمال قرغيزستان أو جنوب المحيط الهندى بعد طيرانها لمدة سبع ساعات دون اتصال
الأربعاء، 19 مارس 2014 01:14 م