لك الله يا مصر! بالأمس القريب فى رفح المصرية خسرنا عشرة جنود فى حادث أليم استهدف بعض من جنود القوات المسلحة، عندما كان أتوبيس الإجازات متجهًا من منطقة الشلاق بين رفح والعريش بجنوب سيناء إلى القاهرة، وتابعًا للجيش الثانى الميدانى وفوجئ السائق بسيارة هيونداى من نوع فيرنا استوقفت الأتوبيس التى كانت تسير بجواره من مسافة قريبة، وبها أفراد يرتدون الأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى وجود قنابل متفجرة من نوع تى إن تى، وتسبب الحادث فى استشهاد عشرة جنود من الجيش وإصابة خمسة وثلاثين فردًا بإصابات بليغة.
وما حدث فى رفح يتكرر فى مسطرد مع تغيير طفيف، حيث اقتربت سيارة من طراز ميتسوبيشى لانسر من الوحدة، وكان يستقلها أربعة أفراد، هم السائق وثلاثة مسلحين بأسلحة آلية متطورة، وترجلوا عن السيارة وفاجأوا أفراد الوحدة بالدخول إلى مقرهم ووقع اشتباك مباشر عن قرب، أسفر عن سقوط ستة شهداء، ثم تركوا حقيبتين بداخلهما قنابل تنفجر بمجرد اللمس وكان من الواضح أن هدف المجموعة الإرهابية، التى نفذت الحادث هو القضاء على أكبر عدد ممكن من قوة التعزيز التى توجهت لموقع الحادث عقب الهجوم مباشرةً.
وأفادت مصادر أمنية مسئولة، أن التحريات الأولية حول حادث كمين مسطرد، كشفت أن السيارة التى كانت تقل المسلحين تمركزت فى إحدى المناطق المظلمة على مسافة حوالى خمسمائة متر من الكمين، وقاموا بإرسال أحدهم، ليقوم باستطلاع الوضع باستخدام دراجة بخارية وكان ذلك فى تمام الساعة 4:30 فجرًا، ليقوم بإبلاغ المسلحين الآخرين أن الجنود توجهوا لأداء صلاة الفجرة، لتتحرك السيارة بعد ذلك ويستهدفون الجنود عقب انتهائهم من صلاة الفجر مباشرة ويقوم الشخص الذى كان يقود الدراجة البخارية بالتزامن مع ذلك بوضع قنبلتين فى محيط الكمين، وهى من نوع القنابل التى يتم تجهيزها لتنفجر بمجرد اللمس بعد ذلك، وهو ما كانوا يخططون له بحيث تنفجر فى حالة وصول أى تعزيزات أمنية أخرى إلى نفس المكان.
واذا قلنا أن نفس الأسلحة استخدمت فى المجزرتين رفح ومسطرد، وإذا قلنا أن القنابل المستخدمة من نفس النوع واذا أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس عن ارتكابها للمجزرة واذا شاهدنا السيناريو يتكرر ولا نستطيع أن ننسى حادث مديرية الأمن بالمنصورة أيضًا وإذا اعترفنا أن الإرهاب الأسود، يستهدف مصرنا الحبيبة! فهنا سؤال يطرح نفسه وماذا بعد؟ والى أى مدى يستهين بنا الارهابيون ؟ وهل عبارات الشجب والإدانة من كل القوى السياسية عقب كل حادث هى الحل، أم أن علينا نحن الشعب والجيش وكل فئات الوطن مسئولية تجاه ما يحدث والى متى يظل دم المصرى رخيصًا؟ .
