عرفته رجلا مصريا وطنيا شجاعا لا تثنيه شدة ولا يَهاب المشكلات. . تَعرف الابتسامة طريقها إلى قلبه قبل أن تظهر على وجهه، يحترم الصغير بقدر ما يحترم الكبير لا يُتَفِّه من رأى، ولا يسخر من موقف، يعرف معنى الحق، ويعشق أداء الواجب، يعلى من قيم وطنه ودينه مهما كانت التحديات، وكلما واجه من مشكلات، يأخذك بخفه دمه، وذكائه الفطرى إلى أبعاد لا تخطر على بالك؛ لتدرك أنك تتعامل مع معدن مصرى حقيقى خرج من تراب وتراث هذا الوطن.
إنه الغائب الحاضر طيب الذكر قداسة البابا شنودة الثالث ذلك الرجل الذى جلس على الكرسى المرقسى أكثر من أربعين عاما وأربعه أشهر وثلاث أيام، وهو يعد بذلك البطريرك رقم 7 من بطاركة الكنيسة (المائه والسبعة عشر) الذين تجاوزوا فترة الأربعين سنة على كرسى القديس مرقس الرسول مؤسس الكنيسة المصرية.\
ومع حلول الذكرى السنوية الثانية لرحيل ذلك العملاق الذى ترك بصمات لا تنسى، ولن تمحى من تاريخ مصر، ومن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وقد شاءت الظروف أن اقتربت من تلك الشخصية بقدر كبير فى آخر أربع سنوات فى حياته لأدرك وأتعلم وأعى العديد من الحقائق والمواقف عن البابا الوطنى المصرى العاشق والمخلص لبلده وعقيدته، وإيمانه الدائم بحفظ الله لبلدنا مصر حتى فى أشد الأوقات إظلاما.
فقد أثلج قلوب الكثيرين من المصريين أن تتضمن ديباجة دستور مصر المقوله التى عاش بها البابا شنوده (مصر وطنا نعيش فيه ويعيش فينا)، والتى لم تكن مجرد كلام من قبيل الشعارات بل كان مبدأ يحيا به، ويؤمن بكل حرف فيه، ولعل كل من شرف بالتعامل معه عن قرب من مختلف فئات المصريين، أدرك تلك الحقيقة جيدا.
ليس غريبا على ضابط الاحتياط بالجيش المصرى (نظير جيد) آنذاك.. الذى كان يصوم مع زملائه فى شهر رمضان، ويساعدهم ويشد من أزرهم، ليس غريبا على البابا شنودة من زار الجبهة المصرية فى إطار الاستعداد لعودة الأرض إبان حرب الاستنزاف لرفع الروح المعنوية لرجال القوات المسلحة، ليس غريبا على البابا الذى كان يسئل عن فعل الخير مع غير المسيحى، فيجيب بكل قوة إنه مقبول أمام الله أكثر من فعله مع المسيحى، ليس غريبًا أن البابا الذى كان يشجع شعبه على الإيجابية فى الممارسات السياسية والانتخابات، ويقول لهم اختاروا المسلم الذى يخدمكم ويؤمن بقضاياكم، إنه البابا الذى رفض زيارة القدس إلا مع إخوته المسلمين، ويده فى يدهم إنه البابا الذى أثبت فى كل المواقف الوطنية إنه يضع مصر نصب عينيه؛ لأنه كان يعى ويدرك جيدا الوطنيه، وأخيرا وبعد ثوره يناير 2011 عندما كان يسئل من أى من زائريه مصريين كانوا أو أجانب ( إلى أين ذاهبة مصر؟) كان يجيب بكل قوه إلى كل خير وسلام.
لا أنسى مطلقا حزن ووجع جميع المصريين عندما فارق ذلك الأسطورة عالمنا.. لا لشىء إلا.. لأنهم عرفوه وأحبوه وشهدوا بصدق مواقفه.
رحم الله البابا شنوده ونيح نفسه الطاهرة وأطال فى عمر البابا تواضروس الثانى ليكمل المسيرة.. ( مسيرة الكنيسة المصرية الوطنية ).
البابا شنودة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رائد
الغائب الحاضر
حقا انه الغائب الحاضر رثاء جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر
الله يرحمه وينفع مصر بصلواته
حكيم واحتمل كثير
عدد الردود 0
بواسطة:
ناديه
بابا العرب
عدد الردود 0
بواسطة:
ميلاد مرزوق
الرجال مواقف
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد اللهة
مصرى أصيل
عدد الردود 0
بواسطة:
ابتسام مصطفى
حقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
(مواطن مصرى ) أبومحمد
رحم الله البابا شنودة