رمضان زكى معتوق يكتب: الجنة تحت قدميها

الثلاثاء، 18 مارس 2014 04:15 ص
رمضان زكى معتوق يكتب: الجنة تحت قدميها صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها لنا كشجرة ريحان، عطرها فواح نستنشق عبيره فى كل مكان حتى لو كانت بعيدة، مما يمدنا بمزيد من القوة المعنوية، التى تكون لنا كدفعة خارقة، نجتاز بها الصعاب.

ورغم انفصالنا عنها منذ انقطاع الحبل السرى، إلا أن قوة الحب والشعور بالحنان والدفء، لا تزال هى الرابط الأساسى لهذه العلاقة الجميلة، بيننا وتظل عونا لنا، ورفيقا أساسيا رغم بعد المسافات فهى الطاقة، التى لا تنضب ولا تنتهى بل تتجدد باستمرار وحينما نلاقى الصعاب ونواجه الهموم ونقابل متاعب الحياة، وتكثر المشاكل وتزداد المحن نجد أنفسنا دون شعور، نبحث عن هذا الرابط القوى والشعاع المضىء، والطريق المفتوح الباعث للأمل، فبأى وسيلة نتوجه إليها لسماع ذلك الصوت الملائكى الرقيق الهادئ، الذى تزداد به العذوبة من شدة التلقائية ونشعر بحنين شديد رغم العفوية فحينما نسمع هذه الكلمات البسيطة... ( ربنا يرزقك بمال ما يتعد ويبنيلك قصر فى الجنة ما يتهد ويجعل لك لا عليك وتكون كسبان وربحان ويحبب فيك كل الخلق وقلبى وربى راضيين عليك).

يالها حقا من كلمات لا يكتبها شاعر أو أديب بل هى كلمات نقية صادقة ما أن تخرج من القلب، إلا وتصل إلى القلب نعم إنها كلمات تجعل الأعين تنهمر بالدمع حنينا لها، وتجعل القلوب تهتز شوقا إليها كلمات تجعلك فى عالم آخر تسوده الطمأنينة ويملأه الأمان وتعمه الراحة النفسية ويودعه الخوف ويرحل عنه القلق ويطغى عليه التقارب والتوافق والتلاصق المعنوى كلمات محفورة بالصدق مبطنة بالنقاء ومغلفة بالصفاء وفى هذه اللحظات وقبل أن تنتهى من دعواتها إلا وتأتى الاستجابة الإلهية فى الحال، تلبية لها وتكريما وفجأة تزول المحن وتذهب الهموم ويرتاح البال، ويهنأ القلب ويطيب الخاطر، ويتصالح الظاهر بالباطن.

فكم أشتاق إليها وأحن إليها. ويحضرنى قول الشاعر الفلسطينى محمود درويش ..(أحن إلى خبز أمى.. وقهوة أمى ولمسة أمى وتكبر فيا الطفولة يوما على صدر أمى وأعشق حياتى لأنى إذا مت أخجل من دمعة أمى).

اللهم احفظ أمى واجعلها شمعة تضىء لنا الطريق ونستمد منها رضاك يا أرحم الراحمين، فكم أتمنى أن أقبل يديها وأستنشق رائحة الجنة من تحت قدميها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة