د. مصطفى الفقى يكتب: هموم عربية.. الصراع محتدم فى المنطقة.. ونحن جميعا مطالبون بالمضى قدما فى طريق مدروس

لا يستطيع المرء حصر الهموم التى يشعر بها المواطن العربى فى أقطار الأمة سواء فى المشرق أو المغرب، فالاستقرار غائب فى معظم الدول العربية والصراع محتدم والأجندات تصطدم حيث الدوافع الشخصية والانتماءات الحزبية أو العقائدية أو الدينية، وكأنما كتب الله علينا الانقسام إلى يوم الدين! وأنا ممن يعتقدون بالمقولة الخالدة «من أعمالكم سلط عليكم» أو قول الله تبارك وتعالى «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فالواقع العربى مضطرب لا يخلو من مسحة حزن وشعورٍ دفين بفقدان الثقة فى كل ما حوله، ولن يستقيم أمرنا ولن تتحسن صورتنا إلا إذا آمنَّا بأن العمل الجاد وحده هو سبيل نهوض الأمم وأن الفكر المنظم بعيد المدى هو الأسلوب الأمثل فى القيادة خصوصًا وأننا أمة لا تنقصها الموارد الطبيعية ولا البشرية.

إننا مطالبون جميعًا بأن نمضى على طريقٍ مدروس وبتضامن كامل حتى تتغير صورة «العربى» أمام الأجناس الأخرى، كما أن الاهتمام بالتعليم هو أمر بالغ الحيوية والأهمية لأنه يعيد جدولة الذهن وترتيب الأولويات، فالدول التى حققت نجاحات باهرة وإنجازات ملموسة إنما انطلقت من نظام تعليمى عصرى وحديث، إننا نسعى إلى بروز مشروعٍ إصلاحى له جوهر اقتصادى وإطار ثقافى وتحميه إرادة سياسية ولن يتحقق ذلك إلا بالتركيز على التعليم لأنه هو طريق التنمية والديمقراطية معًا، فهما الجناحان اللذان يقودان الأمم نحو أهدافها وتبلغ بهما الشعوب غاياتها، إننا لا ندعو إلى الأحلام بقدر ما ندعو إلى الواقعية فى فهم الحياة والموضعية فى الحكم على الأمور.