"نصرة" أنجبت توأمًا شاهندة وشروق فى السجن وطبعا حزينة جدا لقضائى أول عيد وأنا أم بالسجن ودا أسوأ عيد أم هيعدى عليا
"أرزاق": حسيت إنى ظلمت ابنى لما أنجبته بالسجن ودخلته مكان زى ده وكان المفروض أسيبه عند أى حد بس مفيش حد أثق فيه.
نساء حكم عليهن القانون أو الزمن بأن يكنّ خلف القطبان سواء بإرادتهن أو بحكم الظروف والاحتياج، لم يحلمن يوما أن يتركن أسرهن وأبناءهن، ويبقين لسنوات داخل أربعة حوائط يتحكم بهن بشر مثلهم، لا يستطعن أن يعترضن على تصرفات السجانات أو المسجونات، ولكن كل ما بيدهن هو أن يرفعن أيديهن إلى الله، طالبات الرحمة والمغفرة، فالخروج بالنسبة لهن حلم يراودهن للعودة إلى الحياة مرة أخرى، بعد أن ضلت بهن الدنيا الطريق لسلوكهن غير السوى، وحياتهن المليئة بالصراعات بحكم تربيتهن أو تصرفاتهن المشبوهة.
رغم اشتياقها لبناتها شاهندة وشروق وملك، بتواجدها داخل سجن النساء بالقناطر، وفقدانها لابنها فهد الذى أنجبته داخل السجن وبعد مرور عامين من ولادته وإرساله إلى جدته لتولى أمره مثل أخواته، ترى زينب عنتر والشهيرة داخل سجن النساء بـ"أم فهد"، فى حوارها مع "اليوم السابع" بأن "الحشيش" الذى اتهمت باتجاره وحكم عليها وزوجها بالسجن 10 سنوات لم يكن مادة مخدرة أو يمكنه الإضرار بالناس، قائلة "دا بيكيف الناس" إزاى يبقى مخدر يعنى؟".
4 سنوات هى الفترة التى قضتها أم فهد داخل جدران السجن، شعور بالوحدة ينتابها بعد أن كان فهد هو أنيسها الوحيد داخل جدران السجن، نادمة على تركها أطفالها فى سن صغيرة، بقولها "أنا سيباهم فى سن هما محتاجنى إنى أكون معاهم فى كل لحظة"، وعن شعورها بعيد الأم السنوات الماضية وهى بعيدة عن أبنائها قالت، "هما بيجولى كل سنة يقضوا اليوم معايا وإدارة السجن بتعملنا حفلة عشان تسعد الأمهات، لكن مبيبقاش ليها طعم وأنا مش فى وسط ولادى فى البيت".
"الضنا هو أغلى شىء" كثير من السيدات يحلمن بأن يصبحن أمهات، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فى بعض الأحيان فلم تتوقع السجينة التى رفضت ذكر اسمها أن يأتى اليوم عليها وتتهم بتعذيب وهتك عرض ابنتها التى كانت "قرة عينها"، فبعد زواجها فى سن صغيرة بحكم من أهلها، عاشت مع زوج لا يعرف معنى الرحمة وبعد أن تمت ابنتها 6 أشهر قررت الانفصال عن زوجها لمشاكل عائلية وظلت ترعاها حتى بلغت الـ6 سنوات ولم يأت يوم والدها ليسأل عنها، فقررت السجينة أن تكمل حياتها وتتزوج من رجل يرعاها هى وابنتها، ولكن هو ما كان له رد فعل عنيف من الزوج الأول، فقرر الانتقام من مطلقته بتلفيق قضية "تعذيب ابنتها وهتك عرضها" على حد قولها، وحكم عليها بخمس سنوات، وشاءت الظروف أن تدخل السجن وبداخل رحمها طفلة أخرى، وبعد مرور عدة أشهر وضعتها بداخل مستشفى سجن النساء بالقناطر ووصفت الرعاية بها بالمتكاملة ولم تحتج إلى مصاريف خارجية من أهلها، ومع اقتراب عيد الأم قالت "بحلم بس أشوف حتى صورة لابنتى عشان وحشتنى أوى وأنا مش عاوزة أكتر من كده وعاوزة أعرفها أنها بقى عندها أخت"، كما قالت "أنا المفروض جاية السجن عشان مكررش الغلط اللى عملته تانى لكن القاعدة بين جدران السجن والفراق "بيقسى القلب"، وأنهت حديثها قائلة "نفسى بنتى تيجى تزورنى فى عيد الأم".
أرزاق شابة عشرينية العمر لم تأبه لصغر سنها فى أن تبحث عن مصدر رزق من الحلال، ولكن استغلت الطريق السهل الذى أودى بها إلى سجن النساء بعد محاولتها سرقة أحد الأشخاص بالإكراه، وصلت إلى سجن النساء حاملة رضيعها فارس على كتفها لتكمل تربيته داخل جدران السجن، ولكن لم تستمر فرحتها كثيرا بتواجد طفلها معها ليهون عليها قسوة السجن، فبعد 15 يوما سيتركها فارس بعد إتمامه العامين، ليعيش مع خاله حتى تقضى والدته فترة حكمها الـ3 سنوات، ظلم كبير تشعر به لإحضارها ابنها إلى السجن قائلة، "حسيت أنى ظلمته لما دخلته مكان زى دا، كان المفروض أسيبه عند أى حد بس مبقتش بثق فى حد عشان أسيب عنده ضنايا".
فى بعض الأحيان يكون الطموح هو المفتاح الرئيسى للنجاح والتفوق، وتفتح الدنيا أبوابها للطامح لكى يعبر منها بكل سلامة ويسر ويتقلد أعلى المراتب، ولكن فى حالة "رجاء" الشهيرة بـ"دنيا" كان الطموح هو السبب الرئيسى لتواجدها بين جدران سجن النساء، فرغبتها فى سرعة الحصول على الفلوس وبمبالغ كبيرة دون تفكير فى المستقبل أو فى ابنها التى تحمله بين أحشائها وطفلها الآخر الذى لم يبلغ الـ3 سنوات كان السبب فى اتهامها بالاتجار فى المخدرات والحكم عليها بـ3 سنوات، وطأت قدميها السجن وهى حامل فى شهر، وأنجبت طفلها بمستشفى السجن ويعيش معها الآن بداخل السجن، لحظات ندم وألم تعيشها رجاء قائلة "ندمانة عشان معشتش زى الناس وسبت طموحى يقتلنى"، متمنية أن يزورها ابنها فى احتفالية عيد الأم حتى تستعيد إحساس الأمومة ولو للحظات أقضيها معه.
بوجه عبوس وعيون ملئها الحزن والقهر تتذكر "نصرة"، دخولها سجن النساء الذى كان زوجها السبب فى دخولها وأختها ظلمًا - بحسب قولها - أنجبت نصرة طفلتيها التوأم شاهندة وشروق منذ 15 يوما من دخولها السجن، كان اتهام زوجها لها ولأختها السبب فى دخولها سجن القناطر، بعد أن أرشد عليها بأنها كانت السبب فى تحريضه على السرقة والقتل، وذلك بعدما تطورت بينهم المشاكل، مما كان دافعا للانتقام من زوجته، ومازالت حتى الآن قضيتها تحت التحقيق ولم يصدر ضدها أى أحكام، ومحجوزة فى السجن على ذمة التحقيق فى القضية، وفى حال صدور حكم قالت "هخلى عيالى معايا لحد ما يكملوا سنتين وبعد كدا هوديهم دار الرعاية عشان أمى ست كبيرة ومتقدرش تتحمل مسئوليتهم"، وعن قضائها أول عيد أم بصحبة طفليها التوأم داخل أسوار السجن فقالت "طبعا حزينة جدا أن يكون أول عيد أم ليا بقضية فى السجن وعمره ما هايروح من ذاكرتى ومكنتش أتخيل أبدا كدا ودا أسوأ عيد أم هيعدى عليا وربنا يظهر براءتى من القضية إن شاء الله وأخرج".
لعبت الصدفة دورا فى دخول "سحر" السجن، عندما ذهبت لزيارة زوجها فى السجن فلم تكن تعلم بأن المخدرات التى جلبتها له ستكون السبب فى الحكم عليها بـ3 سنوات، دخلت سحر السجن وتحمل فى أحشائها طفلا لم يبلغ عمره فى رحمها الـ6 أشهر.
11 شهرا هى الفترة التى قضتها سحر بالسجن، رعاية صحية متكاملة لاقتها داخل مستشفى السجن، قائلة، "بيعاملونا معاملة كويسة قوى خصوصا للأمهات الحوامل بيمنعونا نشتغل وبيوفرولنا أكل مغذى عشان نعرف نرضع الأطفال"، مضيفة أنه يوجد رعاية طبية متكاملة للرضاعة وتوفير جميع متطلباته من "ألبان وسيريلاك وحفاضات"، ولدى سحر طفل آخر يبلغ من العمر 4 أعوام تركته مع والدتها بعد الحكم عليه، قرار اتخذته بعد انقضاء فترة حكمها، قائلة "همشى كويس وأبطل الطريق ده خالص والحمد لله على قد كدا"، وقالت سحر "نفسى أشوف أمى وأن تزورنى فى عيد الأم عشان أقدر أكسر حالة الوحدة اللى بعيشها وعشان أقولها كل سنة وانتى طيبة عشان هى وحشتنى أوى".
"اليوم السابع" يقضى يوماً فى سجن النساء قبل عيد الأم.. "زينب": "العيد ملوش طعم وأنا مش وسط ولادى فى البيت رغم زيارتهم لى كل عام"..أم فهد: "ضبطونى بالحشيش ودا بيكيف الناس إزاى يبقى مخدر يعنى؟"
الثلاثاء، 18 مارس 2014 08:41 ص
إحدى السجينات تتحدث لليوم السابع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م/فؤاد عدلى
تحية للست أم فهـــــــــــــــــد وربنا يفك حبسك يا أميرة يا بنت الأمراء
عدد الردود 0
بواسطة:
مني
ربنا يفك حبسهم