حين قرر التنظيم الإرهابى أن يختار تاريخ إحياء ذكرى أو مناسبات دينية أو سياسية، ليحول أى من هذه التواريخ من ذكرى، يحتفل بها المصريون لذكرى حادث أو تفجير شهير، أعتقد أن التاريخ المصرى أصبح مشاعًا فى أيدى مجموعة من المرتزقة يبدلون ويغيرون ما شاءوا.
حتى اﻵن وعلى مدار التاريخ لم يذكر واقعة واحدة انتصر فيها الإرهاب على الدولة، والحقيقة أننى أرى أن التنظيم الإرهابى فى مصر يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولذلك قرر تصعيد أفعاله الإجرامية بشكل كثيف ليقنع نفسه أنه مازال لديه القدرة على تغيير الواقع، ولكن الواقع يبرهن أن التغيير اصبح بيد شعب بأكمله وليست فئة أو طائفة أو حتى تنظيم أو مجموعة ممولة.
وإذا نظرنا إلى ردود الفعل الشعبية فعلينا أنا نتذكر ما حدث فى اﻵونة الأخيرة، تفجير مديرية أمن الدقهلية: المواطنون يتجمعون فى محيط المبنى متطلعين لإنقاذ أى روح بشرية وحالة من الدهشة، ألم يفكر أحد منهم فى احتمالية انهيار المبنى أو توسيع دائرة التفجيرات التى ممكن أن تزهق اﻷرواح؟ الإجابة إن المصريين بشهامتهم ونخوتهم لم يتطرقوا لهذا الأمر قدر ما ملأت قلوبهم حالة من الخوف على أرواح الجنود شهداء الوطن والواجب.
يوم اﻻحتفال بذكرى الثوره: 25 يناير 2014 وحالة غريبة تجوب مصر بأكملها عبر وسائل الإعلام المختلفة، معلنين أن التنظيم الإرهابى قرر تفجير أكثر من منشأة بطريقة عشوائية، وهنا قرر المصريون اﻻنتصار على التفجير بالهتاف والروح السلمية التى كانت ومازالت الفكرة الأساسية التى تكمن فى عقل كل ثورى شريف.
ذلك فضلا عن المحاوﻻت اليومية فى تفجير أى منشأة حيوية بدءًا من محطات الكهرباء مرورًا بالمنشآت الشرطية وانتهاء بالمدارس، ويبقى التساؤل هل العنف منهجهم؟ والإجابة واضحة فمن الواضح أن العنف جزء من عقل كل عضو بالتنظيم بدليل أنهم يعتقدون أن مصر بشعبها وجيشها عدو لهم.
وأخيرًا علينا أن ننظر إلى دعوات 19 مارس، وما الهدف منها، وما هى التوقعات للنتائج، وما هو رد الشعب على الإرهاب؟
الهدف واضح وهو تعطيل خارطة المستقبل التى أقرها الشعب وأصر على أن يمضى فى استحقاقاته والتوقعات للنتائج من خلال التجترب السابقة هى انتصار الشعب ومؤسساته على الإرهاب الغاشم مهما كان حد التصعيد.
أما عن رد الشعب العظيم الذى أثبت للعالم أجمع أنه مهد الحضارة وصانع التاريخ، بدأ بالدعوات للتظاهر واﻻحتشاد فى الميادين تحت شعار "الشعب يريد إعدام الإرهاب" وبذلك يبقى الشعب المصرى وثورته العظيمة فى مسارهما السلمى، متطلعين إلى بناء الدولة ويبقى التنظيم الإرهابى بطل الثورة المضادة فى مسار القتل والدم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة