يقول الدكتور موسى نجيب موسى، المستشار النفسى لجامعة ستنافورد الأمريكية، إن الخصائص الانفعالية للطفل، حيث يكون فى هذه المرحلة فى حالة شبه مستديمة من التطور الانفعالى، بل التهييج الشديد، وتعكس استجاباته الانفعالية كل من حالة جهازه العضوى وحساسية هذا الجهاز للتأثر بما يحيط به.
وأوضح "موسى" أن الطفل فى هذه المرحلة يكون عديم القدرة على تحويل سلوكه أو تعديله ولا يكون ما به من تشبث وإصرار قدر ما هو عدم قدرة على التوقف، كما أن الأطفال الضعاف فى الأداء الحركى يكونون هدفاً للاضطرابات المزاجية ويتملكهم السأم والقلق وبذلك تتصف هذه المرحلة بعدم الثبات الانفعالى والتقلب المستمر.
وضاف "موسى"، أن الطفل فى هذه المرحلة يميل إلى فهم ذاته من خلال المصطلحات الخاصة بميوله، مثل حبه للأصوات والورود وغيرها من الأشياء التى ترتبط برغباته وميوله، كما أن مفهومه عن ذاته يتضمن صفات متغيرة ترتبط بسمات شخصيته والدوافع والقيم السائدة فى المجتمع مما دفع ليفسلى وبر وميلى Livesley and Bromley إلى القول إن مفهوم الطفل عن ذاته يتغير من مرحلة عمرية إلى مرحلة عمرية أخرى طبقاً للتغير فى ميوله ورغباته.
وأكد "موسى" أن أشهر الانفعالات فى مرحلة الطفولة المتأخرة تتمثل فى الخوف والغضب والغيرة والاستطلاع والسرور فبالنسبة لانفعال الخوف، يلاحظ أنه فى الوقت الذى تتناقص فيه المخاوف المستثارة من الأشياء المحسوسة تزداد المخاوف من الأشياء المتخيلة فى الظلام مثل الجن والعفاريت والموت وما يرتبط بها، كما تظهر أنواع جديدة من المخاوف، مثل الخوف من أن يوصف الطفل بأنه مختلف فيتعرض للسخرية من أقرانه، والخوف من الفشل فى المهام التى يقوم بها وبذلك تظهر بوادر القلق فى هذه المرحلة والتى قد تعود إلى المشكلات فى المدرسة أو المشكلات المرتبطة بالتوافق الشخصى والاجتماعى والمشكلات الصحية أم انفعال الغيرة فإن الطفل الذى يشعر بالغيرة من إخوته داخل المنزل قد ينقل هذا الشعور إلى زملائه فى الفصل وخاصة الذين يظهرون التفوق أو الشعبية بين التلاميذ، وبالنسبة لانفعال الاستطلاع فيتسم فى هذه المرحلة بأنه أقل قوة من المرحلة السابقة، ويرجع ذلك إلى أن البيئة من حول الطفل مألوفة لديه ويلجأ الطفل فى هذه المرحلة إلى الأسئلة للحصول على مزيد من المعرفة والمعلومات، كما أنه يتعلم القراءة التى تزداد أهميتها بالنسبة للحصول على المعارف والمعلومات.
