رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية غضب الأوكرانيين من موقف الغرب إزاء الأزمة الحالية التى تشهدها بلادهم، لاسيما وهم يستعدون لخسارة شبه جزيرة القرم التى صوت ناخبوها لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا.
وقالت الصحيفة، إنه بينما كان سكان القرم يصوتون أمس، الأحد، تحت فوهات الأسلحة الروسية، كان أوليج فورونتسوف يدعو لحمل السلاح. وبسبب غضبه مما وصفه بالاستفتاء المزور التى سيسفر عن إخضاع القرم لموسكو، فإن الرجل البالغ من العمر 40 عاماً دعا إلى تجنيد حرس وطنى جديد لأوكرانيا، ولم يكن غضبه، مثل كثيرين آخرين، مقتصراً على موسكو فقط، لكنه ألقى باللوم على القوى الغربية التى قال إنها تتودد لأوكرانيا بينما ترتجف وتكابر عندما تتعقد الأمور.
ويسخر المواطن الأوكرانى، الذى وقع من أجل الانضمام إلى قوة جديدة مكونة من 60 ألفا من الاحتياطيين الذين تأمل كييف أنهم سيعززون دفاعات أوكرانيا فى حالة اندلاع حرب كاملة مع روسيا، تهديد الغرب بفرض عقوبات على عدد من المسئولين الروس، وتساءل كيف يمكن أن يساعد هذا أوكرانيا ضد روسيا؟.. وقال إن الروس يقتطعون جزءاً من بلادهم، فأين الغرب، لقد تخلت الولايات المتحدة وأوروبا عنا.
وترى الصحيفة أن "الانتفاضة الشعبية" التى أطاحت بالرئيس فيكتور يانكوفيتش الشهر الماضى كانت معركة على التوجه الوطنى، هل تتجه أوكرانيا نحو روسيا أم الغرب. وحتى الآن، وينما لا يزال كثيرون فى كييف يدفعون نحو مستقبل جديد فى الغرب، فإنهم يصارعون إحساسا عميقا بخيبة الأمل بل حتى الخيانة إزاء رد الفعل الغربى على محنتهم.
ولا يرغب كثيرون فى حل عسكرى، فمنع توغل روسى كبير فى شرق أو جنوب أوكرانيا، معركة كبيرة يعتبرها الكثيرون غير مرجحة.
وبالأمس، شاهد الأوكرانيون الاستفتاء المدبر فى القرم وسادهم شعور بالعجز وعرفوا جيدا أن جيش روسيا يتفوق على جيشهم بدرجة كبيرة.
ويعتقد بعض الأوكرانيين أنه بإمكان القادة الأمريكيين والأوروبيين أن يفعلوا المزيد أكثر مما لديهم، فالقوى الغربية تسعى لفرض عقوبات اقتصادية كبيرة تستهدف عشرات الروس بتجميد أصولهم ومنع سفرهم، إلا أن الكثيرين فى ميدان لاستقلال فى كييف يرون أن هذه الإجراءات ضئيلة للغاية ومتأخرة جدا.
واشنطن بوست: الأوكرانيون مستاءون من رد فعل الغرب عن أزمة بلادهم مع روسيا
الإثنين، 17 مارس 2014 11:05 ص