قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن نتائج التصويت الكاسحة فى جزيرة القرم لصالح الانضمام إلى روسيا منفصلة عن أوكرانيا، كان أمرا مفروغا منه فى منطقة تشترك اللغة والتاريخ طيلة عقود مع روسيا.
ومع ذلك تشير الصحيفة فى تقريرها، الاثنين، أن النتيجة تعمق الصراع الدائر حول أوكرانيا، مما يضطر الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لاتخاذ قرار بشأن سرعة وكيفية فرض عقوبات ضد المسئولين الروس بما فى ذلك كبار مساعدى الرئيس فلاديمير بوتين.
وتضيف أن مع انتهاء التصويت فى القرم، فإن بوتين بات تحت ضغط لاتخاذ قرار بضم شبه الجزيرة لسلطته، إذ عليه إما أن يمضى قدما فى ذلك المشروع المعقد والمكلف بالنظر إلى العزلة الجغرافية للقرم، أو ترك أكثر من مليونى شخص، تعهد بحمايتهم، فى طى النسيان فى المناطق الانفصالية الأخرى التى تدعمها روسيا مثل أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية فى جورجيا.
وفيما أعرب قادة الدول الغربية وعلى رأسهم الأمريكى باراك أوباما، الذى تحدث لبوتين هاتفيا، عن رفضهم للاستفتاء على انضمام القرم ووصفه بأنه غير شرعى، فإنه وفقا للكرملين، أكد بوتين أن الخطوة تتفق تماما مع القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، مستشهدا بما وصفه بـ"سابقة كوسوفو الشهيرة".
وبعد وقوع أعمال عنف ضد ألبان كوسوفو من قبل الألبان الصرب، أعلنت حكومة الإقليم الانفصال عن صربيا فى فبراير 2008، بدعم غربى ولاسيما أمريكى، وسط اعتراض قوى من جانب روسيا وصربيا. وتشير الصحيفة أن الرئيس الروسى يكرر مزاعمه بأن مواطنى شبه جزيرة القرم، الذين يتحدثون الروسية، تعرضوا للإرهاب والترويع من قبل جماعات قومية متطرفة.
وتقول نيويورك تايمز، إن فى علامة على ثقة بوتين القصوى، والخيارات الغربية المحدودة فى مواجهته، فإن الرئيس الروسى بقى فى منتجع سوتشى، حيث كان يشاهد الوقائع النهائية للدورة البارالمبية ويعتزم حضور حفل الختام. هذا فيما رد المتحدث باسم الكرمين على تحذيرات القوى العالمية بفرض عقوبات، قائلا "لن يكون هناك أى تأثير على سياسات روسيا".
نيويورك تايمز: بوتين يعزز موقفه بالقرم بسابقة "انفصال كوسوفو"عن صربيا
الإثنين، 17 مارس 2014 11:43 ص