ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه مع وجود اشتباه قوى حول أن هناك نوايا خبيثة بشأن اختفاء الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية، جددت وكالات الاستخبارات الأمريكية وقوات تنفيذ القانون بحثها خلال عطلة نهاية الأسبوع عن أى دليل يشير إلى أن تحويل الطائرة كانت جزءا من مؤامرة إرهابية.
ونقلت الصحيفة على موقعها الإلكترونى اليوم الاثنين، عن مسئولين رفيعى المستوى قولهم "إنهم لم يجدوا شيئا حتى الآن، وإن الجهود كانت محدودة بسبب رفض السلطات الماليزية قبول المساعدة الأمريكية على نطاق واسع".
ولفتت الصحيفة إلى تواجد اثنين فقط من وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى فى العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث إن المحققين المحليين يبحثون عن القرائن حول صلة الطيارين أو أى من الـ237 شخصا الذين كانوا على متن الطائرة بأى جماعات متشددة أو وجود أى دوافع أخرى لاختطاف الطائرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى الأيام التى أعقبت اختفاء الطائرة يوم 8 مارس الجارى، فحص المحققون الأمريكيون قواعد بياناتهم الاستخبارية الضخمة للحصول على معلومات عن من كانوا على متنها ولكن النتائج كانت سلبية.
وأضافت الصحيفة بأنه فى ظل عدم وجود دافع واضح وظاهر، فإن المحققين الأمريكيين يفكرون فى مجموعة من الاحتمالات، على الرغم من أنهم يحذرون من أن جميعها مجرد تخمينات.. ومن بين تلك الاحتمالات تورط فرع تنظيم القاعدة فى جنوب شرق آسيا، الذى سبق أن ناقش تجنيد طيارين تجاريين فى ماليزيا لتحطيم طائرة، وهو فعل من أفعال أفراد أقلية اليوجور فى الصين، الذين أصبحوا مؤخرا أكثر تشددا و يمكن تصور استهدافهم للطائرة المتوجهة إلى بكين.
وأوضحت الصحيفة أن اللغز المحورى هو كيفية قيام شخص باختطاف الطائرة والطيران بها لساعات فوق المحيط المفتوح، كما يبدو أن هذا هو الحال على الأرجح. مشيرة إلى أن السلطات الماليزية فتحت أمس الأول السبت تحقيقا جنائيا بعد أن علمت أن اثنين من أجهزة التعقب على متن الطائرة قد تم إيقافها بشكل متعمد بفاصل زمنى عدة دقائق فقط، لافتة أن الطائرة على ما يبدو استمرت فى التحليق لما يقرب من سبع ساعات.
وقال مسئولون أمريكيون إن الإعلان عن التحقيق الجنائى لا يغير وجهة نظرهم حول هذا الوضع، وذلك فى ظل تقديم الماليزيين القليل من الأدلة التى لم تكن معروفة خلال الأسبوع الماضى.
وقلل العديد من كبار المسئولين الأمريكيين من احتمالية وجود شبكة إرهابية وراء اختفاء الطائرة نظرا لعدم اعلان أى جماعة مسؤوليتها عن ذلك. وقالوا إن وكالات الاستخبارات لم تكشف عن محادثات بين الإرهابيين عن مثل هذه المؤامرة.
وردا على الأنباء التى ظهرت حول قيام السلطات الماليزية قد أخذت محاكى الطيران من منزل الطيار الرئيسى، قال مسئولون أمريكيون إنهم كانوا حريصين على معرفة ما الذى عثر عليه المحققون وكانوا على استعداد للمساعدة فى البحث عن أجهزة الكمبيوتر. ولكن اعتبارا من بعد ظهر يوم أمس الأحد، قال مسئولون أنهم لا يعرفون سوى النذر القليل عن النتائج.
وأوردت الصحيفة أنه فى إطار جهودهم التى بذلت خلال الأيام التى أعقبت اختفاء الطائرة، أجرى المحللون الأمريكيون ووكالات إنفاذ القانون تحليل ارتباط - تقنية التحقيق القائم على الحاسوب الذى يحاول الربط بين الأفراد على أساس قواعد البيانات الحكومية وشركات الطيران - بين الطيارين واثنين من الركاب الإيرانيين اللذين كانا مسافرين بجوازات سفر مسروقة. وقال مسئولون إن تلك الجهود، إلى جانب مقابلات مع أفراد أسرة الرجلين الايرانيين و اثنين من الأمريكيين اللذين كانا على متن الطائرة، لم تسفر عن شىء يشير إلى وجود عمل إرهابى.
وقال ريك نيلسون، نائب الرئيس لتطوير الأعمال فى شركة كروس ماتش تكنولوجيز ومسئول كبير سابق فى مكافحة الإرهاب "إنه إذا كان عملا إجراميا..حيث قرر الطيار السقوط بالطائرة، فإن هناك القليل الذى يمكن للولايات المتحدة القيام به.. حيث أنه من الصعب للغاية وقف شخص يقرر بين يوم وليلة السقوط بالطائرة. لذا كان من الصعب التنبؤ بما حدث وتداركه."
وأشارت الصيحفة إلى أن ثلثى الركاب كانوا صينيين، لذا يحتمل وجود دافع لخطف الطائرة من أعضاء متشددين من جماعة اليوجور العرقية المسلمة فى الصين وقالت ان تقارير اخبارية ماليزية وصينية افادت بوجود راكب واحد من اليوجور على متن الطائرة، غير أن المسئولين الأمريكيين قالوا إنه ليس لديهم أدلة على أن الراكب كان على صلة بأى جماعات مسلحة.
نيويورك تايمز: أمريكا تشتبه فى وجود عمل إرهابى فى اختفاء الطائرة الماليزية
الإثنين، 17 مارس 2014 02:47 م