أمر نابليون بونابرت قوات جيشه الفرنسى باحتلال «حيفا»، فكان له ما أراد فى مثل هذا اليوم «17 مارس 1799»
أقام قيادته على جبل الكرمل، فاستطاع على حسب ما جاء فى كتاب «بونابرت فى مصر» لمؤلفه «جرستوفر هيرولد»: «أن يشرف على الخليج الجميل كله، ولكنه لم يبد فى عينيه جميلا، ذلك لأنه رأى أمام عكا بارجتين إنجليزيتين وعدة زوارق إنجليزية، وبعض السفن التركية، فأرسل لضابطه الكابتن «ستاندليه»، الذى كان مقررا أن يأتى بالأسطول حاملا مدفعية الحصار من دمياط إلى عكا، طالبا إليه إما ألا يبرح دمياط، وإما أن يبقى فى يافا إن كان بارحها فعلا».
يضيف «هيرولد»: «فى ذات اليوم الذى أملى فيه بونابرت هذا الأمر (18 مارس) كان الكابتن «ستاندليه» وأسطوله يدنوان من رأس الكرمل، أى أنه وصل فى الموعد الذى سيكون ضده تماما، وضد خطط نابليون الحربية، وصل ولم يفطن إلى السفن الإنجليزية إلا وهى واقفة على رأسه تماما، واستولى الإنجليز على ست من ناقلاته، وفرّت ثلاث بينها سفينة «ستاندليه».
كان ذلك مقدمة لفشل نابليون فى الاستيلاء على «عكا»، وسيأتى الحديث عنه فى يوم لاحق، لكن استيلاءه على «حيفا» دون مقاومة، كان بمثابة استكمال مساره الذى بدأ باستيلائه على «يافا» (7 مارس 1799)، والمسار كله كان حلمه بالاستيلاء على عكا.
استولى «نابليون» على «حيفا»، بعد عشرة أيام من استيلائه على «يافا»، وفى خلال هذه الأيام العشرة وحسب ما كتبه «عبدالرحمن الرافعى» فى الجزء الثانى من كتاب «تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر»: «نهب الجنود الفرنسية يافا وارتكبوا فيها من الفظائع ما تقشعر منه الأبدان باعتراف المؤرخين الفرنسيين واستمر النهب والقتل يومين متوالين، ويؤكد هؤلاء المؤرخون أن أشلاء الجثث التى تركت بها عدة أيام كانت من أسباب انتشار وباء الطاعون الذى كان من عوامل فشل الحملة الفرنسية على سوريا.
دخل «نابليون» حيفا، تسبقه مأساة أخرى فى معركة «يافا»، وكما يقول الرافعى: «بعد انتهاء المعركة، كان فى المدينة نحو ثلاثة آلاف مقاتل من الجنود العثمانية، آثروا التسليم وإلقاء السلاح فى يد الفرنسيين بشروط اتفقوا عليها مع اثنين من ياوران نابليون، ومنها ضمان أرواحهم بعد استسلامهم، ومعاملتهم كأسرى حرب، لكن نابليون بعد أن فكر طويلا فى أمرهم، أمر بإعدامهم جميعا رميا بالرصاص، بحجة أنه عاجز عن إطعامهم وحراستهم فى بلاد نائية لم يستتب له فيها الأمر».
استثنى «نابليون» من مذبحة الـ3 آلاف جندى «عثمانى» ربعمائة مصرى، بينهم عمر مكرم، الذى هاجر إليها من مصر بعد معركة «الأهرام»، وأمر بإعادتهم إلى مصر بعد أن رفضوا الالتحاق بجنود الجيش الفرنسى، ويقول «الجبرتى»: «عاتبهم نابليون على نقلهم وخروجهم من مصر، وأنزلهم فى مركب وأرسلهم إلى دمياط من البحر».
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 مارس 1799.. نابليون يستولى على «حيفا» والطاعون يتمكن من جنوده فى موقعة «يافا»
الإثنين، 17 مارس 2014 08:42 ص