برعت بعض الشعوب الآسيوية فى توظيف الفلسفة لخدمة الحياة وتطويع الثقافة لخدمة السلوك الإنسانى السوى، فاليابانى مثلاً لا يجد غضاضة فى الاعتذار منحنيًا عندما يرى أن هناك ما يستوجب ذلك، بل إن دولا وحكومات مارست «ثقافة الاعتذار» فقد اعتذر اليابانيون رسميًا عن حادث «بارل هاربر» ولكن الأمريكيين لم يعتذروا بعد عن المأساة النووية على «هيروشيما» و«ناجازاكى»، كما أن القوى الاستعمارية لم توافق بعد على توجيه الاعتذار لدول المستعمرات باستثناء ذلك الاعتذار الهزيل الذى قدمه «بيرلسكونى» تحت ضغط من «القذافى» عن احتلال «إيطاليا» «لليبيا»، ولقد طالبت شخصيًا فى محاضرة لى بمعهد الدراسات الشرقية بحرم جامعة «لندن» فى الذكرى الخمسين لحرب «السويس» بأن تعتذر «المملكة المتحدة» عن جريمتين كبيرتين أولاهما «حادثة دنشواى» والثانية «حرب السويس» القذرة.
إن فلسفة الحياة تقوم على نسيان الإساءة والعفو عند المقدرة وهى أقرب إلى منطق الغفران فى الديانات السماوية والأرضية على السواء، لذلك فإن «ثقافة الاعتذار» تحتاج إلى شجاعةٍ خاصة وأفقٍ مستنير وقدرةٍ على المواجهة فى شفافيةٍ تسمو على النفس وترتفع عن الذات وتؤمن بأن الحياة أخذ وعطاء، وصعود وهبوط، وانتصار وانكسار، ونجاح وفشل، وتدرك أن الذى يملك «شجاعة الاعتذار» هو الأقوى وهو الأكبر وهو الأكثر احترامًا، إننى أريد أن أقول صراحة لكل القوى السياسية فى المشهد المصرى إن عليها أن تتقدم بمراجعة شاملة لماضيها وحاضرها وأن تكون مستعدة للاعتذار عن أخطائها والتكفير عن جرائمها إن وجدت لفتح صفحات جديدة مع المستقبل الذى نتطلع إليه ونسعى لبنائه.
د.مصطفى الفقى يكتب: ثقافة الاعتذار.. فلسفة الحياة تقوم على نسيان الإساءة والعفو عند المقدرة.. كل القوى السياسية فى المشهد المصرى عليها أن تقوم بمراجعة شاملة لمواقفها
الإثنين، 17 مارس 2014 07:59 ص
د.مصطفى الفقى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ممدوح شرف
ان كنت ناسى افكرك
وانت ياريت تعتذر على تزورك الانتخابات ....ولا نسيت