أكد عدد من كبار الشعراء على حاجتنا لشعر عملاق الأدب العربى محمود عباس العقاد واستدعائه ليقف بجانبنا هذه الأيام، حيث استدعى بشعره الروح المصرية، محولاً إبداعه إلى واقع، مؤكدين على أن شعره أول ما سيقى منه فى ذمة التاريخ.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التى أقيمت مساء أمس ببيت الشعر، للاحتفال بمرور نصف قرن على رحيل العقاد، والتى شارك فيها كل من الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى رئيس بيت الشعر، والشاعر فاروق شوشة، وأبو همام عبد اللطيف عبد الحليم، والحسان حسن عبد الله، وعدد كبير من الشعراء ومحبى العقاد، وأيضا الدكتور خالد جلال رئيس صندوق التنمية الثقافية. واختتمت بفقرة غنائية لبلال الشيخ.
فى البداية قال الشاعر فاروق شوشة والذى قدم للأمسية، نحتفل بالعقاد ممثلاً عظيماً لجيل من الرواد، وعندما يلتفت بيت الشعر إلى العقاد شاعراً، فكأننا نقول للناس إن أول ما سيبقى منه فى ذمة التاريخ هو شعره، مشيراً إلى كتابته فى جميع المجالات، حيث يذهل الجميع لاستطاعة هذا الكاتب الموسوعى الإمساك بكل أطراف المعرفة، فكتابته كتابة المتخصص الواثق مما يقول.
وأضاف "شوشة" أن شعر العقاد سوف يتحدى فى القرون القادمة. مشيراً إلى أن الذائقة الشعرية فى زمانه لم تكن مؤهلة لاستقبال شعره على الوجه الصحيح، حيث كانت ذاكرة أسست لها مدرسة الإحياء "البارودى، شوقى ثم حافظ إبراهيم".
وتابع "شوشة" عندما ظهر العقاد كان ذوقاً من نوع آخر، كل شيئاً يقوله نراه شعراً، مشيراً إلى تجربته الكبرى فى "عابر سبيل" عندما جعل عسكرى المرور يتحدث والكواء، موضحاً بأن الناس لديها فكرة عن شعر العقاد بأنه صعباً وجهيماً، ولكنه فى واقع الأمر يفيض رقة وعذوبة، مستدلاً على ذلك بقصيدته التى كتبها لمحبوبته التى صنعت له صديراً ليقيه برد الشتاء.
وفى سياق متصل قال "حجازى"، نحتفل بالعقاد لأننا فى حاجة إليه اليوم، نريد أن نستدعيه ونستحضره ليقف إلى جانبنا فى هذه الأيام التى نحياها، موضحاً أن العقاد ليس ذلك المثقف المصرى العظيم فحسب، بل أدرك أن كتابته لابد أن تتحول إلى واقع.
وتابع "حجازى" العقاد كان يكتب ويدافع عما يقول، فدافع عن الدستور وقال للملك فؤاد: إننا مستعدون لتحطيم أكبر رأس فى البلاد إذا اعتدت على الدستور، فأسرها الملك له، حيث سجُن 9 أشهر بتهمة العيب فى الذات الملكية، وعندما خرج من السجن توجه لضريح سعد زغلول وقال: لبست جنين السجن تسعة أشهر وها أنا فى رحاب الخُلد أولد.
وأضاف "حجازى" هذا هو العقاد الذى نحتاجه، نحتاج إلى من يدافع عن الدستور وحرية العقيدة والتفكير، وانتقد "حجارى" موقف الأزهر من عرض فيلم "نوح"، والحكم بالسجن على بعض الكتاب، فحرية التفكير والتعبير محاصرة، ومدنية الدولة مطاردة.
وأشار "حجازى" إلى حاجتنا إلى العقاد، طه حسين، أحمد لطفى السيد، على عبد الرازق، خالد محمد خالد وآخرين لكى يبددوا الظُلمات. ثم قرأ قصيدة نظمها فى الذكرى الثلاثين لرحيل العقاد. كما قرأ من الديوان السادس للعقاد "هدية الكروان"، موضحاً بأن العقاد غنى فيه للكروان والروح.
وتابع "حجازى" أن العقاد فى الأغانى التى غناها للكروان أحيا فى المصريين الروح، فرأينا عبد الوهاب وأسمهان وكوكب الشرق يغنون للكروان، ورأينا طه حسين يكتب رائعته "دعاء الكروان"، إذا العقاد أعطانا الكروان، وجسد الحياة وحول الكروان من طائر إلى ثقافة.
كما قرأ الشاعر الحسان حسن عبد الله قصيدة نظمها للعقاد، موضحاً بأنه يوم رحيل العقاد نظم قصيدة غلب عليها البكى، وبعد أربعين يوماً من وفاته نظم أخرى غلب عليها التأمل.
وقرأ أيضاً الشاعر أبو همام عبد اللطيف عبد الحليم قصيدة نظمها للعقاد رداً على اتهام السادات له بالعمالة للإنجليز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة