المصلحة هى اللغة الوحيدة التى يعرفها الغرب، فأينما تكون المصلحة يتقاتلون للحصول عليها، هذا هو الحال الذى علينا أن نستوعبه فى مصر، فالعواطف ليس لها مكان فى السياسة الدولية، وإنما لغة المصالح هى المفتاح السحرى.. الغرب مستعد ليضع يديه فى يد الشيطان إذا أيقن أن مصلحته معه.. هم يعتبرون الإخوان جماعة حليفة وصديقة لأنها وفرت لهم وسائل الأمان فى الشرق الأوسط من وجهة نظرهم، حفظت لهم أمن إسرائيل، وأعطت الغرب وعودا لم يكن يتخيلوها من أى نظام مصرى آخر، لذلك كان نظام المعزول محمد مرسى مثل الفتى المدلل لدى أوروبا وواشنطن. لذلك لم يكن مفاجئا لى ولبقية الوفد الإعلامى المصرى الذى زار مقر الناتو الأسبوع الماضى أن نستمع منهم ما يخالف الواقع المصرى.. يعتبرون أن الإخوان ومؤيديهم لا زالوا قوة لا يستهان بها، ويطالبون بدمجهم سياسيا فى الحكومة الجديدة، وفى المقابل يغضون الطرف عن أعمالهم الإرهابية، بل لا يعتبرون أن ما تشهده القاهرة والمدن الأخرى إرهابا، فالإرهاب من وجهة نظرهم هو الذى يطال خط الغاز بسيناء لأنه يضرب مصالح إسرائيل الاقتصادية لكن أن يُقتل المصريون فهذا ليس إرهابا، لأن من يقومون بالقتل هم حلفاء للغرب.
دبلوماسى مصرى حكى لى كيف كسرت رئاسة مرسى كل قواعد الدبلوماسية لإرضاء الغرب، فهم سعوا إلى إلغاء دور الخارجية المصرية لأنها تقوم بدور ليس على هوى مرسى وشلة مستشاريه، كان سفراء الغرب بالقاهرة يترددون يوميا على رئاسة الجمهورية وفتحوا خط اتصال مباشر مع عصام الحداد، وهو ما أغضب دبلوماسى الخارجية الذين أبدوا اعتراضهم أكثر من مرة للرئاسة على هذا التجاهل، لكن وماذا يفيد الاعتراض طالما أن شخصا مثل مرسى يقبع على كرسى الرئاسة. ليس مستغربا أن يبقى الغرب على موقفه الداعم للإخوان، فكلهم أمل أن يعودوا مرة أخرى لسدة الحكم، أو أن نلعب معهم لعبة المصالح التى يجيدون اللعب بها.