«لا يزال خطر الإرهاب ماثلاً فى المنطقة، بل يفرض نفسه أكثر من أى وقت مضى.. ليسفك دماء الأبرياء، ويُهددَ جهود البناء والنماء.. إن مصرَ لتدعو الدول العربية الشقيقة جميعا لإيلاء الأمر أولوية قصوى.. من خلال تناغم وتواؤم السياسات الداخلية والخارجية الرامية إلى اجتثاث جذوره وقطع روافده ومواجهته بقوة.
على خلاف الاجتماعات السابقة لوزراء الخارجية العرب، خرج اجتماعه الأحد الماضى بفائدة كبيرة للعرب ولمصر تحديدا، فالوزراء كانوا متفقين على خطورة الإرهاب الذى بدأ يضرب الدول العربية، ويبدو أنهم عازمون على إيجاد آلية فاعلة وناشطة لاجتثاثه، لذلك كان هناك توافق تام مع المبادرة المصرية التى طرحها وزير الخارجية نبيل فهمى.
المبادرة للتذكرة تقوم على ستة محاور متكاملة مع بعضها البعض، تعتمد على ما ورد فى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة عام 1998، وتقوم على تمسك مصر بتنفيذ بنود هذه الاتفاقية والالتزام بها فيما تقرره من عدم إيواء الإرهابيين أو توفير التمويل لهم، وتسليم المطلوبين أمام العدالة لجهات التحقيق فى بلدانهم والتعاون مع هذه الجهات، يضاف إلى ذلك المطالبة بعقد اجتماع عاجل مشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب باعتبارهم المنوط بهم تطبيق الآلية التنفيذية المرفقة بالاتفاقية.
أما النقطة السادسة فى المبادرة فتتعلق بتطوير استراتيجية عربية شاملة لمكافحة الإرهاب فى جوانبه الفكرية والثقافية والمجتمعية.
وزراء الخارجية العرب بالفعل ووفقا لما سمعته من مسؤولين حضروا الاجتماع تفاعلوا مع المبادرة وتعاملوا معها باهتمام شديد. ومن الأهمية أن نشير هنا إلى المواقف العربية الداعمة للتحركات المصرية، ومنها بالطبع ما قامت به المملكة العربية السعودية الجمعة الماضية حينما أدرجت جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، فضلا عن التحركات التى تقوم بها دولة الإمارات فى هذا الإطار، وهو ما يؤكد وجود نية عربية حقيقية بدأت تتبلور لمواجهة ومكافحة الإرهاب، وربما يكون حافزا لبقية الدول العربية لاستشعار الخطر، الذى يمثله الإرهاب على الجميع، خاصة أن آثاره لن تقتصر على دولة واحدة وإنما سيمتد إلى بقية الدول، وربما يكون من المهم أن تتعلم دولة مثل قطر أن دعمها للإرهاب اليوم سينقلب عليها غدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة