فاتن البوشى تكتب: خيانة

ماذا أكتب عنه، والقلم يرفض والورق يرفض، واللغة ترفض والتعبير يرفض، ماذا أكتب عنك الآن، بعد أن اكتشفت خيانتك، وكذبك
ماذا أكتب عنك الآن، وبداخلى إحساس أن عمرى قد سلب وأن حبى قد سلب.

ماذا أكتب عنك الآن، والخيال يمزقنى، والذهول يسرقنى والدهشة تبتلعنى، والخيانة تقتلنى الصدفة البحتة كشفت لى امرأة أخرى.

ماذا أكتب عنك الآن، والأشياء ضاعت، والأشياء هانت والأشياء ماتت.

ماذا أكتب الآن والبكاء يملأ فمى، والحنين يملأ دمى.... وعيناى ليست منى..... ماذا أكتب عنك الآن، وأنا أشعر أنى امرأة مكلومة .. امرأة مذهولة... امرأة مهزومة.

ماذا أكتب عنك الآن، وطفولتى فرت منى، ومراهقتى نضجت عنى وأصبحت بلا مراحل عمرية.
ماذا أكتب عنك وإحساسى بالضياع يتضخم، وإحساسى بالغباء يتضخم، وإحساسى بالرعب يتضخم.

ماذا أكتب عنك الآن والخديعة أكبر منى والفجيعة أكبر منى والحقيقة أكبر منى.

ماذا أكتب عنك الآن والواقع يطاردنى والحنين يطاردنى، ورائحة الفراق تملأ عالمى.

ماذا أكتب عنك الآن وقصرنا الجميل، هدم وطفلنا الصغير، عدم وفرت أحلامنا فى صحراء الواقع عارية.

ماذا أكتب عنك الآن وقلبى، ما عاد قلبى وعقلى ماعاد عقلى .........
ماذا أكتب عنك الآن والحروف خذلتنى.. والكلمات خذلتنى والثقافة خذلتنى، ماذا أكتب عنك الآن...والمساء أصبح بلا حدود والظلام أصبح بلا حدود، والشمس غابت للأبد.

مع الأسف، جرحت صورة رقيقة رسمتها لك فى حنايا ضلوعى.. وما أظن أن محبتك لى حقيقية، ما كنت أصدق فيك قلبك أن كنت أطيق البعد، وإلا ما أطيقه فصعب الرجوع، وإن كان شب فى قلبى حريقه فو الله لا أوريك دمعه خضوعى.

ارحل وسأموت من بعدك.. ارحل لأننى لا أريد بقاءك بل لأننى سأستطيع السير بدونك، فأنا الآن الأنثى المطعونة بالألم المنذورة للجراح المكبله بالهزائم فى ساحات الفرح ودوما أغوص فى لجة الصبر المرير.. للحظة أكبو على وجه الشجر.. أسمع خرير النهر ثم يقذفنى القدر للظلام.

ارحل من حياتى، ومن بعدك ستعود للشمس زرقتها وتعود الأوراق إلى أشجارها، ولن تغيب عن الطيور أصواتها، فى قلبى وجوارحى نظراتى تمتص الدمع وتذرفه كغيمة قضت عمرها تجمع مياه المحيطات، يا قاتلى أنت وجه عذابى سأنصهر فى نشوة الحزن لأملأ خافقى بدفء بعدك عن روحى ولن أنتظرك ولم الانتظار والموعد بيننا مسلوب، حملت راية الندم لأبكى على حياتى التى أضعتها، وأندم بعد فوات الأوان على إنسان لا يستحق الندم.