علا الشافعى تكتب.. عن منع الفن فى عيد الفن.. محمد محسن مطرب لا يعرف سوى الغناء ولا يمتلك إلا صوته العذب.. خروج الفنان الموهوب بهذه الطريقة ومنعه من الغناء يحمل تناقضا كبيرا يكشف ويعرى الفن

السبت، 15 مارس 2014 11:30 ص
علا الشافعى تكتب.. عن منع الفن فى عيد الفن.. محمد محسن مطرب لا يعرف سوى الغناء ولا يمتلك إلا صوته العذب.. خروج الفنان الموهوب بهذه الطريقة ومنعه من الغناء يحمل تناقضا كبيرا يكشف ويعرى الفن محمد محسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف المطرب الشاب محمد محسن، ولم ألتقه، حتى هذه اللحظة، وكل علاقتى به من خلال صوته الذى فرض نفسه بالقوة، صوت شجى قوى، يدخل قلبك ويملأ الوجدان بدون استئذان، هو واحد من الأصوات الشابة، التى تعيد الروح للفن الجميل، يعرف محمد قيمة الأصل والتراث، ويحتفى بهما طوال الوقت، وهذا لا يمنع أنه يطور ويضيف من روحه على ما يتغنى به، فهو ليس مطربا موهوبا فقط، بل وأيضاً ملحنا شديد التميز، ابن الأوبرا، التى تربى فيها.

كانت أسعد لحظات حياة محسن، هى تلك التى وقف فيها على خشبة المسرح الكبير ليغنى فى مهرجان الموسيقى العربية، لذلك لم أفهم حتى الآن السياق الذى تم فيه منع محسن من الغناء فى يوم من المفترض أن قيادته السياسية كانت تقوم بتكريم الفن والفنانين، ليس ذلك فقط، بل إن الرئيس بنفسه كان يتحدث عن قيمة الفن الجميل وأهميته، فكيف يكون هناك من يملك كل هذا الصلف الإنسانى، ليفعل تلك الفعلة غير الإنسانية، وإخراجه من مبنى دار الأوبرا كله بدعوى أن هناك موانع أمنية، من اتخذ هذا القرار غير المفهوم أو مسئول أحبط وأهان موهبة حقيقية، فمحسن لا يعرف سوى أن يكون فنانا يطرب الوجدان، ولكن ما حدث معه لا يمكن وصفه إلا بأنه عمل غير أخلاقى وأهدر كل ما كان يدور داخل المسرح الكبير فى دار الأوبرا، ولا أعرف ما هو التهديد الذى يمثله محسن، وما مدى الخطورة الأمنية لفنان لا يملك إلا صوته، هل إلى هذه الدرجة تخشون الأصوات يا سادة، الذى كان سيصدح مغنيا قوم يا مصرى لفنان الشعب سيد درويش.


محسن لم يكن يحمل قنبلة، ولا مدفعا رشاشا، ولم يكن يوما إرهابيا، ولم يغن للإخوان، ويتلون مثل حراب هذا الزمن، ومحسن لم يخن وطنه، أو وقف يوما ضد مؤسساته، ولم يخطئ فى حق أحد، من الرموز - بلغة هذا الزمن - هو فقط ظهر كضيف فى حلقة مع باسم يوسف، وهذا حقه كمطرب شاب يبحث عن فرص للظهور، فى البرامج ذات الشعبية، ولم يفعل سوى الغناء، ورفض أن يدخل فى نقاش مع باسم، وكان يرد دون أن يورط نفسه، ولم يفعل شيئا سوى الغناء، فهو الشباب النابض النقى وكان فى أحداث الاتحادية كتفا بكتف مع كل المصريين الرافضين للظلم، محسن هذا الشاب دمث الخلق، لم يعرف فى حياته سوى الفن، ولم يهدر موهبته، بل كل تجربته تؤكد أنه يتعامل مع الفن من منطلق التحرر.

محسن ابن مصر والذى يشبه الكثير من المصريين، تربى فى طفولته على أصوات المشايخ الكبار، حيث كان أهله يحبون الاستماع إلى المشايخ الكبار مثل "محمد رفعت، مصطفى إسماعيل، على محمود" وغيرهم، ومن كثرة سماعه وحبه، لهم صار يقلدهم، وبدأت علاقته الحقيقية بالغناء عندما استمع لصوت سيد درويش وأغنيته "والله تستاهل يا قلبى"، وبمفرده أو دون وساطة ذهب للأوبرا، وهناك بدأ مشواره، مع الغناء الأصيل، وعلى يد المايسترو عصمت عباس، وغنى "مضناك جفاه مرقده" للموسيقار محمد عبدالوهاب، حتى عندما نزل إلى ميدان التحرير، لم يكن يفعل شيئا سوى الغناء، يردد الأغانى ليلهب الحماس، يغنى لسيد درويش، وللشيخ إمام.

سيادة الرئيس قمت بتكريم الفن وأسماء بعض من رواده، وقام آخرون ممن يعملون داخل مؤسسة الرئاسة، أو الداخلية، بمنع فنان واعد من الغناء، بدعوى كلام مطاطى؟ فمن أصدّق سيادتك ومشهد التكريم وكلامك المنمق المرسل عن الفن الجميل ودوره، أم مشهد موظفيك الذين اصطحبوا المطرب المغنى الملحن الإنسان محمد محسن إلى خارج أسوار الأوبرا، وما بين المشهدين تناقض كبير يكشف ويعرى الفن، يا سادة لا يمثل خطرا على الأمن والفنانين الحقيقيين هم فقط من يحملون الشعلات ويضيئون الطريق، والظالمين فقط هم من يخشون من الصوت الحر، ولهانى مهنى رئيس اتحاد النقابات الفنية فى مصر أن يأسف لحاله، وموقفه المخزى مما حدث مع الشاب المصرى المطرب محمد محسن.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة