كشفت صحيفة " السفير" اللبنانية أن السفير الأمريكى فى بيروت ديفيد هيل وعددا من السفراء الأجانب شجعوا على تبنى صيغة البيان الوزارى التى طرحها رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، والمفوض من قبل حزب الله للتفاوض حول وضع المقاومة فى البيان المثير للجدل.
وقالت الصحيفة إن السفير ديفيد هيل، وبـمساعدة سفراء وقناصل آخرين، أبرزهم ديريك بلامبلى ممثل الأمم المتحدة للبنان، شجعوا على تبنى صيغة نبيه برى مع تعديلات النائب الدرزى وليد جنبلاط، وبمباركة السيد حسن نصرالله وبتدخل متأخر ولكن بمضمون ايجابى لرئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى، فكانت الولادة السحرية الجديدة لحكومة تمام سلام، فى منتصف ليل أمس، بعدما بلغت الأمور حد التلويح النهائى بالاستقالة من قبل سلام.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع إنجاز البيان الوزارى ومن ثم نيل ثقة المجلس، تبدأ رحلة الحكومة التى لن تدوم نظريا أكثر من شهرين، لتتحول إلى حكومة تصريف أعمال اعتبارا من تاريخ الخامس والعشرين من مايو، فإذا جرت الانتخابات الرئاسية (فى مايو المقبل)، وهو احتمال ضئيل جداً، تستمر بتصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة، وإذا وقع الفراغ، وهو الاحتمال الأكثر رجحاناً، لا بل ربما كان الأساس فى هذا الإصرار الدولى على تمرير البيان الوزارى ونيل الحكومة الثقة، لكى يكون فى مقدورها أن تحكم بكل الصلاحيات الممنوحة لرئيس الجمهورية إذا دخل لبنان فى مرحلة الفراغ الرئاسى.
وقالت الصحيفة إن المفاجأة جاءت من حيث لم يكن أحد يتوقع، اذ أن الرئيس اللبنانى أمين الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية ونجله سامى رفضا الصيغة المقترحة، وتدخل معهما كل من تمام سلام ورئيس الجمهورية وسعد الحريرى ووليد جنبلاط وفؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل والسفير الأمريكى وممثل الأمين العام للأمم المتحدة.
ورأت الصحيفة أن "الكتائب" قد وقعت ضحية مزايدة مسيحية وخاصة فى ضوء خطاب سمير جعجع الرئاسى أمس فى الاحتفال بذكرى انطلاقة 14 آذار/ واستخدامه بعض التعبيرات اللفظية التى بدت موجهة حصراً إلى حزب " الكتائب".. وميشال عون زعيم التيار الوطنى الحر، ولو مواربة.
وقالت الصحيفة إنه المضحك المبكى أن وزيرى "الكتائب" رمزى جريج وألان حكيم تنصلا أمام باقى الوزراء من انتمائهم للكتائب فقالا لباقى الوزراء إنهما يرفضان الانسحاب من الحكومة وأنهما لم ينتميا فى كل تاريخهما إلى " الكتائب " أو سواها من الأحزاب.
وأدت الاتصالات التى أجراها سعد الحريرى ومستشارهما نادر الحريرى والرئيس اللبنانى جمهورية مع قيادات الكتائب إلى تأجيل قرار استقالة الوزراء الثلاثة من الحكومة والاكتفاء بالتحفظ عن مضمون البيان الوزارى وخاصة فقرة المقاومة، على أن يجتمع المكتب السياسى الكتائبى بصورة استثنائية.
من جانبها، أشارت صحيفة "النهار" اللبنانية إلى أن وزير العدل اللواء أشرف ريفى (حليف تيار المستقبل) تحفظ بدوره على ثلاث نقاط البيان أولها الفقرة المتعلقة بالمقاومة وبالتحديد عدم ربط المقاومة بالدولة، وكذلك عدم ورود أى شئ عن انسحاب حزب الله من سوريا وعدم ذكر أى إشارة إلى الأمن الذاتى للحزب وخصوصا فى محيط بلدة عرسال اللبنانية ذات الغالبية السنية القريبة من الحدود السورية.
صحيفة لبنانية: سفير أمريكا شجع على صيغة المقاومة ببيان الحكومة
السبت، 15 مارس 2014 09:30 ص
رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة