نجحت إسرائيل فى تجربة نظام جديد لحماية طائرات الركاب المدنية من احتمالات استهدافها بصواريخ أرض- جو من النوعيات المحمولة على الكتف، والتى عادة ما تصيب الطائرات من خلال نظام توجيه يعتمد على الباحث حرارى الذى يتتبع الانبعاثات الساخنة الناتجة من محركات الطائرات المحلقة على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن النظام الجديد قد أطلق عليه درع السماء أو/ سكاى شيلد/، وأنه يقوم فى الأساس على إرباك نظام التوجيه فى الصواريخ أرض- جو التى تطلق من على الكتف، وهو ما يجعلها تخطئ فى تتبع أهدافها الجوية، وتصبح بذلك عديمة قيمة، ويعتمد النظام الجديد الذى تم تجريبه على تقنية ليزر ترصد موقع انطلاق الصاروخ الموجه إلى الطائرة، فيقوم الليزر بإرسال حزم للإرباك والتعطيل لنظام توجيه الصاروخ، ويعد هذا النظام هو الأحدث والأكثر تعقيدا الذى توصلت إليه البحوث الدفاعية الإسرائيلية.
لا تستبعد أجهزة الأمن الإسرائيلية استهداف طائرات مدنية بصواريخ أرض- جو محمولة كتفا سواء للرحلات الداخلية أو الدولية وقد سبق فى العام 2002 تعرض طائرة تتبع خطوط اركيا ايرلاينز الإسرائيلية كان على متنها 261 راكبا لعملية استهداف بصواريخ أرض/ جو محمولة من على الكتف لدى اقلاعها من مطار مومباسا الكينى، لكنها أفلتت بمعجزة نادرة التكرر ومن هنا بدأت إسرائيل العمل على تطوير دفاعات عن الطائرات المدنية ضد هذا النوع من عمليات الاستهداف الإرهابية، لكن المصادر العسكرية الإسرائيلية لم تحدد توقيت دخول الخدمة الجديدة فى حيز التنفيذ الفعلى بعد نجاح التجارب.
وتعد صواريخ استريللا والمعروفة ميدانيا باسم "الحية" أحد أشهر منظومات الاستهداف الجوى للطيران المنخفض التى تطلق من على الكف وتعمل وفق نظام توجيه يعتمد على تتبع الانبعاث الحرارى من محركات الطائرات، ويقول الخبراء إنه إذا كانت الطائرات المقاتلة تقدر احيانا على الإفلات من هذا الصاروخ بحكم قدراتها العالية على المناورة أو بفضل تكنيكات تضليل الصاروخ كالانحراف المفاجئ أو الهبوط المفاجئ فى مواجهة قرص الشمس أو حتى بإلقاء كرات لهب لتضليل الباحث الحرارى للصاروخ فإن الطائرات المدنية التى صارت هدفا غير مستبعد للإرهابيين لا تمتلك مهارات إفلات من هذا النوع لاختلاف خواص الطائرات المدنية عن الطائرات الحربية فنيا وكذا لاختلاف طبيعة تحليقها جوا، ومن هنا نشأت الحاجة إلى تطوير نظم حماية للطائرات المدنية من عمليات الاستهداف بهذا النوع من الصواريخ، لاسيما فى مرحلتى الإقلاع والهبوط، حيث تكون طائرات الركاب عادة على ارتفاعات منخفضة.
تجدر الإشارة إلى أن مطار إيلات بجنوب إسرائيل كان قد تعرض فى أغسطس من العام الماضى لإغلاق مفاجئ لأسباب أمنية كانت غير واضحة، وتبين لاحقا أن المطار كان عرضة لهجوم بالصواريخ ارض- جو أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس التابع للقاعدة مسئوليته عنه وفى العشرين من يناير الماضى تكرر الهجوم الصاروخى على ضاحية فى مدينة إيلات بواسطة عناصر سلفية فى غزة، وتصدى نظام القبة الحديدية لكلا الهجومين الصاروخيين، لكنه قد يبقى احتمال استهداف الإرهاب للطائرات المدنية صاروخيا قائما إلى أن يتم تعميم النظام الوقائى الليزرى الجديد.
إسرائيل تنجح فى تجربة نظام جديد لحماية طائرات الركاب من الاستهداف
السبت، 15 مارس 2014 09:07 ص
طائرات إسرائيلية ـ أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة