بعد الجدل الكثير الذى أثاره قرار الأزهر الشريف برفض عرض الفيلم الأجنبى «نوح»، عقدت لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة اجتماعا طارئا مساء أول أمس الأربعاء لمناقشة قرار الأزهر، حيث رفض عدد من أعضاء اللجنة هذا الرأى، مؤكدين أنه يتنافى مع حرية الإبداع.
ويرأس لجنة السينما المخرج خالد يوسف، ومن أعضائها المنتجان جابى خورى ومحمد العدل، والناقدان سمير فريد وطارق الشناوى، والفنانة إسعاد يونس، والسيناريست سيد فؤاد، والدكتور خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما، وكمال عبدالعزيز رئيس المركز القومى للسينما، ومسعد فودة نقيب السينمائيين، والذين أكدوا أن رفض عرض الفيلم يتعارض مع حرية الإبداع ويعيد مصر إلى سنوات من التخلف والقمع.
وتحاول لجنة السينما المستقلة وتكثف جهودها من أجل عرض الفيلم بدور السينما المصرية، لكن حتى كتابة تلك السطور مازال مصير العمل مجهولا فى مصر، وهناك مخاوف من أن تتخذ نفس قرار المنع الذى سبق أن أعلنته عدد من الدول العربية ومنها قطر والبحرين وعدد من الإمارات العربية المتحدة.
واهتمت الصحف العالمية بالأزمة المثارة حول الفيلم فى الدول العربية بل إن جريدة «الديلى ميل» البريطانية توقعت أن يتم منع عرض الفيلم فى الكويت والأردن بعد أن رفض الأزهر عرضه فى مصر، ولا يزال الأمر معلقا فى أيدى الرقابة خاصة أن موقف الأزهر واضح ضد تصوير الأنبياء والشخصيات المقدسة على الشاشات سواء الفضية أو شاشات السينما.
وعلى الرغم من إيمان صناع العمل بأن الفيلم لا يمس الأديان ولا يهين أحدا وأن الفيلم يستلهم قصة النبى ولا يجسده، فإنهم فيما يبدو كان لديهم العديد من المخاوف من تصوير الفيلم فى منطقة الشرق الأوسط، وهى المنطقة الأقرب إلى صورة الفيلم، حيث استبدل المخرج التصوير فى الشرق الأوسط بالتصوير فى نيويورك وجنوب أيسلندا حتى لا يتعرض إلى مضايقات.
فيلم «نوح» بطولة راسل كرو، الذى يجسد دور نوح، وجينيفر كونلى التى تجسد دور زوجة نوح، وإيما واتسون، وأيضاً لوجان ليرمان ودوجلاس بوس فى دور أبنائه، والطفل داكوتا جويو الذى يجسد دور نوح وهو طفل، وأنطونى هوبكنز فى دور جده «متوشلخ».
أزمة فيلم نوح الذى سيتم عرضه فى الولايات المتحدة يوم 28 مارس ليست الأزمة الأولى التى تتسبب فى غضب لدى الدول العربية والمسلمين، فالرسوم الكاريكاتيرية التى جسدت النبى محمد قد تسببت فى أزمة كبيرة عام 2006، قتل فيها 50 شخصا على الأقل، أيضا فيلم ميل جيبسون آلام المسيح الذى قدم عام 2004، يبين صلب المسيح، وهو ما أثار غضبا شديدا خاصة أن فى العقيدة الإسلامية المسيح لم يصلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة