فضيحة رجل أوباما فى الـ«C.I.A» اتهامات بالتجسس المتبادل بين الكونجرس والمخابرات الأمريكية.. و«فورين بوليسى»: الأكثر إثارة لم يأت بعد

الجمعة، 14 مارس 2014 10:54 ص
فضيحة رجل أوباما فى الـ«C.I.A» اتهامات بالتجسس المتبادل بين الكونجرس والمخابرات الأمريكية.. و«فورين بوليسى»: الأكثر إثارة لم يأت بعد اوباما
كتبت - إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى :

يبدو أن أزمات السياسة الخارجية التى تواجهها إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وبخاصة فى الشرق الأوسط ومجددا أوكرانيا، ليست سوى هزات سابقة لزلزال أكبر نابع من الداخل، حيث تتزاحم المشكلات التى تلاحق الإدارة الأمريكية منذ الربيع العربى.

وفيما كانت قرارات الحروب فى أفغانستان والعراق الأكثر إثارة التى وصمت عهد سلفه السابق جورج دبليو بوش، فإن عهد الرئيس أوباما وإن خلا من الحروب العسكرية، فإنه لم يخلُ من الأزمات السياسية على الصعيد الخارجى والداخلى، فلم يكد يجد أوباما حلا لأزمة حتى تلاحقه أخرى.

فبينما كان أوباما غارقا فى أزمة التعامل مع مصر بعد 30 يونيو، حيث سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين، التى بدأ معها علاقات تحالف وثيقة، حتى باغتته أزمة الميزانية فى أكتوبر الماضى، والتى أسفرت عن قرار بتعليق العمل فى الوكالات الحكومية، ومن ثم توقف قرابة 800 ألف موظف حكومى عن العمل.

وما لبث أن انتهى من أزمة الميزانية حتى جاءت عاصفة الغضب الدولى حيال وثائق الأمن القومى الأمريكى التى سربها إدوارد سنودن، والتى كشفت عن تجسس الوكالة على حلفاء الولايات المتحدة من قادة كبرى الدول وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا والبرازيل، هذا علاوة على الغضب الداخلى مع الكشف عن التنصت على هواتف المواطنين الأمريكيين.

وفيما يجد الرئيس الأمريكى نفسه وإدارته غارقين فى الأزمة الأوكرانية والتحدى الروسى للنفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط وأوروبا، تتكشف بوادر فضيحة جديدة بشأن اتهامات متبادلة بين الكونجرس ووكالة المخابرات المركزية الـC.I.A بالتجسس بعضهما على البعض.

الفضيحة التى يبرز فيها بقوة اسم الرئيس الأمريكى نظرا للعلاقة الوثيقة التى تربطه بـ«جون برينان»، رئيس الـC.I.A، بدأت فى أوائل ديسمبر الماضى عندما شعرت وكالة الاستخبارات المركزية بالشك، حيال ما اعتبرته خرقا محرجا لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بها. حيث حصل المحققون داخل لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ، على تقرير داخلى للوكالة يضم ملخصاً لآلاف الوثائق الخاصة ببرامج الاعتقال والاستجواب، المثير للجدل.

وتسلط أجزاء من التقرير الضوء على البرنامج الذى كان محل دفاع قوة من قبل برينان، فى نزاع طال أمده مع لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ. وتفيد التقارير الصحفية الأمريكية أن مسؤولين من وكالة المخابرات المركزية بدأوا تتبع السجلات الرقمية لشبكة الكمبيوتر المستخدمة من قبل موظفى مجلس الشيوخ، فى محاولة لمعرفة كيف ومن أين حصلوا على التقرير.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن هذه الممارسة أثارت التساؤلات الدستورية بشأن أحقية وكالة الاستخبارات فى التحقيق فى إشراف الكونجرس عليها، لكنه أسفر أيضا عن اثنين من التحقيقات الموازية من قبل وزارة العدل، الأول يتعلق بوكالة الاستخبارات والآخر بلجنة الكونجرس.

المعركة التى أكدت مجلة فورين بوليسى أنها إذا ثبت فيها تجسس الـC.I.A على مجلس الشيوخ، فستكون فضيحة ذات أبعاد هائلة، يمكن أن تنتهى باستقالة برينان يصفه الكثير من السياسة الأمريكيين بـ«رجل أوباما»، فى واحدة من أحلك الفصول فى تاريخ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وحصل المحققون داخل لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ، على التقرير الذى يضم ملخصاً لآلاف الوثائق الخاصة ببرامج الاعتقال والاستجواب التابعة لـC.I.A، إذ يحقق الكونجرس فى البرنامج الذى يتضمن أساليب تعذيب وحشية للإرهابيين المشتبه بهم، ويشمل التحقيق توجيه لائحة اتهامات للبرنامج وبيانا عن تضليل وكالة المخابرات للكونجرس.

لكن فورين بوليسى تقول إن الجزء الأكثر إثارة وحرجا فى القصة لم يأت بعد، وهو الذى قد يضع علاقة برينان والرئيس باراك أوباما الوثيقة فى دائرة الضوء مباشرة، حيث عمل الأول مستشارا للرئيس قبل توليه منصب مدير وكالة المخابرات المركزية. إذ يبقى السؤال عما إذا كان الرئيس أو مستشاروه يعرفون أن أعضاء الكونجرس يتهمون وكالة الاستخبارات المركزية بالتدخل فى التحقيق الذى يجرونه ومتى علموا وماذا سيكون رد فعل أوباما.

وبرينان، الضابط السابق فى وكالة المخابرات المركزية، عاد إلى الوكالة عام 2013 بعد العمل أربع سنوات مستشارا لأوباما فى شؤون مكافحة الإرهاب، طاردته العديد من الانتقادات الهادئة بأنه كان ولا يزال وثيقا جدا من الناحية السياسية للبيت الأبيض. وهو الاتهام الذى نازع المدافعون عن برينان ضده.

لكن اللافت أن برينان كان المدافع الأكثر قوة عن إدارة الرئيس أوباما فى أكبر انقسام سياسى حول برامج وكالة الاستخبارات، بما فى ذلك استخدام الطائرات دون طيار لقتل الإرهابيين المشتبه بهم. ففى عام 2012 ألقى خطابا عاما يبرر فيه البرنامج، الذى ساعد على إدارته من داخل البيت الأبيض.

وبشكل عام ينظر إلى مدير الـCIA باعتباره المدافع الأكثر حماسا عن إدارة أوباما فى الجدل الخاص باستخدام غارات الطائرات بدون طيار القاتلة، التى أسفرت عن مقتل مئات المدنيين فى أفغانستان واليمن وغيرهما من المناطق، علاوة على قتل الإرهابيين المشتبه بهم، بما فى ذلك مواطنو الولايات المتحدة.

ويؤكد مسؤولون سابقون أن تولى برينان منصبه الحالى، قبل عام، أثار تشككا فى بين موظفى وكالة المخابرات المركزية الذين لا يرون أحقيته للمنصب. لكن ينظر إليه عادة باعتباره أحد الموالين للبيت الأبيض، وهو الأمر غير المعتاد لمن يتقلد منصب رئيس الـCIA.

وتشير فورين بوليسى إلى أن برينان كان أحد الداعمين للحملة الرئاسية لأوباما عام 2008، حيث كان قد غادر عمله كضابط فى الوكالة قبلها بثلاث سنوات واتجه للأعمال التجارية، لذا كان من المستبعد توليه المنصب الحالى.

ورغم تاريخه المهنى الناجح، حيث عمل كممثل للوكالة فى الرياض ونائب المدير التنفيذى للـ سى.آى.إيه، لكن يؤكد المسؤولون أن توليه منصب مدير المركز الوطنى لمكافحة الإرهاب، اعتبر من قبل الكثيرين على أنه انتقال مفاجئ من مهنة فى الخدمة العامة. فلقد تغيرت الأمور تماما بفوز أوباما فى الانتخابات عام 2008، إذ انضم برينان إلى فريق البيت البيض بعد أن شغل منصب مستشار الأمن القومى لحملته.

وبصفة عامة، يقول مسؤولون سابقون وحاليون فى الإدارة الأمريكية، فإن برينان أظهر نفسه كمدافع قوى عن مصالح الوكالة وكقوة استقرار عقب الفضيحة المدوية عندما تم الكشف عن تورط المدير السابق للوكالة ديفيد بترايوس فى فضيحة جنسية، مما أجبره على الاستقالة من منصبه عام 2012. ووفق أولئك المسؤولين فإن وجود مدير للوكالة له تأثير على الرئيس، يجلب مزايا وإن كانت غير ملموسة بقوة.

ووفقا لوثائق وكالة الأمن القومى الأمريكى، التى سربها الموظف السابق بالوكالة إدوارد سنودن، فإن برينان كان واصيا فعالا على ميزانيات الـC.I.A، وقد حصلت الوكالة على ما يقرب من 15 مليار دولار عام 2013 بزيادة قدرها %56 منذ 2004. كما نجح أيضا فى التمسك بإدارة برنامج الطائرات بدون طيار، رغم تأكيدات أوباما العلنية بنقلها إلى الجيش.

وفيما يجرى مكتب التحقيقات الفيدرالى تحقيقا فى اتهامات التجسس المتبادلة بين الطرفين، تحت إشراف وزارة العدل، فإن المجلة تقول إن الجدل العام المثار حاليا يمثل أكبر اختبار لقيادة برينان، بعد سنوات من المرارة بين الـ«سى.آى.إيه» والكونجرس التى تمتد حاليا إلى الرأى العام.

وبشكل عام فإن مصداقية وكالة المخابرات باتت على المحك، لكن ربما يتعلم برينان من سلفه ليون بانيتا، الذى استطاع أن يفوز بثقة الإدارة وولاء موظفى الوكالة معا، عندما دافع بقوة عن الوكالة فى مواجهة مزاعم مماثلة بالتضليل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة