يوماً بعد يوم يثبت جيش مصر الباسل، أنه ليس فقط الحامل الأول لعبء الحفاظ على أمن الوطن، بل والباحث أيضا فى سبيل تحرير العلم من أيدى تجار السلاح، الذين يخلقون الحروب ليبيعوا أسلحتهم، وتجار الدواء الذين يهولون من خطر بعض الأمراض بل ويخلقون الأجيال الجديدة من الفيروسات، معمليا ليروجوا للأدوية والأمصال المعدة سلفا لمقاومتها والخاسر باستمرار هم مواطنو الشعوب الفقيرة فيزدادون، فقرا إلى فقرهم ومرضا إلى أمراضهم، وإذا كانت بعض الصحف قد أشارت إلى أن تصريحات كل من العالمين المصريين حجى وزويل بشأن ابتكار القسم الهندسى بجيش مصر لجهاز يقضى على فيروسى سى والإيدز، بنسبة تصل إلى خمسة وتسعين بالمائة، وبدون مضاعفات تذكر قد جاءت بتعليمات من أمريكا، لسحب الثقة من الجهاز، والتشكيك فى نتائجه حتى لا تخسر شركات الدواء خاصة تلك التى أعلنت عن عقار شافى فلكى السعر، (ثمانمائة ألف دولار للمريض الواحد)، وسواء كان هذا حقيقيا، أو أنه اجتهاد من عالمين، لا يمتان إلى الطب والأمراض بصلة، وأيا ما كان السبب، فهناك عدة اعتبارات يجب أن يضعها كل من يريد أن يؤيد أو يعارض فكرة طرح الجهاز للعمل بمستشفيات تابعة للجيش بكل محافظة قبل أن يتطوع بتسجيل رأيه من هذه الاعتبارات: أولا أن الجهة المخترعة تخضع للجيش المصرى حيث السرية مطلوبة ثانيا: أن نسبة المصابين بفيروس سى فى مصر ارتفعت فى الآونة الأخيرة إلى مستويات عالية، وأن غالبيتهم، من الطبقات الدنيا والمتوسطة، الذين لا يملكون ترف العلاج فى الخارج ثالثا: أن العالم يعيش الآن بين مطرقة الميديا وسندان الجشع، ورأس المال المتغول، وتجارة الدواء والسلاح، فالأخيرون يشعلون الحروب، وتجار الدواء تضخم من المرض بل وقد ينشرونه أو يخلقونه!
أدى ذلك بكثير من شركات الدواء العالمية إلى محاربة الأدوية رخيصة الثمن، والتى جربت من سنوات عديدة وادعت أن لها آثارا جانبية خطيرة وروج لكلامها الإعلام من أجل إحلال عقاقير بديلة أغلى ثمنا لتعويض ما أنفقوه فى الأبحاث حتى ولو كان للدواء الجديد، آثارا قاتلة مخفية عمدا (وتذكروا المهرجانات والمكلمات والكتب التى روجت ذات يوم لعقار الميلاتونين، على أنه منشط جنسى ومانع للشيخوخة، ليباع بأضعاف سعر التكلفة، ولمدة حتى عثروا على الفياجرا، ليعيدوا معها الكرة، ويسرقوا أموال الفقراء الذين كانوا يكتفون بكوب زنجبيل، أو ربطة جرجير)، رابعا أن منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية مسيستان أكثر منهما علميتان بدليل سكوتهما المتعمد عن بعض الأجهزة التى يزعم مروجوها أنها تعالج أمراضا كثيرة عن طريق تدليك أماكن معينة فى الأقدام أو الأكف، وعن طرق لتكبير أو تصغير الأثداء بالرغم من مخاطرها المؤكدة.
بينما تحارب وبلا هوادة أى عالم يرفض العمل تحت لوائها بل وتسعى لوأد أبحاثه (ولعلنا نتذكر أبحاث الجراح المصرى الدكتور أحمد شفيق رحمه الله، لعلاج الإيدز والذى جربه فى إحدى الدول الأفريقية وحقق نجاحا فحورب وفصل من النقابة بتعليمات لأنه جراح، وليس متخصصا فى أمراض المناعة أو الفارما).
قال الدكتور يحيى الرخاوى فى مقال له على موقع اليوم السابع فى الأول من مارس :" لقد أصبحت كلمة "العلم" بل ومفهوم "العلم" أبعد ما يكون عن العلم الحقيقى بمعنى البحث عن المعرفة، وما ينفع الناس كما علمنا الإمام الشافعى – ليس العلم ما حفظ، بل العلم ما نفع– وقياسا يمكن القول ليس العلم ما ثبت فى المعمل ونشر بالمجلات، لكن العلم ما نفع البشر "انتهى كلام أستاذى الرجل الأكاديمى العالم القريب من الله، وقد أحالنا سيادته إلى قراءة كتاب تحرير العلم، للعالم الفذ الشجاع "روبرت شيلدراك" ومحاضرته مترجمة للعربية على اليوتيوب لمن أراد.
رابعا أن جيش مصر العظيم ليس بالسذاجة التى تدفعه إلى الإعلان عن اختراع إن لم يكن ممتازا، وفعالا فسوف يؤدى إلى السخرية طويلة المدى منه مما يوهن من معنوياته.
خامسا : أليس الغد لناظره قريب وسوف يعمل والمرضى والتحاليل سيكونان خير شاهد؟
عشت يا جيش مصر العظيم، وعاشت عقول الشرفاء رافضى التبعية لأى من كان إلا لمصر والمصريين، وأول من تصدى لتحرير العلم من أيدى مافيا العلاج، وإلى كل من ينادى بحق الإنسانية جمعاء فيما ينفع الناس أقول، فلترفع شركات الدواء والمنظمات التابعة لها أيديها عن الدول النامية ليعم الخير الجميع .. هذا إن كانت تريد الخير فعلا للجميع ؟؟
د. سمير البهواشى يكتب: جيشنا الباسل ومعركة تحرير العلم!!
الجمعة، 14 مارس 2014 10:08 ص