رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية معطيات المشهد فى ليبيا، محذرة من اتجاه البلاد صوب مزيد من الاضطراب.
ونوهت- فى تقرير على موقعها الإلكترونى- عن قيام جماعة تطلق على نفسها اسم "المكتب السياسى لإقليم برقة" شرق ليبيا بحصار موانئ نفطية أساسية بالبلاد التى تعتمد النفط مصدرا أساسيا للدخل، مشيرة إلى أن هذه الجماعة تذرعت بادئ الأمر بالتصدى لعمليات نصب واحتيال تتعرض لها الصادرات النفطية للبلاد، إلا أن طموحاتها اتسعت بعد ذلك لتتحدى الحكومة المركزية مؤخرا بشحن ناقلة تحمل علما كوريا قبل يومين بـ234 ألف برميل نفط خام بقيمة 30 مليون دولار تقريبا.
ورصدت المجلة إقالة المؤتمر الوطنى العام فى ليبيا لرئيس الوزراء على زيدان من منصبه إثر فشله فى الحيلولة دون هروب الناقلة محملة بالنفط الليبى.
كما رصدت "الإيكونوميست" تحركا من جانب ميليشيات محلية قوية موالية للسلطات الليبية تتجه صوب الشرق قادمة من مدينة "سرت" الساحلية التى تتوسط المسافة بين طرابلس وبنغازى.
ونوهت المجلة البريطانية عن إمهال السلطات الليبية للانفصاليين المسلحين مدة أقصاها أسبوعين لرفع هؤلاء أيديهم عن الموانئ النفطية التى يحاصرونها، محذرة من اتجاه المشهد للاضطراب، وقالت إنه لا وجه للمقارنة بين قوة هؤلاء الانفصاليين وقوات السلطات المسلحة على نحو أفضل، كما أن هؤلاء الانفصاليين فى برقة ليس لديهم الاستعداد لحرب أهلية شاملة أخرى، لا سيما وأن خصومهم أثقل عتادا.. لكن ثمة خطرا فى أن تبالغ السلطات فى طرابلس فى تأكيد سلطاتها إلى درجة تستثير التمرد فى الشرق.
واعتبرت "الإيكونوميست" إقالة المؤتمر الوطنى لزيدان بمثابة تأكيد من جانب المؤتمر على انفراده باليد الطولى فى السلطة.. لكن هذا المؤتمر منقسم عبر خطوط فصائلية وليس لديه الكثير من الأدوات التى يفرض بها أوامره.. وأشارت المجلة فى هذا الصدد إلى تمكن هرب زيدان رغم إدانته من قبل المؤتمر بالفشل فى التعامل مع حادث الشاحنة.
وقالت المجلة: "فى الحقيقة، بات كثيرون فى ليبيا لا يرون المؤتمر الوطنى العام بنفس القوة التى يدعيها، بخلاف الجماعات الإسلامية القوية لا سيما فى ظل مناوراتها مع السلطات، وعلى رأس هذه الجماعات حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين". ونوهت إلى وقوف هذه الجماعات مرارا وتكرارا حجر عثرة فى طريق زيدان على مدى فترته فى منصبه التى زادت على العام بقليل للحيلولة دون نجاح أى مبادرة أقدمت عليها حكومته.
ورصدت المجلة البريطانية اعتقادات بقرب رئيس الوزراء الجديد عبد الله الثنى، الذى كان وزيرا للدفاع، من الإسلاميين، كما هو حال رئيس المؤتمر الوطنى العام نورى أبو سهمين.. وقالت إن كلا الرجلين مدعوم من أفضل ميليشيات الدولة تسلحا فى مدينة مصراتة، بينما زيدان كان مدعوما من جانب جماعات مسلحة من مدينة الزنتان، إلى الجنوب الغربى من طرابلس.. ولفتت إلى أن هذه القوى المتنافسة كانت اصطدمت حول طرابلس لعدة شهور.
وأشارت "الإيكونوميست" إلى إصدار الجلس العسكرى، المنسق بين الميليشيات المحلية المتنوعة، بعد إقالة زيدان، أمرا بانسحاب "القوات التى تحتل مواقع استراتيجية"، فيما اعتبر بمثابة تحذير لمجموعة الزنتان، التى تسيطر على مطار العاصمة الرئيسى بين مناطق أخرى.
ولفتت المجلة إلى تزايد انعدام الأمن فى مدينة الغرب الرئيسية، بنغازى، على نحو باتت معه التفجيرات والاغتيالات أمرا شبه يومى بما يقوض أية سلطة لصالح الفصائل الجهادية التى تسعى لتطبيق الشريعة.
ورأت المجلة أن هذه التشكيلة تشبه خليطا قابلا للاشتعال؛ حيث الصراع فى الشرق يمكن أن يوسع دائرة التمرد هناك؛ كما أن زيادة الاضطراب فى طرابلس يمكن أن يغوى غيرها من السلطات المحلية، لاسيما تلك التى فى عمق الجنوب، بإعلان الحكم الذاتى، فضلا عن أن ظهور حكومة مقربة من جماعة الإخوان فى طرابلس لن يساعد على الاستقرار فى دول الجوار الليبى.
الإيكونوميست: المشهد فى ليبيا يتجه صوب مزيد من الاضطراب
الجمعة، 14 مارس 2014 08:41 ص
رئيس الوزراء الليبى على زيدان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة