كشفت المجلة الرسمية للشرطة الإيطالية "بوليتسيا موديرنا" فى افتتاحية عددها الجديد عن مخاطر اتساع ظاهرة "انتشار المقاتلين الأوروبيين بين صفوف المتمردين، والآفاق الجديدة للإرهاب الجهادى فى سوريا ومنطقة شمال أفريقيا".
ونقلت المجلة عن رئيس فريق العمل الأوروبى الخاص بمكافحة الإرهاب كلاوديو جالتسيرانو، أن مقاتلين من أوروبا يقومون منذ عدة سنوات بتغذية صفوف الجماعات الإرهابية الناشطة فى أفريقيا، ويسمون "المقاتلون الأجانب"، وبلغ عدد المتواجدين منهم حاليًا فى سوريا حوالى ألفين، من بينهم بضعة عناصر فقط من الإيطاليين، وأن ما يقلق الاتحاد الأوروبى على وجه الخصوص هو ظاهرة عودة المحاربين القدامى من مناطق الصراع إلى بلدان المنشأ.
وأكدت أنه على الرغم من الاهتمام الأكبر على الساحة الدولية مشدود حاليًا إلى التوترات بين روسيا وأوكرانيا، فإن هناك جبهة ساخنة أخرى بشكل خاص، ألا وهى أفريقيا الأكثر قربًا من أوروبا، مشيرة إلى أنه حيثما حملت الفصائل الإسلامية السلاح للإطاحة بالمؤسسات والسعى إلى فرض الشريعة، فقد غذى مقاتلون من القارة العتيقة صفوف الجماعات الإرهابية العاملة فى تلك المناطق من العالم، ووصلوا إلى مسارح العمليات للمشاركة فى "الأعمال العدائية" ضد النظم الشرعية القائمة بالفعل.
وأشارت المجلة إلى أن الشعوب فى ليبيا ومصر وتونس، تورطت فيما يطلق عليه الربيع العربى، الذى ترك وراءه عددًا من الصراعات التى لم تحل حتى الآن، وأن عدم الاستقرار الاجتماعى والسياسى المتزايد فى أفريقيا يرشح القارة أن تكون الوجه الجديد للإرهاب الذى يمتد من الجبهة الشمالية للمغرب حتى جنوب الصحراء الكبرى والولايات الجنوبية، مستغلا ضعف بعض الحكومات ويفرض سيطرة متشعبة على أراضيها، أكثر شبها بالمنظمات الإجرامية من مجرد ثلة غارقة فى التعصب الدينى.
أوروبا تعرب عن قلقها جراء عودة مقاتلين من مناطق الصراع فى سوريا وأفريقيا
الجمعة، 14 مارس 2014 07:42 م