مصطفى إبراهيم يكتب: شيزوفرانيا!!

الخميس، 13 مارس 2014 12:03 ص
مصطفى إبراهيم يكتب: شيزوفرانيا!! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتعدد الآفات التى تصيب الكثير من الأفراد، فى شخصياتهم وفكرهم، حتى إنها أصبحت ظاهرة لا تلحق الضرر بالأفراد فحسب، وإنما تصيب المجتمع بالضرر ككل، ولعل من أخطر ما نلاحظه من تلك الآفة التى ابتليت بها مجتمعاتنا، وهى ازدواج الشخصية ” Schizophrenia “وتناقض الفكر لدى بعض الأفراد فى سلوكياتهم حتى على مستوى طبقة المتعلمين والمثقفين، وهذه التغيرات والتقلبات والمتناقضات قد تحدث للشخص دون أن يكون بالضرورة مريضاً نفسياً ! بل تعكس طبيعته البشرية، فتناقض الشخص فى سلوكه يجعلنا أمام شخصية مهتزة لا ثبات لها وبعيدة كل البعد عن المنطق.

والذى يفهم النفس البشرية جيدا، يدرك أن الإنسان يبدو كائناً واحداً، إلا أنه يحمل فى داخله نفوساً مختلفة وذوات متعددة، وقد تنشط تلك الذوات فى ظروف مختلفة وتعكس صورة من التعدد والتقلب والتغير والتناقض، وهى أشياء متوقعة فى السلوك الإنسانى، ولا ينجو منها سوى الشخصيات المتوازنة التى تملك قدرا كبيرا من الثبات والموضوعية والمنطقية تجعلنا نفهم السياق العام للشخصية، أما الشخصيات المهتزة غير المتوازنة فإنها تعبر عن نفسها فى الظروف المختلفة بسلوكيات متضاربة ومتناقضة وغير مبررة !

ومجتمعاتنا العربية تشهد الكثير من مرض الانفصام الاجتماعى حتى أصبح ظاهرة خطيرة تضر المجتمع بأسره.

إن الكثير من تلك الشخصيات التى تعانى من عدم ثبات فى أفكارهم وآرائهم، فتارة يؤيدون فكرا بعينه، وتارة أخرى يناقضون نفس الفكر، بشكل يثير الكثير من الجدل !فهم يتعايشون فى حياتهم اليومية بجزء بسيط من وعيهم ليحققوا احتياجاتهم الأساسية فقط، ولكنهم يعانون من فقدان هويتهم الحقيقية.

إنهم يعيشون فى تفكك فكرى، لتخرج منهم أفكار غير مترابطة وكلمات ليس لها معنى وسلوكيات مضطربة غير مبررة وغير مفهومة بالمرة، ويصعب فهمها لخروجها عن الخط العام للمجتمع، وهذه دلالة على وجود خلل متأصل فى الحاجات النفسية لديهم، وتعبر بوضوح عن غياب الخط الفاصل بين الصواب والخطأ، وتفسر الخواء الفكرى والوجدانى الذى يعانون منه.
إن الازدواجية والتناقض يعكس الزيف والنفاق الذى يعيش فيه الكثير من الناس ليسايروا الوضع القائم، بمعنى أنهم يقولون ويتصرف بما يرضى الآخرين، فهم شخصيات اعتبارية لا وجود لها على أرض الواقع.

ويبقى الحل الوحيد لهذه الظاهرة المرضية، هو تغليب الذات الحقيقية على الذات الاجتماعية لهؤلاء المنفصمين والتمسك بذواتهم الحقيقية والعودة سريعاٌ إلى الثبات التوازن والفكر الموضوعى، والبعد عن التناقض الذى يسيطر عليهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة