توقع مراقبون ومحللون سياسيون فلسطينيون أن يبقى الجانب المصرى "الوسيط الأساسى" بين الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، وإسرائيل، رغم القرار القضائى بحظر حركة "حماس" فى مصر.
وأكدوا فى أحاديث منفصلة مع مراسلة "الأناضول" للأنباء، أنه رغم الخلافات السياسية والأيدلوجية القائمة فعلياً بين حركة "حماس" التى تحكم قطاع غزة ومصر، إلا أن الأخيرة لن تتخلى عن دورها كوسيط أساسى، بين الفصائل وإسرائيل.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامى اليوم الخميس، عن توصلها لاتفاق لتثبيت التهدئة فى قطاع غزة، بعد جهود واتصالات مصرية.
وقال خالد البطش، القيادى فى الحركة فى تصريح نشره اليوم وتلقت "الأناضول" نسخةً منه إن اتصالات وجهود مصرية أفضت إلى الالتزام باتفاق التهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة فى قطاع غزة.
ويشهد قطاع غزة، منذ أمس الأربعاء، توتراً عسكرياً حيث قصفت "سرايا القدس" الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى مستوطنات محاذية لقطاع غزة، بعشرات الصاروخ ردًا على "الاعتداءات الإسرائيلية، المتواصلة على غزة.
وأكد الناطق باسم حركة حماس، فوزى برهوم، فى تصريحات صحفية، أن الجانب المصرى تواصل مع حركة الجهاد الإسلامى، بشكل مباشر، وأنه لا علاقة لحركته بالاتفاق.
ورد الجيش الإسرائيلى بشن 36 غارة جوية على أهداف متفرقة شمال وجنوب قطاع غزة أدت إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح مختلفة، فى مدينة رفح جنوب القطاع، ظهر اليوم الخميس.
وقال أستاذ العلوم السياسية فى جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة: إن "حظر مصر لحركة حماس لن يجمد جهود مصر لمحاولة فرض التهدئة، فى حال شنت إسرائيل عدواناً جديداً عليه".
وأوضح أبو سعدة أن أى عدوان إسرائيلى على غزة سيُحرج النظام المصرى ويضغط عليه باتجاه التحرك للوقوف بجانب القطاع.
وأشار إلى أن دور مصر سيتمحور فى الدعوة لوقف إطلاق النار من كلا الطرفين، وعلى وجه الخصوص وقف التصعيد الإسرائيلى ضد القطاع.
ورأى أن أى تصعيد عسكرى فى غزة، سيدفع مصر إلى احتواء الأزمة من خلال فتح معبر رفح الحدودي، والسماح للمساعدات الإنسانية من الوصول إلى القطاع للتخفيف من حدة الأزمات التى يعانى منها الفلسطينيين.
من جانبه، استبعد الكاتب السياسى فى صحيفة الأيام الفلسطينية اليومية طلال عوكل أن "تحيد" مصر عن مواقفها "المناصرة للقضية الفلسطينية فى حال شنت إسرائيل هجوماً جديداً على قطاع غزة".
وقال عوكل "مهما توترت الأوضاع بين قطاع غزة والجانب المصرى، إلا أن مصر ستتدخل لوقف التصعيد العسكرى".
وأشار إلى أن مصر ستكون راعياً أساسياً لاتفاقية التهدئة فى حال تصعيد الأمور إلى حد عملية عسكرية جديدة ضد غزة.
وفى السياق، رأى تيسير محيسن، الكاتب والمحلل السياسي، أن دور مصر تجاه التصعيد فى القطاع لن يصل إلى مستوى "الضغط الشديد" على إسرائيل لوقف هجماتها، وسيقتصر على مطالبة الجانبين بوقف إطلاق النار.
وتوقع محيسن أن تبتعد مصر عن "سلبيتها" فى التعامل مع حركة حماس فى حال شنت إسرائيل هجوماً على القطاع.
وأشار إلى أنه من الممكن أن تسعى مصر لصياغة اتفاق تهدئة جديد فى حال قبول حركة حماس التدخل المصرى فى هذا الاتجاه.
وشهدت العلاقة بين حركة "حماس" التى تحكم غزة ومصر توتراً ملحوظاً بعد عزل الرئيس محمد مرسى فى 3 يوليو الماضى، وزادت حدة التوتر بعد إعلان محكمة مصرية عن حظر أنشطة "حماس" فى مصر.
مراقبون: مصر لن تتخلى عن دورها كوسيط بين الفلسطينيين وإسرائيل
الخميس، 13 مارس 2014 06:31 م
خالد البطش القيادى فى الحركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة