الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة لكتابة اسمه على جذع شجرة، أو جسم سمكة أو ذراع طفل للتدليل على قدرته، فقدرة الله سبحانه وتعالى بين الكاف والنون ولا يمكن أن نختصرها فى مثل هذه الصور المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعى والإنترنت ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة.
فقدرة الله موجودة فى كل شئ حولنا، مثل الماء والهواء، والأرض والسماء، والبحار والأنهار، والجبال والصحارى، وكافة المخلوقات ، ولسنا بحاجة لمثل هذه الصورة لكى نؤمن بأن الله قادر وموجود.
وأنا لا أكذّب أو أصدّق مثل هذه الصور، فهذه ليست قضيتى، قضيتى هى كيف أترك ملكوت الله بكامل عظمته، والإعجاز الإلهى فى كل خلقه من الجماد والنبات والحيوان والإنسان، والذى يظهر مع كل اكتشاف علمى جديد ليؤكد براعة الخالق فى خلقه، وليعطى الدليل والبرهان على أن القرآن لم يترك شيئاً إلا وقد ذكره ، وأن هذه الاكتشافات موجودة فى القرآن، منذ أكثر من ألف وربعمائة عام، وأحاول كمسلم أن أثبت ذلك لغير المسلم وخاصة علماء الغرب، وأتفرّغ فقط لسمكة عليها لفظ الجلالة أو شجرة أو صخرة على شكل إنسان ساجد، أو طير ينطق اسم الله.
الإسلام عظيم والخالق أعظم، ونحنّ بتلك الأفعال قد نضَل أو نُضل، لأننا وقتها سنحرّم الانتفاع بثمار الشجرة التى تحمل لفظ الجلالة، ولن نأكل السمكة التى تحمل لفظ الجلالة، وسنعتبر هذه الأشياء مبروكة، وأماكن للزيارة والتأمل، ومع مرور الوقت والزمن ستصبح مقدسات وشعائر، ويلتقط معها الكثير من الناس الصور التذكارية.
أتمنى أن ننير عقولنا، ونفتح قلوبنا ، ونخدم الإسلام بعلمنا لكى لانؤذيه بجهلنا ، فالآيات الكونية التى تبرهن على وجود الله وقدرته كثيرة ، فالغرب وصل بالعلم إلى الفضاء ، وغاص بهِ فى أعماق البحار ، وأجتهد حتى تحضر وتقدم وتخطانا بمراحل كثيرة ، ونحنُ جالسون ننظر إليهم دون أن نحاول أن نتعلم منهم ، هم يطبقون مبادئ الإسلام مع أنهم يحاربونه، يعملون ويخلصون فى عملهم، ولايسرفون فى طعامهم أو شرابهم، يرأفون بالحيوان وغيره من المخلوقات، أليست كل هذه من مبادئ الإسلام وتعاليمه.
أما نحنُ وللأسف الشديد، بفضل الغلو أصبحنا طالبان وداعش وجبهة النصرة وبيت المقدس، نشوّه إسلامنا بأفعالنا ، نقتل باسم الدين، ونسرق باسم الدين، ونخرّب وندّمر باسم الدين، أو قد نصبح دراويش نعالج الأمراض بالبخور، ونضرب المعتوه لكى يخرج الجن من جسده، ونسينا أن القرآن دعانا للتدبر والتفكر فى الكثير من آياته، وقد أمرنا الإسلام بالأخذ بالأسباب، وأمرنا بالعلم وجعل سورة من سوره تحمل اسم (القلم) ، فأتمنى أن نفوق من غفلتنا ، لكى لاتزيد المسافة بيننا وبين الغرب لأكثر من ذلك ، فهم بلا دين وصلوا لما وصلوا إليه ، فما بالكم بنا نحنُ لو تمسكنا بديننا وجعلناهُ حافز لنا على العلم والتعلم ، والتدبر والتفكر ، لكى نصل إلى حقائق تؤكد للغرب عظمة قدرة المولى سبحانه وتعالى.
صورة ارشيفية