
شهدت لجنة العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى جلسة استماع خاصة لوزير الخارجية جون كيرى، لعرض مشروع ميزانية وزارته.
وطرح أعضاء اللجنة على كيرى مجموعة من الأسئلة، كان أبرزها عن العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة ومصر.
وجاءت أول الأسئلة من السيناتور كاى جرانجر، رئيسة اللجنة، التى أكدت على أهمية العلاقة مع مصر، وأبدت دهشتها من تعليق إدارة أوباما تسليم معدات عسكرية عامة إلى مصر، وقالت: "الإدارة تحاول توجيه رسالة إلى الجانب المصرى، لكنها غير واضحة وغير مفهومة"، وأضافت "الجيش المصرى يحارب الإرهاب على الحدود، ونحن لا نريد تسليمه معدات مكافحة الإرهاب حتى الآن.. لماذا؟".
من جانبه رد كيرى على السيناتور جرانجر قائلا: "بالتأكيد نحن متفقون على أهمية علاقتنا بمصر، فهذا البلد هو حجر الزاوية فى العالم العربى، وعلاقتنا به حيوية، ونحن مدركون لذلك ونريد الحكومة المؤقتة أن تنجح فى مهمته"، وأكد كيرى أن إدارة أوباما تريد مساعدة الحكومة المصرية لكنه أضاف: "نحن نقول لهم ساعدونا على أن نتمكن من مساعدتكم".
وأضاف موضحا: "الحكومة المؤقتة ترتكب أمورا نرفضها بشدة، مثل حملات الاعتقالات وما يتعرض له الصحفيون".
وقال كيرى إنه يتحدث طوال الوقت مع المسئولين المصريين، سواء وزير الخارجية فهمى أو المشير السيسى، عبر الهاتف وبالاجتماعات كلما سنحت الفرصة، وأضاف: "لا أستطيع أن أنكر الجهود التى يقوم بها الجيش المصرى على الحدود، وعلاقتنا العسكرية بين البلدين مهمة للغاية، ونريد أن نحافظ عليها".
وعن استئناف المساعدات العسكرية لمصر، وتسليم القاهرة المعدات العسكرية التى تم تعليق تسليمها قال كيرى: "أنا من فى يده السلطة الآن لمنح قرار الاعتماد لاستئناف المساعدات، وأتمنى أن يتم ذلك قريبا، فقالت السيناتور جرانجر متسائلة: "ماذا تقصد بقريبا؟ هل يمكن تسليم المعدات قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية؟"، فرد كيرى:"لا أستطيع أن أجزم بذلك الآن، لكنى أتمنى أن يتم ذلك فى أقرب وقت"، ملمحا إلى أنه يقصد فى المستقبل القريب، وربما "خلال الأيام المقبلة".
وأكد كيرى أن العلاقة بين البلدين لا تقتصر على المساعدات، مشيرا إلى أن دول الخليج منحت مصر الكثير من الأموال تتجاوز بكثير قيمة ما تلقاه المصريون من واشنطن.
الوضع السياسى الداخلى فى مصر، كان أيضا محل اهتمام أعضاء اللجنة، حيث أبدى السيناتور الديمقراطى آدم شيف، قلقه من أن تعود مصر إلى مرحلة ما قبل الثورة، قائلا: "الاعتقالات التى تقوم بها السلطات المصرية لا تستهدف الإخوان فقط، ولكن أيضا المعارضين العلمانيين، وهذا أمر مثير للقلق"، مشددا على ضرورة أن تؤكد وزارة الخارجية دعم الولايات المتحدة للديمقراطية فى العالم العربى، مؤكدا ضرورة الحفاظ على العلاقة مع القاهرة، "حتى لا يتركنا المصريون ويتوجهوا نحو روسيا".