"الفن هو مفتاح الحياة".. مقولة كانت ترددها النجمة نادية لطفى وعملت بها دائما صاحبة النظارة السوداء، والتى بدأت مشوارها السينمائى بمشاركة قصيرة بفيلم "جميلة" مع النجمة ماجدة عام 1958، وإخراج يوسف شاهين.
وللمرة الثانية يتم تكريم النجمة نادية لطفى فى عيد الفن، حيث سبق أن تم تكريمها فى عيد الفن عندما كان يوسف السباعى وزيرًا للثقافة فى السبعينيات بالقرن الماضى وقت أن كانت متألقة وواحدة من أيقونات السينما المصرية، لكن تكريمها غدا يمثل لها الكثير حيث يأتى اعترافا بمشوارها فى السينما الذى امتد لحوالى 40 عاما قدمت خلالها العديد من الأدوار، والأفلام الهامة فى السينما المصرية.
اسمها الحقيقى "بولا محمد شفيق" لكنها شعرت بأن هذا الاسم لا يستوعبه المشاهد العادى لذا غيرت اسمها إلى "نادية لطفى" وهى اسم شخصية بطلة رواية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس الشهيرة "لا أنام" التى كانت تعشق قراءتها فى صغرها، ونجحت نادية فى ثانى تجاربها السينمائية بشكل عام، وأول ظهور حقيقى لها فى السينما من خلال فيلم "سلطان" للمخرج نيازى مصطفى، وتقاضت عن ذلك الفيلم 500 جنيه فقط.
وبدأت نادية لطفى تشق طريقها فى السينما عملا وراء الآخر وتعاملت مع مجموعة من أبرز المخرجين فى السينما، كل منهم يضيف إلى موهبتها بإضافات خاصة، حيث عادت للتعامل مع يوسف شاهين مرة أخرى فى فيلم "حب إلى الأبد" ومع الرائع كمال الشيخ فى فيلم "حبى الوحيد"، والتقت بمنافستها فى تلك الفترة النجمة سعاد حسنى فى فيلم "السبع بنات" حيث جمع المخرج نيازى مصطفى نادية لطفى وسعاد حسنى ومعهما زيزى البدراوى وأحمد رمزى فى عمل سينمائى واحد.
وجاء عام 1962 ليشهد التعاون الأول بين نادية لطفى وعبد الحليم حافظ فى فيلم "الخطايا" مع المخرج حسين الإمام، وجسدت دور "سهير" وكان الفيلم بمثابة نقلة فنية فى مشوار نادية لطفى الفنى، خصوصا مع النجاح الكبير الذى حققه العمل، وشاءت الأقدار أن يكون آخر فيلم قدمه حليم، وهو"أبى فوق الشجرة" مع نادية لطفى بعد أن كانت مرشحة لبطولة الفيلم النجمة هند رستم، لكن الدور ذهب فى اللحظات الأخيرة إلى نادية لطفى.
وشهدت فترة الستينيات تألقا غير عادى للنجمة نادية لطفى، بل إنها فى عام 1963 قدمت 7 أفلام دفعة واحدة، منها "حب لا أنساه"، و"جواز فى خطر" و"سنوات الحب" و"حياة عازب" واثتين من أفضل أفلامها فى السينما وهما "النظارة السوداء" و"الناصر صلاح الدين" والمفارقة أن الاثنين قدمتهما مع النجم أحمد مظهر الذى قالت عنه من قبل إنه واحد من أفضل الممثلين الذين تعاملت معهم، وجسدت فى الفيلم الأول دور "ماجى" أما الثانى فجسدت خلاله دور "لويزا".
نادية لطفى بحثت دائما فى أعمالها عن الاختلاف والتنوع، لتقدم تجارب كوميدية تارة مثل "للرجال فقط" مع سعاد حسنى، و"قصر الشوق" مع المخرج حسين الإمام لتجسد فيه دور راقصة شعبية يلهث وراءها الرجال ويقع فى غرامها السيد أحمد عبد الجواد، وأجادت نادية لطفى تجسيد الدور ببراعة فائقة.
واختتمت نادية لطفى مشوارها السينمائى عام 1988 بفيلم "الأب الشرعى" مع المخرج ناجى أنجلو، والفنان القدير محمود ياسين، بينما كان آخر ظهور فنى لها من مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة